الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

قطر.. فحوص جسدية بالإكراه لأستراليات بعد العثور على رضيع بمطار الدوحة.. وكانبرا ترد

قطر.. فحوص جسدية بالإكراه لأستراليات بعد العثور على رضيع بمطار الدوحة.. وكانبرا ترد

الخطوط القطرية. (رويترز)

كشفت تقارير إعلامية عن فضيحة وقعت أحداثها في مطار الدوحة الدولي، أوائل أكتوبر الجاري، عندما أُخضِعت مسافرات من قطر لعمليّات تفتيش جسدية دقيقة، بعد العثور على طفل وُلد قبل أوانه متروكاً داخل دورة مياه في المطار.

واصطحب الأمن القطري عدداً غير محدّد من النساء، من الطائرات الموجودة على مدرج المطار، إلى سيّارات الإسعاف، حيث خضعن للفحص بحثاً عن علامات ولادة حديثة.

وقال مصدر في الدوحة مطّلع على الحادثة إن مسؤولين «أجبروا النساء على الخضوع لعمليّات تفتيش جسديّة دقيقة... لفحص عنق الرحم بالإكراه».

وجاء في بيان لمطار حمد الدولي في الدوحة أن اختصاصيّين طبّيين أعربوا عن قلقهم إزاء الوضع الصحّي لامرأة أنجبت للتوّ، مطالبين بالعثور عليها تمهيداً لترحيلها. وتابع البيان أنّه «طُلب من أفراد تواجدوا في المنطقة التي عُثِر فيها على الطفل حديث الولادة في المطار، المساعدة في التحقيقات».

جرت الواقعة التي نقلتها في بادئ الأمر قناة «سيفن نيوز» الأستراليّة، في 2 أكتوبر، وخرجت إلى العلن بعدما روى عدد من الركّاب الأستراليّين ما حدث معهم.

وبحسب موقع «فلايت رادار» لمراقبة حركة الطائرات، تأخّرت رحلة للخطوط القطريّة في 2 أكتوبر، كانت متّجهة إلى سيدني، 4 ساعات. ويبدو أن رحلات جوّية أخرى ونساء من دول عدّة قد تأثّرن بهذه الحادثة، في وقت يجرى فيه تحقيق قطريّ، وفقاً لوسيلة الإعلام الأستراليّة.

وأطلق مطار الدوحة ليل الأحد نداء طالب فيه والدة الطفل بالتواصل مع سلطاته، ما يشير إلى أنّ التفتيش الذي أجري لم يصل إلى نتائج حاسمة.

وأشار بيان المطار إلى أنّ هوّية الطفل حديث الولادة لم تُعرف بعد، لكنّه يتلقّى رعاية من الطواقم الطبّية والاجتماعيّة، داعياً كلّ من يملك معلومات بشأن الحادثة إلى التواصل مع السلطات.

وكانت وزارة الخارجية والتجارة الأسترالية قالت لقناة «سيفن نيوز»: «سجّلنا رسميّاً مخاوفنا الجادّة بشأن الحادث لدى السلطات القطريّة»، مضيفةً «تمّ التأكيد لنا أنّه سيتمّ توفير معلومات مفصّلة وشفّافة عن الحدث قريباً».

وتُطبّق قطر قواعد صارمة في ما يتعلّق بالإنجاب خارج إطار الزواج. ولم تردّ الخطوط الجوّية القطريّة على طلب للتعليق.

وأعربت أستراليا عن «قلقها البالغ» للسلطات القطرية إزاء ما تعرضت له مسافرات أستراليات من عمليات فحص داخلي جائر، دون موافقتهن. ومن بين السيدات اللائي تعرضن لتلك الفحوص، 13 أسترالية.

وذكرت قناة «سفن نيوز» أنه تم إنزال النساء من متن الطائرة و«إجبارهن على خلع ملابسهن الداخلية، قبل فحص أعضائهن التناسلية بشكل جائر» في سيارة إسعاف على مدرج المطار.

وفي بيان صدر اليوم الاثنين، قال متحدث باسم الحكومة الأسترالية إن معاملة النساء غير مقبولة ومقلقة للغاية، مضيفاً أن «معاملة النساء كانت مسيئة وغير ملائمة بشكل صارخ وتتجاوز الظروف التي يمكن فيها للنساء منح الموافقة بشكل حر ومستنير».

وأضاف أن «الحكومة سجلت رسمياً مخاوفها الجادة لدى السلطات القطرية بشأن الحادثة. وتتدخل وزارة الخارجية والتجارة في هذا الأمر من خلال القنوات الدبلوماسية».

وقال زعيم حزب العمال الأسترالي المعارض أنتوني ألبانيز إن الحكومة يجب أن تطالب بإيضاحات عن الحادث «المثير للقلق». وأضاف «نحن بحاجة إلى أكثر من مجرد كلمات قوية لإظهار مدى جدية تعاملنا مع هذه الانتهاكات.. على الحكومة أن تقدم أقوى احتجاج ممكن إلى حكومة قطر».

وقالت امرأتان لهيئة الإذاعة الأسترالية إنه طُلب من كل النساء البالغات في الطائرة بصرف النظر عن سنهن النزول لفحصهن.

وأكدت وزيرة الخارجية ماريس باين اليوم الاثنين أن النساء اتصلن بالحكومة الأسترالية وقت حدوث تلك الواقعة في وقت سابق من الشهر الجاري، وأن الحكومة الأسترالية بحثت الأمر مع السفير القطري. وأوضحت أنه تم أيضاً إبلاغ الشرطة الاتحادية الأسترالية بهذا «الحادث غير العادي».

وقالت باين لوسائل الإعلام: «هذا أمر مزعج للغاية، عدواني، يتعلق بمجموعة من الأحداث. إنه أمر لم أسمع به على الإطلاق في حياتي في أي سياق. لقد أبلغنا السلطات القطرية بوجهات نظرنا بمنتهى الوضوح».