الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

مستشار الغنوشي المستقيل: حركة النهضة فاشلة وعاجزة والإسلام السياسي تسبب في حالة انقسام

مستشار الغنوشي المستقيل: حركة النهضة فاشلة وعاجزة والإسلام السياسي تسبب في حالة انقسام

لطفي زيتون. (أ ف ب)

قال لطفي زيتون، القيادي والمستشار السياسي المستقيل من حركة النهضة في تونس، إن الإسلام السياسي تسبب في حالة انقسام، في وقت ضاعت فيه مطالب الثورة بين رِكاب السياسيين، داعياً إلى الانتقال لطور الأحزاب البراجماتية.

جاءت استقالة زيتون لتكشف عن أحدث أزمة داخل حزب حركة النهضة، التي تشهد خلافات داخلية لم تعد خافية، وازدادت اتساعاً مع تسريب رسالة لـ100 قيادي تطالب بإصلاحات ديمقراطية وعدم التمديد لولاية جديدة لزعيم الحزب راشد الغنوشي، الذي يقود الحركة منذ تأسيسها قبل نحو 50 عاماً.

وعاش لطفي زيتون في المنفى (بريطانيا أساساً) منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي وتقلد مناصب قيادية في الحركة كعضو في المكتب السياسي ومجلس الشورى، الهيئة الأعلى في الحركة، كما كان مستشاراً للغنوشي، وشغل أيضاً منصب وزير دولة مكلف بالشؤون المحلية في حكومة إلياس الفخفاخ المستقيلة، قبل الحكومة الحالية.

وينظر إلى زيتون ( 56 عاماً) في السنوات الأخيرة كأكثر القياديين الإسلاميين ليبرالية، وينتسب للجناح الداعي إلى التخلي عن أيديولوجية الحزب الإسلامي، والتحول الفعلي إلى حزب سياسي مدني، وهذا التحول يمثل محور نقاش وشد وجذب داخل الحركة حتى اليوم.

وقال زيتون في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د. ب.أ) إنه كان يتعين على حركة النهضة البدء بمراجعات فكرية قبل سنوات، وعدم المجازفة بدخول الحكم في أولى سنوات الانتقال الديمقراطي.

وأضاف: «جاءت الثورة وفتحت الباب للعمل السياسي والمشاركة في الانتخابات. في تلك الفترة طالبت في ورقة داخلية للحركة بأن تكون هناك وقفة ومراجعات».

وسبب تلك الدعوة، في تقدير زيتون، هو أن «حركة النهضة في الأساس حركة احتجاجية، وعصر الاحتجاج انتهى مع بدء عصر البناء والمشاركة السياسية والديمقراطية»، كما أشار إلى أن «مشروع الحركة حقق أهدافه ويتوجب إحالته إلى التاريخ، غير أن الأغلبية رأت المضي قدماً بنفس آليات العمل السياسي القديمة».

ويرى زيتون أن حركة النهضة فشلت في إدارة الحكم خلال الفترة الأولى بعد الثورة بسبب الاستمرار بنفس الخط السياسي لفترة ما قبل الثورة، إضافة إلى عجزها عن الاستجابة إلى الضغوطات المطالبة بتحولها إلى حزب وطني.

وحول إعلان فصل الجناح الدعوي عن الحزب، خلال المؤتمر العاشر عام 2016، قال زيتون: «بقي هذا حبراً على ورق بسبب شدة المقاومة التي ترى أن الإسلام السياسي مثلما كان صالحاً أثناء الاحتجاج، فهو صالح في فترة البناء».

وتابع: «في رأيي، وبحسب خلاصاتي الشخصية، فإن الإسلام السياسي في السنوات الأخيرة قبل الربيع العربي تحول إلى عامل تفرقة وانقسام في المجتمعات، وفي بعض المناطق الساخنة التي كادت تتحول إلى حروب أهلية».

ومضى زيتون في تعليقه على الصعوبات التي يواجهها الإسلام السياسي، قائلا: «تبين أن الأيديولوجيا ليست صالحة للبناء، هذا كان (مضمون) حوار داخلي يجري داخل النهضة، بعد سنة من الانتخابات (2019) وزعنا فيها وعودا بسخاء على الناس، والآن نحن ننسحب ونعترف أننا غير قادرين على الحكم».

وبدلاً من الاستمرار بعباءة الإسلام السياسي، يرى المستشار السابق للغنوشي أن حركة النهضة مطالبة بأن تتحول إلى حزب وطني ذي هوية تونسية خالصة، أو أن يكون حزباً محافظاً، يمثل انعكاساً للمجتمع التونسي، أسوة بالأحزاب المحافظة في جنوب أوروبا.

ويقول زيتون: «يجب أن تكون الرابطة الوطنية هي المعيار الأول للحزب وأن يؤمن بالجمهورية والحريات العامة والشخصية، ولا يدخل البلاد في سياسة المحاور لا على أساس أيديولوجي أو جغرافي ويقدم الحلول لمشاكل المواطنين ويقترب منهم».