الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

بعد عام كارثي.. توقعات قاتمة للبؤر الساخنة في الشرق الأوسط

بعد عام كارثي.. توقعات قاتمة للبؤر الساخنة في الشرق الأوسط

يواجه السوريون أزمة متنامية من انعدام الأمن الغذائي - رويترز

ضاعفت تداعيات جائحة كورونا خلال العام الجاري الآثار الكارثية للصراع والمرض والمجاعة لدى الدول التي تعاني من أزمات وصراعات في منطقة الشرق الأوسط.

وحتى في حال وصول اللقاح المنتظر إلى هذه المناطق والذي من المحتمل أن يصل في وقت متأخر عن باقي دول العالم، قد لا يؤدي ذلك إلى إصلاح تداعيات المرض وسط استمرار أزمات هذه الدول.

وفي هذا السياق، قال موقع «المونيتور» إن التحديات التي تنتظر المناطق الساخنة في الشرق الأوسط مثل قطاع غزة واليمن وسوريا تبدو مثيرة للقلق أكثر مما يبدو بعد عام ٢٠٢٠ الكارثي.

غزة.. حقائق مروعة



أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش هذا الأسبوع عن شعور عميق بالقلق بشأن الحقائق المروعة التي يواجهها الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة.

وحذر تقرير صدر مؤخراً عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) من أن اقتصاد غزة على وشك الانهيار.

وتجاوزت طفرة إصابات كورونا المعروف بـ«كوفيد-19»، القدرة المحدودة لقطاع الصحة في غزة، ومنذ مارس تم تسجيل 21461 إصابة، حيث تبين أن 32% من الفحوصات اليومية إيجابية، وحتى الآن توفي 111 شخصاً بالفيروس.



وقيم البنك الدولي التوقعات العامة للأراضي الفلسطينية بأنها «قاتمة».

ومن المتوقع أن ينكمش اقتصاد الضفة الغربية وقطاع غزة بنسبة 8% هذا العام، مع توقعات بأن تقفز البطالة إلى 27.8%، وترتفع نسبةالفقر إلى 27.5% بزيادة قدرها 5.5% على مدى السنوات الأربع الماضية.

وجاء في تقرير البنك الدولي، أن أزمة فيروس كورونا المستجد أدت إلى تفاقم مخاطر القطاع المالي، ما أدى إلى زيادة المخاوف بشأن الاستقرار إلى مستويات عالية.

اليمن..كارثة وشيكة

يواجه اليمن انعداماً كارثياً في الأمن الغذائي، بالإضافة إلى زيادة انتشار المجاعة على نطاق واسع، وذلك وفقاً لتقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة.

ووفقاً للأمم المتحدة، تعد كارثة اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وذلك بسبب الحرب الأهلية التي تشنها ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.



وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية هذا الأسبوع أن أكثر من 230 ألف يمني لقوا حتفهم خلال الحرب، منهم نحو 131 ألفاً لقوا حتفهم لأسباب تتعلق بنقص الغذاء والخدمات الصحية والبنية التحتية، كما توفي أكثر من 3000 طفل وقتل 1150 مدنياً.

ويواجه اليمن أزمة في الصرف الصحي والمياه النظيفة التي تعتبر قليلة جداً، كما يفتقر النظام الصحي إلى توفر المعدات اللازمة للتعامل مع وباء كورونا والأمراض الأخرى.

وحسب تقارير الأمم المتحدة، يحتاج 80% من سكان البلاد، أي أكثر من 24 مليون شخصاً للمساعدة الإنسانية والحماية.



ويعاني ما يقارب 325 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الشديد، وأكثر من 5 ملايين طفل يواجهون خطراً متزايداً للإصابة بالكوليرا والإسهال بالإضافة إلى التهديد المتزايد الذي تسبب به وباء كورونا.

سوريا.. شتاء قاسٍ

يواجه السوريون أزمة متنامية من انعدام الأمن الغذائي قبل بدء شتاء شديد القسوة وفقاً للأمم المتحدة.

ووفقاً لراميش راجاسينغهام، القائم بأعمال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، يفتقر نحو 6.7 مليون نازح سوري إلى المأوى المناسب ويعيشون إما في مبانٍ أو خيام متضررة.



وقال راجاسنغهام: «يعاني نحو 9.3 مليون شخص في سوريا من انعدام الأمن الغذائي، وهذا يزيد بمقدار 1.4 مليون شخص قبل عام أو أكثر خلال الأزمة».

وأضاف: «نحو مليون منهم يعانون من الانعدام الشديد للأمن الغذائي وهناك توقعات بارتفاع العدد».

وعلى الصعيد السياسي، قالت خولة مطر، نائبة المبعوث الخاص لسوريا، إن هناك «تقدماً معتدلاً» من قبل اللجنة الدستورية السورية التي شكلها المبعوث الأممي الخاص للسوريين المتحالفين مع الحكومة وجماعات المعارضة لرسم الإصلاحات الدستورية، مشيرة إلى أن «المسار الدستوري وحده لا يستطيع حل الأزمة».

وبحسب الموقع، فإن منطقة إدلب التي باتت بؤرة اشتعال محتملة لتجدد الصراع، تشهد انتشاراً كبيراً للوباء تجاوزت قدراتها الصحية.

وفي الوقت نفسه، واجهت المرأة السورية أيضاً عنفاً متزايداً، وهو أحد الآثار الجانبية للاضطرابات والمصاعب التي تسبب فيها الوباء والصراع المستمر.

ووثق تقرير لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، أن الزيادة في العنف المنزلي ضد المرأة جاءت نتيجة الإغلاق الذي تسبب به «كوفيد-19».