الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

العرابي وزير الخارجية المصري الأسبق: أمريكا لن تبني سياساتها في المنطقة اعتماداً على جماعة إرهابية

قال وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد العرابي، إن سياسة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، في الشرق الأوسط، لن تكون مشابهة لسياسة الرئيس الأسبق باراك أوباما، مؤكداً أن الولايات المتحدة لن تبني سياساتها في المنطقة على قاعدة جماعة الإخوان التي أيقن العالم أنها مصدر للعنف والإرهاب.

وأكد العرابي في حواره لـ«الرؤية» على أن القضية الفلسطينية ستشهد تحسناً كبيراً في ظل وجود بايدن. وأن معاهدات السلام مع إسرائيل تعمل على حفظ توازن القوى في المنطقة ومنع التمدد الإيراني. وفيما يلي نص الحوار:

إلى أي مدى تتفق سياسة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن مع سياسة الرئيس الأسبق باراك أوباما في التعامل مع منطقة الشرق الأوسط؟

لن تكون متشابهة. سياسة أوباما كانت مرتبطة بظروف وتصورات معينة، وليست صالحة الآن. السياسة الأمريكية قائمة على فكرة المصالح والاستراتيجيات، والتي لا تعبر بالضرورة عن رأي الرئيس فقط، وإنما عن رأي المؤسسات الأمريكية بكل جوانبها، سواء كانت الكونغرس، أو البنتاغون، أو حتى جهاز المخابرات CIA. بايدن نائب الرئيس أوباما والذي كان يمثل اتجاهاً معيناً داخل الإدارة الأمريكية، يختلف عن بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. أعتقد أنه سينتهج خطاً مستقلاً، فأثناء فترة رئاسة أوباما لم تكن هناك مشاكل معقدة في المنطقة على هذا النحو، لم يكن هناك تدخل تركي، أو إيراني، لم تكن هناك أزمات محتقنة في سوريا واليمن وليبيا، وبالتالي هذا العصر الجديد سيتطلب سياسات مختلفة نسبياً عن سياسات أوباما، في مقابل قضايا سيتحرك لها الحزب الديمقراطي الأمريكي، منها حقوق الإنسان والحريات.

قلتَ إن بايدن كان لديه اتجاه ما عندما كان نائباً للرئيس أوباما، ماذا يكون هذا الاتجاه؟

نستطيع القول إنه لم يكن موافقاً تماماً على التغيير الذي جرى في منطقة الشرق الأوسط بشكل سريع ومفاجئ تحت مسمى الربيع العربي. بايدن كان من أنصار فكرة أن هناك دولاً مثل مصر، على سبيل المثال، يفترض عدم تعرضها لهزات مبنية على أفكار الربيع العربي في ذلك الوقت. كان يرى أن هناك نقصاً في حالة الديمقراطية في المنطقة، ولكنه لم يكن من المؤيدين لفكرة تغيير الشارع، وإحداث قدر من الفوضى، نتيجة تحركات شعبية. كان مع اللجوء لفكرة الديمقراطية وتغيير النُّظم السياسية، لكنه لم يكن مع الفوضى.

قال ذلك في تصريحات، وفي مقابلات مع وزير الخارجية المصري آنذاك أحمد أبوالغيط، وهو ما أشار إليه أبوالغيط في بعض كتبه. وعندما كنت وزيراً للخارجية كان ملحوظاً جداً لنا توجهه المغاير عن سياسية أوباما في المنطقة.

كيف سيتأثر ملف السلام العربي الإسرائيلي بعد تولي بايدن؟

لا شك أننا سنشهد تغييراً في سياسة إدارة هذا الملف، لأن مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في نظري، لن تجد طريقها للنور خلال الفترة المقبلة، فموقف بايدن من هذا الأمر واضح، إنه يؤيد حل الدولتين، ويرى أن المستوطنات من الممكن أن تكون عقبة أساسية في تقدم عملية السلام. وهو ما يجعلنا ننتظر من الإدارة الأمريكية مزيداً من الإيجابية في القضية الفلسطينية.

*كيف ينظر بايدن لجماعة الإخوان الإرهابية، وكيف يراها في المنطقة العربية؟

في الفترة الأولى بعد 25 يناير، كانت هناك قناعة داخل الولايات المتحدة، بأنه يجب إشراك التيار الإسلامي في الحكم، لكن خلال الأربع سنوات الأخيرة، تلاشت مصداقية التيار، وأصبح لدى العالم كله قناعة بأن جماعة الإخوان هي منبع الإرهاب والعنف، ومن ثم لن تبني الولايات المتحدة استراتيجيتها الجديدة تجاه المنطقة العربية، بناءً على جماعة الإخوان.

كيف تقرأ معاهدتَي السلام للإمارات والبحرين مع إسرائيل، وما تأثيرهما في عملية السلام بالمنطقة؟

لا أعتقد أن إدارة بايدن ستقف في وجه معاهدات السلام مع إسرائيل، لكننا سنشهد هدوءاً نسبياً في هذا الملف. معاهدات السلام التي وقَّعتها دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين، تعمل على حفظ توازن القوى في المنطقة، ومنع التمدد الإيراني، إضافة إلى أن الإمارات لديها فكر سياسي متقدم للغاية، وخطواتها محسوبة بدقة، فهي لم تخاطر يوماً بمحددات أمنها القومي.