السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

العتيبة: الاتفاق الإبراهيمي له سياق مختلف عن اتفاقيتي السلام لمصر والأردن مع إسرائيل

العتيبة: الاتفاق الإبراهيمي له سياق مختلف عن اتفاقيتي السلام لمصر والأردن مع إسرائيل

السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة - الرؤية

أكد سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة أن معاهدة السلام الموقعة بين دولة الإمارات وإسرائيل تختلف عن الاتفاقيات السابقة بين الدولة العبرية ومصر والأردن لأن السياق التاريخي والسياسي والجغرافي مختلف تماماً.

وقال السفير العتيبة في لقاء بتقنية الاتصال المرئي نظمه معهد «هودسون» يوم الثلاثاء، إن الإمارات ليست لها حدود مشتركة مع إسرائيل ولم يكن بينهما صراع سابق أو توتر، ولا يعتمد تحليلها للوضع فقط على قضية الأرض مثل مصر والأردن، وهما بالتالي لهما تعريفهما الخاص للعلاقة مع إسرائيل مختلف تماماً عن تعريفنا نحن لهذه العلاقة. وأعتقد أنه ذلك هو الأمر الأول فيما يتعلق بالجغرافيا والسياسة والتاريخ في تحديد العلاقة بين هذه الدول الثلاث.

اختلاف الأولويات

ورداً على سؤال المحاور والتر روسل، الباحث الكبير بمعهد هودسون، حول أوجه الاختلاف بين معاهدات السلام السابقة في المنطقة والاتفاق الإبراهيمي الجديد، قال السفير الإماراتي إن اتفاقية السلام المصرية تم توقيعها عام 1979 والسلام مع الأردن كان في 1994 في توقيت مواكب لاتفاقية أوسلو، ونحن الآن في 2020 والأمور اختلفت كثيراً على مدى هذه السنوات، أولويات الناس اختلفت وأولويات الدول أيضاً اختلفت، نحتاج للنظر إلى البيانات وما تقوله استطلاعات الرأي، الأولويات اختلفت الآن عما كانت عليها عام 1979 وعام 1994، الناس تبحث عن فرص ووظائف والتكنولوجيا، هناك اهتمام أقل الآن بالجوانب الأيدولوجية عما كان عليه في السابق، هناك اهتمام مشترك لدى الشباب تقريباً هنا وهناك بعيداً عن السياسية.

وأوضح العتيبة أن الدولتين تبحثان عن الفرص ولدينا وسيط أمريكي مهد الأرضية للاتفاق وانتهى الأمر بالاتفاق الذي يحقق فرص واستفادة للطرفين، وهناك استفادة لكل الدول التي ستنضم لهذا الطريق.

تطلعات الشباب العرب

وأشار السفير الإماراتي إلى أن هناك استطلاع رأي للشباب العرب في عمر 18 حتى 24 عاماً يتم بشكل سنوي يشمل كافة دول المنطقة، كشف عن أن الشباب يهتمون بالوظائف والفرص وأكبر مخاوفهم كان الفساد المستشري في دولهم.

وتابع نحن عملنا على تلبية احتياجات الشباب العرب الباحثين عن فرص والذين يرغبون في أن يكونوا رواد أعمال وخلقنا لهم بيئة مماثلة لوادي السليكون وبالنسبة لرجال الأعمال التطور الجديد يوفر الكثير من الفرص، وضعنا السياسة جانباً وهناك العديد من الإيجابيات التي يتم العمل عليها حالياً بين الدولتين.

وأضاف أن هناك الكثير من العمل والصفقات التي يتم العمل عليها ولكن الأمر متعلق بتواجد الطرف الصحيح هنا أو هناك، العمل جار على العديد من الصفقات التجارية والاستثمار والتجارة ومعرض إكسبو، وفي نفس الوقت يمكن أن يكون المجال متاحاً للنقاش والعمل على القضية الفلسطينية أو إيران أو تركيا.

الحل في يد الفلسطينيين والإسرائيليين

وفي رده على سؤال حول ما تأمل الإمارات في رؤيته بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال العتيبة إن توقعاتنا ليست كبيرة نحن نتمنى أن نرى بداية المحادثات وأن يبدأ النقاش بين الطرفين، لا يمكن لنا أن نجعل ذلك يتحقق، على الجانبين أن يقررا أن ذلك مهم بالنسبة لهما.

وأضاف أن اتفاقية السلام الجديدة لم تنقذ فقط حل الدولتين ولكنها وفرت أيضاً أرضية ووقتاً كافياً لتحقيق الرغبة في استئناف التفاوض إذا كانت الرغبة متوفرة، في النهاية الأمر متروك للجانبين للتوافق على تسوية وتقديم تنازلات.

