الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

الخسائر 833 مليار دولار و١٥ مليون مشرد والضحية شباب الـعرب.. سنوات على «ربيع الغضب»

الخسائر 833 مليار دولار و١٥ مليون مشرد والضحية شباب الـعرب.. سنوات على «ربيع الغضب»

عنف واشتباكات في ربيع الغضب. (أ ب)

للاطلاع على الانفوغراف بالدقة العالية اضغط هنا

في الذكرى العاشرة لما يعرف بـ«الربيع العربي» يتذكر الملايين في منطقتنا والعالم ما حدث حينما تمت الإطاحة بأنظمة حاكمة في عدد من الدول العربية بدأت بتونس مروراً بمصر واليمن وليبيا وسوريا، ومن بين الدول الخمس نجت مصر وتونس من التحول لمشهد الحرب الأهلية الذي سيطر على ليبيا واليمن وسوريا. وتباينت آراء شباب هذه الدول بين من يرى الربيع مؤامرة، وبين من يصفه بحلم لاح في الأفق. لكنهم اتفقوا على أن جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية كان لها دور كبير في تحول الأحلام إلى كوابيس عاشتها الشعوب ولا زالت تعيشها المنطقة.

عزيز بن علي، هو شاب تونسي يعمل في أحد مستشفيات العاصمة تونس، قال لـ«الرؤية»، إنه كان يحلم بواقع مختلف كلياً عما يراه اليوم، فالصراع السياسي بين الإخوان وبين أحزاب أخرى يأخذ البلاد بعيداً عن أهدافها من تحقيق العيش الكريم للمواطن وتوفير فرص العمل للشباب.

وأضاف أن أكثر ما يجعله يشعر بالمرارة هو مشاركة عدد كبير من الشباب التونسيين في صفوف تنظيم داعش الإرهابي بدلاً من البقاء في بلدهم والإسهام في بنائه وتقدمه حسبما نادت الثورة التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي.

ويرى بن علي، أن ولاء حركة النهضة المسيطرة على البرلمان التونسي ليس للتونسيين، ولكن للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو ما يعقد الصورة، ويجعل استشراف المستقبل أمراً مشوباً بالضبابية.

خطفوا الثورة

قال أحد مؤسسي النادي الليبرالي المصري، عماد رؤوف، إن الشباب رفعوا شعارات العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية في ثورة يناير، وكانوا يحلمون بالتغيير، ليس فقط في النظام السياسي بل أيضاً التغيير للأفضل يلمسه المواطن المصري في حياته اليومية.



وأضاف رؤوف لـ«الرؤية»: «حركات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الإخوان، استطاعت القفز على السلطة واختطاف ثورة يناير والسيطرة على مفاصل الدولة المصرية، إلا أن المصريين استطاعوا لفظهم سريعاً في ثورة 30 يونيو التي تعتبر امتداداً وموجة ثورية مكملة لثورة يناير، أعتقد أن حلم التغيير والإصلاح لبناء مستقبل أفضل تنتقل فيه مصر لمصاف الدول المتقدمة سيظل حلماً مشروعاً، ويجب على الشباب ألا يتنازلوا عن حقهم في صناعة القرار، وعلى الدولة أن تفتح باب التمكين السياسي للشباب والمرأة والأقليات، لأن التمكين هو أول خطوات الإصلاح السياسي».

الحلم أصبح مأساة

من اليمن، قال عبدالله العدني، وهو شاب مقيم في القاهرة: «حركات الإسلام السياسي، ولاؤها ليس للشعب، فالإخوان يولون وجوههم شطر تركيا، والحوثي يمتثل لأوامر نظام الملالي في إيران، وهذا بدد أحلام التغيير التي طالب بها الشباب، ودفع قطاعاً كبيراً من الشعب للترحم على نظام علي عبدالله صالح».

وكشف العدني لـ«الرؤية»، أنه كان يحلم أن يتحول بلده لبلد متقدم اقتصادياً ويحكمه نظام ديمقراطي، وأن يتمتع الشعب بثرواته الطبيعية وموقعه الجغرافي المتميز، ولم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يصبح اليمن بلد المأساة الأكبر على مستوى العالم.



وتابع: «اليأس والإحباط أصبحا واقعاً يومياً يعيشه اليمنيون سواء داخل الدولة التي مزقتها الحرب، أو الذين يعيشون خارجها لكن قلوبهم تتوق إلى العودة لوطنهم بعد انتهاء الحرب».

واقع بلا مستقبل

تفاقمت الأوضاع المأساوية في سوريا لدرجة دفعت أميرة مالك، وهي ناشطة في العمل التطوعي للقول إنها لا ترى أي مستقبل، فالحرب الاقتصادية التي تعيشها البلاد أصعب بكثير من الأحداث المسلحة.

وأضافت لـ«الرؤية»، أن الشباب السوريين كانت لديهم أحلام كبيرة بالتغيير، وهي أحلام قديمة عمرها أطول من الربيع العربي، وكان الأمل أن تكون الثورة سبباً في التغيير الكبير المأمول في السياسة، وتخلق بنية مجتمعية تسمح للشباب بممارسة العمل السياسي في بيئة تحترم التنوع والتعدد.

وتابعت: «الحرب التي اندلعت تحول دون تحقيق أحلام الشباب السياسية في السياق السوري الحالي، والعمل المدني هو وسيلة للتغيير، وهو الأمل الوحيد بالنسبة لسوريا، لكنه قد يحقق النجاح عبر التراكمات وليس بشكل فوري».

خراب وليس ربيعاً



أما الناشط الحقوقي الليبي الشاب أحمد عبدالحكيم حمزة، فيقول إن الربيع ليس وصفاً دقيقاً لما مرت به دول المنطقة في السنوات العشر الماضية، والأدق هو الخراب العربي أو الدمار المأساوي العربي.

وأضاف حمزة لـ«الرؤية»، أن أحد أكبر أحلامه في 2011 كان تمتع الشباب الليبيين بحرية العمل السياسي وبناء دولة المؤسسات، لكن سرعان ما انكشفت حقيقة الثورات مع ظهور قوى إقليمية تتربص بثروات البلاد. وأشار إلى أن الأمل الوحيد للخروج من دوامة الفوضى والحرب العبثية هو إطلاق مصالحة مجتمعية شاملة داخل الأراضي الليبية ورفض أي تدخل أجنبي يسهم في تمزيق ما تبقّى من البلاد وثرواتها.