السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

في اليوم العالمي للتضامن الإنساني.. الإمارات تتقدم الصفوف في مؤازرة الشعوب

في اليوم العالمي للتضامن الإنساني.. الإمارات تتقدم الصفوف في مؤازرة الشعوب

الإمارات ترسل طائرة مساعدات طبية إلى تركمانستان لدعمها في مكافحة «كوفيد-19».

واجه العالم بأسره هذا العام العديد من الأحداث الصعبة والمأسوية، لعل أبرزها جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، وما خلفته من خسائر في الأرواح وآثار اقتصادية سلبية، ما عزز من قيمة التضامن بين شعوب العالم وقدمت الإمارات نموذجاً عالمياً في هذا المجال.

وفي اليوم العالمي للتضامن الإنساني والذي يحتفل به العالم الأحد، تأتي الإمارات لتترجم معنى الثروة إلى مشاركة إنسانية تشمل العالم بأسره، حيث عادة ما تحتل المركز الأول عالمياً كجهة مانحة للمساعدات في العالم قياساً إلى دخلها القومي، بنسبة بلغت 1.31% من إجمالي دخلها، وهي ضعف النسبة العالمية المطلوبة، والتي حددتها الأمم المتحدة بـ0.7%.

مساعدة الآخرين

يقول مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير رخا حسن، إن الإمارات لديها صندوق إنمائي تسعى من خلاله لمساعدة ودعم غيرها من الدول، وتوفير الرعاية الاجتماعية لهم، ولعل تضامنها الأخير مع مصر بتقديم 50 ألف جرعة مجانية من لقاح «سينوفارم» الصيني، أكبر دليل على التضامن الإنساني ودعم الشعوب، إلى جانب مساهمة شخصيات إماراتية عديدة في مصر وغيرها من الدول، في مجالات مختلفة سواء تعليمية أو اجتماعية.

ولا ترتبط المساعدات الإنسانية التي تقدمها الإمارات بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، بل تراعي الجانب الإنساني واحتياجات الشعوب، وهو ما دفعها لتأسيس اللجنة الإماراتية لتنسيق المساعدات الإنسانية الخارجية، بناء على قرار مجلس الوزراء لعام 2014، ما يعكس اهتمامها بتطبيق أحدث الأهداف الإنسانية وتعزيز مبدأ التعاون، بحسب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، الدكتور أيمن الرقب مؤكداً ريادة الإمارات في التضامن الإنساني على الصعيد العربي.

وأضاف الرقب لـ«الرؤية» قائلاً: «في العام الحالي مثلت جائحة كورونا ضربة لكل دول العالم، والمساعدات التي قدمتها الإمارات لدول فقيرة خلال الجائحة تعد معلماً مهماً للغاية من خلال توفير مساعدات كبيرة وعينية، رغم تأثر الإمارات بالجائحة مثل دول كثيرة في العالم، لكن استمر دورها في تقديم الدعم الذي تعودت عليه الشعوب في المنطقة، على خطى مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله».

واستطرد الرقب قائلاً «الإمارات قدمت لبعض الدول مساعدات فيما يخص مسحات كورونا، وقدمت لدول أخرى مساعدات مالية، مثلما قدمت لفلسطين والسودان، وكذلك الصومال وجيبوتي، وقدمت مساعدات لدول خارج حدود المنطقة العربية، عندما طلب منها، وهذه هي المسيرة المعتاد عليها من قبل الإمارات تجاه الإنسانية، وتجاه العالم بشكل عام، والدول العربية بشكل خاص».

مبادرات إنسانية

ودائماً ما تطلق الإمارات مبادرات إنسانية في إطار سعيها للتضامن والتعاون الإنساني مع غيرها من الدول، حيث تعتبر جهة مانحة رئيسية لكثير من الدول المتضررة من سوء التغذية. وأنفقت الإمارات عام 2016، حوالي 15 مليار درهم من المساعدات الإنمائية، وتطلق مبادرات خيرية وتنموية سنوية، فقد سبق وأطلقت عام 2017 «عام الخير»، وكان هدفه ترسيخ ثقافة العطاء، حيث أبرمت مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) اتفاقية تستمر من عام 2016، حتى نهاية العام الجاري 2020، بهدف المساهمة في القضاء على الجوع، والحد من الفقر في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا.

