الثلاثاء - 14 مايو 2024
الثلاثاء - 14 مايو 2024

دبلوماسيون أمريكيون: لا اتفاق مع إيران بدون مشاركة دول الخليج

أكد دبلوماسيون وسياسيون أمريكيون أنه لا يمكن أن يكون هناك اتفاق عادل وموضوعي جديد مع إيران، دون التشاور ومشاركة دول الخليج، والإمارات تحديداً. داعين الإدارة الأمريكية الجديدة إلى عدم ارتكاب أخطاء إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما.

جاء ذلك في ندوة عقدها مجلس الأعمال الأمريكي الإماراتي، الاثنين، ناقشت سياسة الإدارة الأمريكية المقبلة تجاه دول الخليج. أدارها رئيس مجلس الأعمال الأمريكي الإماراتي داني سبرايت.

الاتفاق النووي

وقال السفير الأمريكي الأسبق بمصر ووكيل وزارة الخارجية سابقاً فرانك ويزنر، إن إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن أمامها عدة تحديات، على رأسها عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي مع إيران؛ للحد من امتلاك إيران لليورانيوم عالي التخصيب، بما يمثله هذا من تهديد مباشر لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها بالمنطقة.

وأضاف ويزنر أن «الشرق الأوسط يجلس على برميل وقود على وشك الاشتعال؛ لذا يجب أن تعود الأزمة الأمريكية الإيرانية إلى طاولة المفاوضات، لا ساحات الحرب».

وشدد ويزنر على أن الولايات المتحدة لا يمكنها تحقيق عودة موضوعية رئيسية إلى الاتفاق النووي مع إيران دون التفاهم والرجوع إلى دول الخليج «علينا ألا نرتكب نفس الأخطاء التي تمت خلال فترة حكم أوباما، وأن ندافع عن علاقاتنا الأمنية القوية مع دول الخليج، وعدم المضي قدماً دون تشاور وثيق معهم».

وعبَّر السفير الأمريكي الأسبق بمصر، عن ثقته في عدم تغير نهج السياسة الأمريكية الإماراتية خلال الفترة المقبلة، في ظل القيادة الجديدة للولايات المتحدة؛ مرجعاً ذلك إلى حكمة القيادة في دولة الإمارات، وواقعية وخبرة جو بايدن وفريقه.

وأشار ويزنر إلى أن الشرق الأوسط «يعيد تأكيد نفسه كمركز للمنافسة العالمية، في ظل مساعي روسيا والصين وإيران وتركيا للسيطرة عليه». مؤكداً أن «الخليج هو النقطة الرئيسية في التنافس الإقليمي، وعلاقاتنا مع دولة الإمارات العربية المتحدة تجعلنا في حالة جيدة، خاصة أن الإمارات تتمتع بعلاقات قوية مع كل الأطراف في المنطقة».

وأضاف: «نهتم بعلاقاتنا مع الإمارات سواء الأمنية أو الاستخباراتية، وحتى الاقتصادية، فالإمارات أكبر شريك تجاري إقليمي لنا».

سياسة بايدن

وتوقع رئيس مجلس النواب الأمريكي السابق جون بوينر، أن تشهد فترة حكم بايدن اختلافات كبيرة عن سابقه دونالد ترامب في شكل سياساته الخارجية، لكنه أكد أن «بايدن يفهم أهمية العلاقات طويلة الأمد مع أصدقاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ولا أتوقع أن يتغير ذلك كثيراً في المستقبل، وستنضم أمريكا مجدداً إلى اتفاقية باريس للمناخ».

تعددية لا انعزالية

وعبَّر عضو الكونغرس الأمريكي السابق ورئيس التجمع الديمقراطي السابق بمجلس النواب جو كرولي، عن أمله في عودة سياسة الولايات المتحدة الأمريكية إلى التعددية والدبلوماسية، والتركيز على إعادة بناء العلاقات مع الحلفاء الرئيسيين «أعتقد أن سياسة إدارة بايدن ستكون معاكسة تماماً لسياسات إدارة ترامب، والتي لم تكن مجرد انعزالية، وإنما أكثر من ذلك بكثير، وستعود علاقات أمريكا مع الحلفاء خاصة في أوروبا وشركائنا في حزب الناتو. وستنضم الإدارة مجدداً إلى اتفاقية باريس، ومنظمة الصحة العالمة».

العلاقات التجارية

ومن جانبها أشارت الخبيرة الدولية في الشؤون التجارية لودميلا إل كاسوليك، إلى أن سياسات ترامب طوال السنوات الأربع الماضية كانت تحت شعار «أمريكا أولاً». وكانت جهود الدولة تتركز على مواجهة الممارسات التجارية غير العادلة، ولم تكن هناك تجارة حرة. متوقعة أن يشهد عهد بايدن تحسناً ملحوظاً في العلاقات التجارية بين أمريكا والصين.

ولفتت إلى أنه مع تعهد بايدن بتقديم مسار أمام طهران للعودة إلى الدبلوماسية، فإنه «لن يكون كافياً امتثال إيران الصارم لشروط الاتفاق النووي الحالي، وهو ما عبر عنه الديمقراطيون في الكونغرس، الذين أشاروا إلى رغبتهم في وضع شروط جديدة تتضمن منع تصنيع إيران للصواريخ البالستية».