الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

للاحتفاظ برئاسة الحركة.. مقربون من الغنوشي يدعون لتأجيل مؤتمر «النهضة» التونسية

للاحتفاظ برئاسة الحركة.. مقربون من الغنوشي يدعون لتأجيل مؤتمر «النهضة» التونسية

أطلق قياديان في حركة النهضة التونسية محاولة جديدة لتأجيل مؤتمر الحركة المقرر عقده نهاية العام الجاري بسبب الإجراءات الصحية الخاصة بفيروس كورونا وسعياً لتقريب وجهات النظر لكن مراقبين اعتبروها محاولة جديدة لتمديد بقاء زعيم الحركة راشد الغنوشي كرئيس للنهضة وتعزيز فرصه كمرشح محتمل لرئاسة الجمهورية.

وأعلن رئيس مجلس شورى النهضة عبدالكريم الهاروني ووزير الخارجية الأسبق رفيق عبدالسلام بوشلاكة صهر راشد الغنوشي عن مبادرة لتأجيل المؤتمر الذي كان مقرراً أصلاً الربيع الماضي قبل أن يتم تأجيله للعام الجاري.

ويسعى هذا الثنائي إلى جمع أكبر عدد ممكن من أعضاء مجلس الشورى أعلى سلطة في الحركة لاستصدار قرار لتأجيل المؤتمر الـ11 الذي سيكون ثالث مؤتمر ينظم في العلن بعد صعود الحركة إلى السلطة في أواخر 2011.

الدعوة لتأجيل المؤتمر تأتي في ظاهرها بسبب الوضع الصحي وتقريب وجهات النظر لكنها تتيح فرصة التمديد للغنوشي للاحتفاظ برئاسة الحركة إلى أكثر ما يمكن من الوقت إلى حين اقتراب استحقاق الانتخابات الرئاسية في 2024، والتي لمّح الغنوشي مؤخراً إلى إمكانية الترشّح لها باسم الحركة.

وعبّر الغنوشي أيضاً يوم 15 أكتوبر الجاري في مدينة بنزرت (شمال) لدى حضوره موكب الاحتفاء بالذكرى الـ57 لجلاء القوات الفرنسية عن البلاد عن تمسّكه بالترشّح في المؤتمر القادم لرئاسة الحركة متجاهلاً الرسالة الثانية لما يعرف بمجموعة المئة الذين طالبوه بعدم الترشّح واحترام النظام الداخلي للحركة الذي يحدد دورتين فقط.

وقال الباحث في علم الاجتماع والخبير في الحركات الإسلامية منذر بالضيافي لـ«الرؤية» إن الغنوشي «سيربح كل معاركه ضد معارضيه وسيدفعهم للخروج ومغادرة الحركة».

وأضاف أنهم لن يتمكنوا من معارضته أو منعه من الترشّح مرّة أخرى لأنه يسيطر على الموارد المالية للحركة.

واعتبر الباحث في الحركات الإسلامية أنس الشابي أن حركة النهضة ليست حزباً بل جماعة إخوانية لم تنجز في تاريخها أي مؤتمر حقيقي.

وأضاف في تصريحه لـ«الرؤية» أن الغنوشي هو الحاكم الوحيد في الحركة منذ تأسيسها كجماعة إسلامية أواخر القرن الماضي فهو يملك صندوق المال ويملك العلاقات الخارجية».

وقّلل الشابي من أهمية الخلافات داخل الحركة.

لكن الدكتور عبدالجليل بوڤرّة أستاذ التاريخ المعاصر في المعهد العالي للتاريخ المعاصر جامعة منوبة قال إن الخلافات كبيرة داخل الحركة وحقيقية وسببها الأساسي الغنوشي الذي يصر على خرق قوانين الحركة.

وأضاف لـ«الرؤية» أن الحركات الإخوانية في الوطن العربي عرفت خلافات ومنها جماعة الإخوان في مصر «لكن المعارضين للغنوشي لن ينجحوا في تكوين كتلة كبيرة وقد يكون انسحابهم بشكل فردي وسيتم تعيين الغنوشي «زعيماً» للحركة حتى يتم الابتعاد عن مصطلح المرشد لتجنب شبهة الانتماء للتنظيم العالمي للإخوان وسيتم تعيين رئيس للحركة يكون مجرد موظف».

ولتمرير خيار تأجيل المؤتمر شكّل الغنوشي لجنة جديدة سماها لجنة الصحة حتى يبرر تمسّكه برئاسة الحركة والتمديد لنفسه أكثر ما يمكن من الوقت ليكون رئيساً مدى الحياة مثلما يتهمه معارضوه.