الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الجزائر تعيش حالة عدم يقين سياسي بسبب كورونا و«صحة الرئيس»

الجزائر تعيش حالة عدم يقين سياسي بسبب كورونا و«صحة الرئيس»

الشرطة تراقب التزام المواطنين بالإجراءات الصحية في شوارع الجزائر.

أثارت الحالة الصحية للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، الذي أصيب بفيروس كورونا، شكوك ناشطين وتخوفهم من مرور البلاد بمرحلة مشابهة للفترة الرئاسية الأخيرة للرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة، خاصة أن بيانات الرئاسة لم تحدد بدقة وضع الرئيس تبون الصحي، في حين ترتفع أعداد الإصابات اليومية بالفيروس في الجزائر.

وطالب العديد من الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة أن يخرج تبون على شعبه صوتاً وصورة؛ ليطمئنهم عن حالته الصحية.

وأنهى الرئيس تبون فترة البروتوكول العلاجي بألمانيا، حسب آخر بيان للرئاسة الجزائرية، بعد أن نقل إليها في 28 أكتوبر الماضي، إثر تعرضه لمضاعفات بعد إصابته بفيروس كورونا. وهو يخضع للفحوصات الطبية لما بعد البروتوكول، بحسب البيان.

ويضاف لعدم اليقين السياسي الذي خلَّفه المرض المفاجئ للرئيس تبون، تعرض البلاد إلى ارتفاع في أعداد الإصابات اليومية بالفيروس بعد أيام على استفتاء تعديل الدستور الذي جرى في 1 نوفمبر، وأعلن المجلس الدستوري تثبيت نتائجه، رغم مطالب المعارضة بإلغائها؛ كونه لم يشارك فيه سوى ربع الهيئة الناخبة.

ولجأت حكومة عبدالعزيز جراد الأحد الماضي، أمام الموجة الثانية لفيروس كورونا، إلى فرض قيود جديدة من بينها غلق قاعات الرياضة والفضاءات الترفيهية والشواطئ، ووسعت حظر التجول المفروض من الثامنة مساء إلى الخامسة صباحاً ليشمل 32 ولاية من بين 48.

كما فرضت على بعض المتاجر توقيف نشاطها من الساعة 3 ظهراً وحتى صباح اليوم التالي، مع إلزام المطاعم والمقاهي بقصر نشاطها على الاستهلاك الخارجي.

وطالب ناشطون في المجال الصحي بإجراءات أخرى غير الإدارية، منها إقامة مستشفيات ميدانية بالقاعات الرياضية والملاعب لاحتواء عدد المصابين الجدد بكوفيد-19 بعد أن ضاقت بهم المستشفيات.

وتساءل رئيس مصلحة أمراض القلب بمستشفى مصطفى باشا، أكبر مستشفى بالعاصمة، البروفيسور سليم بن خدة، في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: «أين المستشفيات الميدانية للجيش؟ هذا وقت استعمالها لإنقاذ الناس».

وتابع يقول: «سبق أن اقترحنا إنشاء مستشفيات طوارئ على مستوى القاعات المتعددة الرياضات، أو قاعات المعارض وتجهيزها بمنابع الأكسيجين عالي التدفق، وبآلات cpap (وهي آلات الضغط الهوائي الإيجابي المُستمر في المجرى الهوائي)، وتوزيع الأطقم الطبية والمتطوعين عليها».

وأوضح بن خدة، أن «الوباء خرج عن السيطرة في العاصمة. فالمرض انتشر في كل البيوت، والمستشفيات تجاوزها الأمر».

وانتقد أستاذ كلية الطب بجامعة الجزائر والناشط السياسي الدكتور سيف الإسلام بن عطية، مواجهة حكومة جراد للأزمة بالغلق، وقال إن ذلك لن يفيد.

وأضاف بن عطية في تصريح لــ«الرؤية» أن الحكومة ولجنتها العلمية أصبحت لا تعرف إلّا الغلق فقط في مواجهة كورونا دون النظر في عواقب ذلك، متهماً الحكومة بالتسبب في نشر الوباء خلال الحملة الانتخابية للدستور والتي استمرت أكثر من شهر.

ويرى بن عطية، الذي يترأس حزب التيار الوطني «قيد التأسيس»، أن «الأولوية حالياً لإنشاء مستشفيات طوارئ وتفعيل استيراد مكثفات الأكسجين وتوزيعها على الجمعيات».