ويقول أستاذ العلوم السياسية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور عماد جاد، إن جهود الإمارات لم تقتصر على دعم دول العالم بتقديم المساعدات الطبية والإغاثية، بل شملت إعادة رعايا الكثير من الدول الشقيقة العالقين إلى أوطانهم أيضاً، واستضافت مجموعة منهم في مدينة الإمارات الإنسانية، حيث كانت مبادرة الإمارات في مارس 2020 بإجلاء رعايا عدد من الدول من الصين إلى أبوظبي، تضامناً مع دول العالم، ومنها دول أوروبية علي رأسها بريطانيا وألمانيا والنمسا، ودول إفريقية وآسيوية.

وأشار إلى أنه يوجد في الإمارات ما لا يقل عن 45 جهة مانحة ومؤسسة إنسانية وجمعية خيرية تمد يد العون للمحتاجين في مختلف دول العالم، وتوفر مواد الإغاثة الطارئة للمتضررين من الأزمات والطوارئ الإنسانية في العالم.

وأضاف جاد لـ«الرؤية» قائلاً إن «الإمارات أرسلت مساعدات طبية في أكتوبر الماضي، لكل من الأردن، وطاجيكستان، وكوستاريكا، وكان إنفاق المؤسسة العالمية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الأكبر إقليمياً في مجال العمل الإنساني، بشقيه التنموي والإغاثي، وفي عام 2019، بلغ 1.3 مليار درهم ضمن مبادراتها التنموية والإنسانية والمعرفية والتمكينية والإغاثية، واستفاد منها أكثر من 71 مليون شخص في 108 دول، فيما قدمت الإمارات خلال العام الجاري مساعدات طبية إلى 107 دول حول العالم، تضمنت 1305 أطنان من المعدات الطبية والمواد الغذائية، وتعهدت الإمارات بتقديم مساعدات عينية لمنظمة الصحة العالمية، تصل إلى 20 مليون دولار.

شريك أساسي

ويقول رئيس مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، الدكتور عبدالمنعم السيد، إن العالم يحتفل باليوم الدولي للتضامن الإنساني، كأحد القيم الإنسانية والعالمية التي ينبغي أن تقوم عليها العلاقات بين الشعوب للتضامن الإنساني، ودولة الإمارات تشارك الاحتفال وهي مسلحة بإنجازات ومبادرات ومشاريع إنسانية جعلت منها شريكاً أساسياً وعضواً فاعلاً إن لم يكن الأهم والأكثر فاعلية في المجتمع الدولي في التضامن الإنساني، وذلك انطلاقاً من القيم الإنسانية التي أرساها ورسخها القادة المؤسسون لدولة الإمارات العربية.

وأضاف السيد لـ«الرؤية» قائلاً «دولة الإمارات كان لها دور مهم في التضامن متمثلاً في المساعدات الإنسانية التي قدمتها لكثير من الدول، فقد قدمت دعماً إلى اللاجئين الإثيوبيين الذين نزحوا إلى السودان بلغ 5 ملايين دولار، كما تضامنت مع الأشقاء في السودان في مواجهة انهيار السدود والفيضانات التي حدثت في سبتمبر 2020، وتضامنت مع الشعب اللبناني في حادثة انفجار ميناء بيروت في أغسطس 2020، كما أرسلت مساعدات طبية وأغذية لأكثر من 42 دولة في العالم، في آسيا وإفريقيا، وأوروبا، وأرسلت مساعدات غذائية لبلغاريا وكثير من الدول تضامناً معها لمواجهة أزمة فيروس كورونا».

واستطرد السيد قائلاً «الإمارات تهتم بدعم المبادرات والجهود التي تستهدف تعزيز الأخوة الإنسانية والتضامن العالمي، وهذا النهج جعل الإمارات نموذجاً حضارياً عالمياً للانفتاح والعيش المشترك».