الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«شبكة بوزكير».. تفاصيل نقل الأسلحة إلى جماعات الإرهاب بتنظيم تركي وتمويل قطري

كشف عميل استخبارات تركي سابق عن تفاصيل عمليات نقل أسلحة وعتاد لجماعات إرهابية في أفغانستان وسوريا وإيران وجورجيا والبوسنة كانت تنظمها الحكومة التركية وتمولها قطر عبر شبكة عملاء دوليين.

وجاء كشف نوري جوخان بوزكير، أحد عملاء الاستخبارات التركية السابقين الذي تولى إدارة عمليات سرية لحساب الحكومة التركية لتهريب أسلحة لجماعات مسلحة وإرهابيين في العديد من الدول، عن هذه التفاصيل عندما واجه خطر تسليمه من أوكرانيا إلى بلده الأصلي.

وأوضح بوزكير في حديثه لموقع «سترانا» الأوكراني، أنه شارك في نقل الأسلحة والإمدادات العسكرية للجماعات المسلحة في العديد من البلدان كجزء من عمليات سرية أجرتها وكالة الاستخبارات التركية «إم إي تي». وقال إن عملية نقل وشراء الأسلحة تم تمويلها بأموال قدمتها قطر، ونشر صوراً ومقاطع فيديو من أرشيفه الشخصي لنقل الأسلحة والأموال، بحسب ما نقله موقع «نورديك مونيتور».

وكان قد تم تسريح بوزكير، الرائد في العمليات الخاصة لتورطه مع عصابات مافيا لها صلات بقوات الأمن التركية.

وأدين بوزكير في محكمة عسكرية وحُكم عليه بالسجن 6 أعوام في قضية عام 2007 عرفت باسم «عصابة الساونا»، والتي تضمنت بيروقراطيين وسياسيين تعرضوا للابتزاز.

كما حوكم أمام محكمة عسكرية بتهمة سرقة وثائق سرية من قاعدة عسكرية. وحوكم أيضاً في محكمة جنائية مدنية ولكن تمت تبرئته بعد عدة سنوات.

وشارك بوزكير في نقل الأسلحة إلى مناطق ساخنة في العديد من البلدان بما في ذلك جورجيا وإيران وأفغانستان والبوسنة والهرسك وأذربيجان وسوريا، أثناء عمله مع الاستخبارات التركية.

وعندما تم ضبط شحنات أسلحة غير قانونية كان متورطاً فيها عام 2016، رتبت المخابرات التركية وصولا آمناً لبوزكير إلى أوكرانيا، حيث كان من المفترض أن يعيش هناك متخفياً. ومع ذلك، فقد ظهر تضارب في المصالح وخلاف بينه وبين الاستخبارات التركية حيث واصل الانخراط في تهريب الأسلحة، بحسب الموقع دون توضيح سبب الخلاف.

واضطرت أنقرة إلى اللجوء إلى طلب تسليمه من أوكرانيا، مستشهدة بالتهم السابقة الموجهة إليه، لكنها لم تسلم ملف القضية المطلوب لتبرير عودته.

ويعيش بوزكير الآن في أوكرانيا مع زوجته، ويقاوم طلب التسليم المقدم من الحكومة التركية، خوفاً من أن يُقتل إذا سلمته السلطات الأوكرانية.

وقرر أن يفضح الحكومة التركية ووكالة استخباراتها سيئة السمعة من خلال التحدث إلى وسائل الإعلام. وعلى الرغم من أنه حاول تغيير بعض التفاصيل لخلق تصور إيجابي عن نفسه، إلا أن تصريحاته والأدلة التي شاركها تلقي مزيداً من الضوء على كيفية تمكين حكومة أردوغان للجهاديين في جميع أنحاء العالم.

وتم تجنيد بوزكير من قبل الاستخبارات التركية تحت غطاء العمل في التجارة في سوريا، ثم تم استخدامه لشراء ونقل الأسلحة من موردين من آسيا الوسطى إلى أوروبا الشرقية، وقدمت الأموال من قطر وتم تسليمها إلى تركيا في حاويات على متن طائرات قطرية.

وقال العميل التركي السابق للموقع الأوكراني: "لو لم أرَ ذلك بأم عيني، لما صدقت أن هذا ممكن.. وصلت 7 حاويات مليئة بالدولارات الأمريكية من قطر سراً، وتم تفريغ حمولتها أمامي، كان كل شيء تحت سيطرة الاستخبارات التركية".

وأضاف لقد واصلت شراء الأسلحة وتسليمها إلى جماعات في سوريا حتى 2015. وقد تم شراء هذه الشحنات على الورق من قبل الجيش التركي بينما كانت في الواقع موجهة للجماعات الإرهابية والمسلحين.

كما كشف العسكري السابق أن الاستخبارات التركية كانت تضع زيادة على سعر السلاح لأخذ بعض الاقتطاعات من الأموال التي تسلمها قطر.

وقال: "أثناء شراء الأسلحة ونقلها تم زيادة كلفة كل دفعة بمتوسط ​​2 إلى 3 ملايين دولار وهذه الأموال ذهبت إلى الاستخبارات التركية".

بالنظر إلى أن رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان اعترف في تسجيل صوتي تم تسريبه في مارس 2014 بأن تركيا أرسلت 2000 شاحنة محملة بالأسلحة إلى مجموعات في سوريا، فمن المحتمل أن تكون الاستخبارات التركية قد جنت نحو 4 مليارات دولار من خلال فرق الأرقام الخاصة بالأسلحة والتي حصلت عليها من الدوحة. وهذا مبلغ ضخم من المال يعتقد الكثيرون أن الرئيس أردوغان وعائلته استفادوا منه، وذلك بفضل تهريب الأسلحة المربح للجهاديين، بحسب «نورديك مونيتور».

وقال الموقع إنه لا عجب في أن أردوغان أثار بنفسه مسألة تسليم بوزكير خلال زيارة لأوكرانيا، حيث التقى بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فبراير الماضي.