أنشطة إيران والمخاوف المشتركة

وقال العتيبة، فيما يتعلق بضرورة وجود تنسيق بين إسرائيل والدول العربية حول قضايا الاهتمام المشترك، مثل الاتفاق النووي الإيراني، إن هناك وجهات نظر مشتركة وتقديرات وتحليلات مشتركة ولكننا نرى أن الاتفاق النووي ليس هو كل الأمر فهو مجرد جانب وهناك قضية الصواريخ الإيرانية والحرب بالوكالة التي تديرها الدولة الإيرانية.

وتابع كيف للإدارة الأمريكية أن تسمح بعقد اتفاق في نفس الوقت الذي استمرت فيه إيران في تخصيب اليورانيوم، ولدينا في الإمارات برنامج نووي سلمي ونتمنى أن نرى إيران تفعل نفس الشيء.

وأشار السفير الإماراتي إلى أنه من المبكر التواصل مع الإدارة الأمريكية الجديدة حول هذا الملف حيث لم تتسلم السلطة بعد وهناك عدة شهور قبل البدء في الحديث معها، مشيراً إلى أن هناك وجهتي نظر داخل الإدارة وفقاً لما قرأه من تحليلات، تتعلق بالتعامل مع الملف الإيراني، أولها ينظر في العودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والأخرى ترى أن إيران تأثرت بالعقوبات وانخفاض أسعار الوقود وأزمة كورونا وكل هذه الأمور تجعل من الولايات المتحدة في وضع أفضل لعقد اتفاق جيد.

الجدل حول إف 35 جدل سياسي

وفي رده على رؤية الإمارات للجدل الدائر في الولايات المتحدة بين مؤيد ومعارض لإتمام صفقة طائرات إف 35، قال السفير الإماراتي إن دولة الإمارات حصلت على طائرات إف 16 منذ 20 عاماً ومنذ ذلك الوقت عملت الإمارات مع الولايات المتحدة وشاركت في عمليات الانتشار معها في كوسوفو وليبيا والصومال والبوسنة، وكانت هذه الطائرات جزءاً من هذا الانتشار، والآن بعد كل هذه السنوات أثبتت الإمارات أنها قادرة على العمل مع الولايات المتحدة كشريك يعتمد عليه، والآن وخصوصاً بعد توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل نعتقد أننا أبدينا اهتمامنا بتطوير العلاقات مع الولايات المتحدة بشكل كبير والسؤال الآن ما هو الاعتراض الرئيسي على هذه الصفقة، نحن نشتري الطائرات بأموالنا للدفاع عن أنفسنا من عدو مشترك، نشارك معكم في عمليات انتشار في أي مكان وعقدنا معاهدة مع إسرائيل، نعتقد أن الجدال الكبير هو جدال سياسي يتعلق بأن الذي عقد الصفقة هو دونالد ترامب، إسرائيل لم تعارض الصفقة والإمارات أثبتت أنها شريك يعتمد عليه.

وأضاف أنه إذا كانت هناك أي نقاط محل الخلاف يجب أن نبدأ النقاش فوراً حولها ولكن الحل ليس في عرقلة صفقة تم الاتفاق عليها منذ 7 سنوات مضت.

أنشطة تركيا لزعزعة المنطقة

فيما يتعلق بتركيا وأنشطتها لزعزعة استقرار المنطقة، قال العتيبة إن القلق الأكبر من التصرفات التركية يتعلق بتسييس الأفكار والدين وهي في الأساس أمور شخصية تتعلق بالإيمان والاعتقاد ولا يجب أن تتدخل فيها الدولة، ولكن ما تفعله الحكومة التركية حالياً هو العكس فهي تقحم الدين والتطرف في كل الأمور الحياتية واليومية، وكل هذا جاء على حساب العلمانية واستقلال القضاء والجيش القوي هذه الأشياء لم تعد كما كانت قبل 20 عاماً مضت.

وأضاف أنه يعتقد أن الاتجاه الحالي غير صحي ففي الوقت الذي يقحمون الدين في كل شيء هناك تراجع اقتصادي، الوضع يثير القلق ويخلق بيئة خصبة للتطرف. وأشار إلى أن الولايات المتحدة أيضاً عليها أن تقلق من الدور التركي الخارجي.

أزمة قطر وبذور الحل

وفيما يتعلق بالأزمة الخليجية، قال العتيبة إن نتائج المحادثات التي تشارك بها السعودية تشير إلى أن هناك تقدماً أو على الأقل أساس للتقدم، وهناك مؤشرات على العديد من التعهدات من جانب الأطراف والحكومات لاتخاذ قرارات من شأنها التخفيف من حدة الأزمة، وإذا حدث ذلك فستكون هناك فرصة على الأقل لبدء عملية لنزع فتيل الأزمة، وسوف نرى إلى أين ستذهب الأمور حسب التزام الأطراف بالتعهدات.