الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

شهادات خبراء وسياسيين: الإمارات.. نموذج عالمي لنشر السلام وخدمة البشرية

رؤية استراتيجية لدورها العالمي تعمل على نشر السلام والتسامح والثقافة وتقديم يد العون إلى أبناء كوكب الأرض دون تفرقة مع نظرة بعيدة المدى تطمح إلى تحقيق التنمية المستدامة، هذا ما حرصت عليه دولة الإمارات العربية المتحدة لتصبح الدولة على مدى السنوات داعماً لأمتها العربية ونموذجاً عالمياً يتطلع إليه كل أبناء البشرية، بحسب شهادات خبراء وسياسيين من دول عدة تحدثوا إلى «الرؤية» بمناسبة اليوم الوطني الـ49 للإمارات.

ويأتي اليوم الوطني الـ49 هذا العام، وقد نمت الإمارات وحققت إنجازات باهرة، وأصبح اسمها رائداً، وغدت تجربتها منارة للوحدة العربية.. إمارات لم تدخر جهداً في تقديم الكثير للمنطقة العربية، بل والعالم أجمع. دولة تحرص دائماً على الربط بين الماضي والمستقبل، بين الأصالة والمعاصرة، بشكل متوازن، وتستفيد من معطيات الواقع بانفتاح؛ لرسم ملامح مستقبلها بشكل مدروس، ومن دون إفراط أو تفريط.

مساعدات خارجية

يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، الدكتور أيمن الرقب، إن «الإمارات استطاعت أن تتبنى نظاماً اقتصادياً قوياً قادراً على تحمل تبعات كل المتغيرات، يعتمد على تنوع مصادر دخله، ويؤمن باقتصاد السوق الحديث» مضيفاً أن الإمارات ساهمت في مساعدة كثير من الدول خاصة النامية، وقدمت مليارات الدولارات لتطوير اقتصاديات تلك الدول ومنعها من الانهيار. «معلية الجانب الإنساني، دون النظر إلى الموقع الجغرافي للدول المستفيدة».

وقال الرقب في تصريحاته لـ«الرؤية» إن حجم المساعدات الخارجية التي قدمتها الإمارات عام 2018، تجاوز 28.5 مليار درهم «أكثر من 7 مليارات دولار»، بحسب إحصاءات لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. ووصل عدد الدول التي استفادت من المشاريع والبرامج التي قدمتها المؤسسات الإماراتية المانحة إلى 178 دولة منذ تأسيس الإمارات وحتى عام 2015. وتنوعت مجالات المساعدات لتشمل القضاء على الفقر، وتنفيذ مشروعات النقل والبنية التحتية، وتعزيز فعالية الحكومات، وتمكين النساء. وتأتي في مقدمة القارات المستفيدة إفريقيا، تليها آسيا، ثم أوروبا.

وأضاف «لا يقف الأمر على حد المساعدات، بل تسعى الإمارات لإقامة علاقات مع الدول المتلقية للمساعدات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة».

وأشار إلى أن الإمارات كان لها دور في دعم الاقتصاد في السودان، ورعاية اتفاق السلام مع الفصائل، واستقرار البلاد سياسياً لترتيب البيت استعداداً لإجراء الانتخابات هناك، وكذلك الأمر في ليبيا على عكس مخططات تركيا، وعملت على دعم المصالحات المجتمعية الفلسطينية بين فتح وحماس حيث وفرت ما لا يقل عن 10 ملايين دولار للتصالح بين أسر الشهداء، وهناك مؤسسة الأعمال الخيرة التي تعمل في قطاع غزة والضفة الغربية حيث تقوم بتقديم خدماتها للفلسطينيين، كما نفذت المرحلة الأولى من المشاريع التنموية في الصومال.

ويقول نائب مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور عماد جاد، إن الإمارات لها إسهامات بحثية وعلمية كبيرة، حيث أطلقت أول مسبار فضائي إلى المريخ يوليو الماضي، وهو مدعاة فخر للعرب، وأداة من أدوات تطوير المنطقة العربية. لافتاً إلى أن الإمارات تمكنت من تجاوز دول كبيرة في العالم علمياً وبحثياً.



ودخلت الإمارات التاريخ بإطلاقها في يوليو الماضي أول مهمة عربية إلى الفضاء من خلال مشروعها «مسبار الأمل» والذي تمتد رحلته 7 أشهر. وفي حين أن هدف المهمة تقديم صورة شاملة عن ديناميكيات الطقس في أجواء الكوكب الأحمر، فإن المسبار الذي كتب عليه «لا شيء مستحيل» هو جزء من هدف أكبر هو بناء مستوطنة بشرية على المرّيخ خلال 100 عام.

رجولة وأخوة

يقول وزير التجارة والصناعة المصري الأسبق، منير فخري عبدالنور، إن «الإمارات تمتاز بحسن الإدارة؛ سواء كان ذلك في الشأن الاقتصادي أو الخدمي، ما مكنها من تجاوز كل ما يواجهها من صعوبات».

وأشاد عبدالنور لـ«الرؤية» بموقف دولة الإمارات من مصر بعد ثورة 30 يونيو عام 2013، وقال إنه «كان موقف رجولة وأخوة.. مدت لها يد العون بسخاء في صورة مساعدات مالية، ومساندة فنية».

وشهدت العلاقات بين مصر ودولة الإمارات المتحدة، نقلة نوعية، بعد ثورة 30 يونيو، والتي أطاحت بحكم جماعة الإخوان. فعقب الثورة 3، كانت الإمارات أول دولة تعلن دعمها الكامل لمصر بشكل صريح، ودعا وزير الخارجية الإماراتي سمو الشيخ عبدالله بن زايد، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 28 سبتمبر 2013، إلى تقديم الدعم للحكومة المصرية وللاقتصاد المصري بما يعزز مسيرة البلاد نحو التقدم والازدهار.

