الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

بعد 10 سنوات من رحيل بن علي.. ذكرى صعوده تلاحق «النهضة» التونسية

تزامنت الذكرى الـ33 لصعود زين العابدين بن علي إلى السلطة، في مثل هذا اليوم 7 من نوفمبر سنة 1987، مع جدل غير مسبوق حول عجز الميزان التجاري ورفض محافظ البنك المركزي مروان العباسي طلب الحكومة بتعبئة موارد الميزانية التكميلية لسنة 2020، التي سجلت نقصاً غير مسبوق، وصل إلى 14% من الناتج المحلي، وهي النسبة التي لم تعرفها تونس طوال تاريخها المعاصر.

وفي ظل تمتع البنك المركزي بالاستقلالية الكاملة، طالب محافظ البنك بضمانات قانونية تمكنه من إقراض الدولة المطالبة بدفع 4.2020 مليار دولار كديون، في الوقت الذي خسرت فيه 350 مليون دولار بسبب توقف إنتاج النفط في حقول منطقة «الكامور» من محافظة تطاوين جنوب شرق البلاد.

هذه الأزمة الاقتصادية التي يتوقع أن تتعمق أكثر، ذكّرت التونسيين على مواقع التواصل الاجتماعي بذكرى 7 نوفمبر، والوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني الذي كانت تعيشه تونس قبل عودة حركة النهضة الإخوانية إلى النشاط السياسي، وصعودها إلى الحكم، وحملوا الحركة المسؤولية عن الوضع الذي انتهت إليه البلاد.

هذا الحنين لزمن بن علي لم يتوقف عند المواطنين البسطاء الذين يعانون من غلاء العيش، وغياب الأمن، وتكرار حوادث الإرهاب، بل وصل حتى إلى النخب، بما فيهم بعض معارضي بن علي، بعد تقييم لزمنه، ومقارنته بزمن النهضة.

وفي هذا السياق قال المؤرخ والباحث في المعهد العالي للتاريخ المعاصر، الدكتور عميرة علية الصغير «10 سنوات من حكم النهضة قادت البلاد إلى الخراب العام وفي كل القطاعات».

عميرة الذي كان من معارضي الزعيم بورقيبة، وتعرض للطرد من الجامعة التونسية بسبب نشاطه السياسي، مما دفعه إلى السفر إلى فرنسا لمواصلة تعليمه العالي، وكان أيضاً معارضاً لبن علي، قال لـ«الرؤية» إنه «كانت لدينا تحفظات على التضييقات التي كان يمارسها بن علي على الأحزاب والناشطين والجمعيات والإعلام، لكن كانت لنا دولة تحارب الإرهاب بجدية، وتحافظ على سيادة القرار الوطني، ونحن منذ 10 سنوات من حكم النهضة الإخوانية، صرنا تابعين لقطر وتركيا، وتم تحطيم الاقتصاد الوطني، وفتح البلاد أمام المنتجات التركية، وتم نشر ثقافة الإرهاب برعاية حركة النهضة، وفقدت تونس صورتها في العالم».

وأضاف أن «ما حدث خراب غير مسبوق تقف خلفه حركة النهضة الإخوانية».

وفي السياق ذاته قال الباحث في الحركات الإسلامية منذر بالضيافي إن «10 سنوات كانت كافية ليكتشف المواطن التونسي زيف الشعارات التي كان يرفعها معارضو بن علي، الذين أعادوا إنتاج الأخطاء نفسها، خاصة حركة النهضة التي تصدّرت المشهد السياسي منذ سقوط نظام 7 نوفمبر».

وأضاف بالضيافي لـ«الرؤية» أن «الصعود الصاروخي لعبير موسى وحزبها (الدستوري الحر)، في استطلاعات نوايا التصويت، يترجم الأمر، فهي النتاج الطبيعي، وامتداد لنظام بن علي، وتقدمها بنحو 10 نقاط على حركة النهضة دليل على فشل ما سمي بـ«الثورة»، في تحقيق ما طالب به الشارع التونسي الغاضب، الذي كان يحلم بالتشغيل والتنمية في الجهات المظلومة، وبعد 10 سنوات زاد الوضع سوءاً، وحركة النهضة تتحمل المسؤولية، لأنها هي الحاكم الفعلي في البلاد».

ومنذ المساء، انتشرت صور الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، مع عبارات الترحم عليه، وعلى عهده، على صفحات «فيسبوك»، مع مهاجمة حركة النهضة، وهو ما يترجم حجم إحساس التونسيين بالمرارة والإحباط، بينما كانت الخلافات حاضرة بين معارضي بن علي وخاصة من اليسار.