وفي أكتوبر 2013، وقعت الإمارات اتفاقية مساعدات لمصر بقيمة 4 مليارات و900 مليون دولار، إلى جانب منحة بقيمة مليار دولار، وتوفير كميات من الوقود بقيمة مليار دولار أخرى.

سياسة متفردة

يقول أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بيروت، الدكتور رائد المصري، إن «الاستثمارات الإماراتية الخارجية أصبحت في مقدمة الاستثمارات العربية، بعدما نجحت في بناء علاقات وتعاون مع العديد من الدول العربية والأوربية».

وأضاف لـ«الرؤية» أن «السياسة الخارجية للإمارات تتسم بالحكمة والاعتدال والتوازن ومناصرة العدالة، واحترام المواثيق الدولية، ومواثيق الأمم المتحدة، وسيادة الدول ووحدة أراضيها، ما جعلها تشهد انفتاحاً واسعاً على العالم الخارجي، ووضعها في مصاف الدول القوية في الإقليم والعالم».

وأشار المصري إلى أن «الإمارات استطاعت أن تعزز علاقاتها العربية والدولية من خلال تكثيف بعثاتها الدبلوماسية، ولعب دور محوري في العديد من القضايا السياسية المهمة في المنطقة. بالإضافة إلى سياستها القائمة على تفعيل منظومة العمل الجماعي، وتحقيق الأمن والاستقرار في مختلف دول العالم».

نشر السلام

يقول رئيس مكتبة الإسكندرية، المفكر الدكتور مصطفى الفقي، لـ«الرؤية»، إن من أفضل ما قدمت الإمارات، كان وثيقة الأخوة الإنسانية، التي وقعها البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف في شهر فبراير عام 2019، والتي تعد إعلانا مشتركا ودليلا من أجل السلام والعيش المشترك.

وتركز الوثيقة على عدد من النقاط المهمة، أبرزها ‏التأكيد على أن الأديان لم تكن أبداً مثيرة للعنف وإراقة الدماء. وتدعو إلى نشر قيم التسامح والسلام في المجتمعات العالمية. وتطرقت إلى مشكلات التشدد والإرهاب والفقر، ‏داعية العالم أجمع إلى ‏التكاتف من أجل التوصل إلى حلول. وتعمل الإمارات بالتعاون مع شيخ الأزهر والبابا فرنسيس على تحويل الوثيقة إلى برامج ومبادرات ومشاريع على مستوى العالم.

طفرة ثقافية

وتتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بموروث ثقافي كبير بقي راسخاً في ظل التطورات التاريخية المتعاقبة، حيث يقول وزير الثقافة المصري الأسبق، فاروق حسني، إن الإمارات نجحت في خلق طفرة ثقافية كبيرة في المنطقة خلال وقت قصير. فخرَّجت إلى العالم العربي العديد من الأسماء الفنية، وأقامت متاحف رائعة منها متحف المستقبل، والوحدة. علاوة على تنظيم العديد من الأنشطة الثقافية، منها معرض الكتاب في الشارقة.

وأضاف لـ«الرؤية» أن «الطاقة الدافعة في الإمارات هي طاقة شابة، ولديها منظور مستقبلي وطموح، وهو ما جعل الإمارات اليوم دولة حديثة، ومتطورة عن كثير من دول المنطقة».

وأشار وزير الثقافة المصري الأسبق، الدكتور جابر عصفور، إلى أن «الإمارات قدمت نموذجاً محترماً في نشر الثقافة العربية، وكانت الداعم الأساسي والناشر الثقافي الأول للمطبوعات في الوطن العربي والعالم».

وأضاف لـ«الرؤية» أن «الإمارات أنشأت المعارض التي لا مثيل لها في كل أرجاء العالم العربي، وأدخلت مجال الجوائز العربية ابتداء من جائزة البوكر، مروراً بجائزة الشيخ زايد، وجائزة سلطان العويس، وأخيراً مهرجان دبي للسينما، وهو ما جعلها واحدة من أهم عواصم الثقافة العالمية».

اهتمام بالآثار

وأولت الإمارات جل اهتمامها لحماية آثارها والكشف والتنقيب عنها، وهو ما أشار إليه وزير الآثار المصري الأسبق، الدكتور زاهي حواس، قائلاً إن «الإمارات تهتم بآثارها سواء من ناحية الحفائر أو الترميم، إضافة إلى أنها افتتحت فرعاً لمتحف اللوفر في أبوظبي، يعد من أهم المتاحف التي تحتوي على آثار مختلفة، أهمها الآثار المصرية».

وتزخر دولة الإمارات العربية المتحدة بمواقع عديدة على أرضها تضم آثاراً تعود إلى مختلف العصور بدءاً من العصر الحجري القديم قبل نحو 50 ألف سنة، مروراً بالحقب التاريخية التالية حتى العصر الإسلامي وما بعده. وقد قامت عدة بعثات أثرية محلية ودولية بالتنقيب عن هذه الآثار واكتشافها.

وافتتحت الإمارات نوفمبر 2017 متحف اللوفر الجديد في أبو ظبي، والذي استغرق بناؤه 10 سنوات، ويضم نحو 600 عمل فني دائم العرض، بالإضافة إلى 300 عمل أعارتها فرنسا للمتحف بشكل مؤقت. ويقدم المتحف أعمالاً وقطعاً فنية تجسد التاريخ والدين، تم جمعها من شتى أنحاء العالم.