السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

تونس.. «الشباب» في قلب أزمة مرتقبة بين الرئيس والأحزاب

تونس.. «الشباب» في قلب أزمة مرتقبة بين الرئيس والأحزاب

الرئيس قيس سعيد والأمين العام للاتحاد العام للشغل. (أرشيفية)

تجدد الجدل حول المبادرة التي قدمها الاتحاد العام التونسي للشغل إلى رئاسة الجمهورية، بهدف إخراج البلاد من أزماتها، بعدما أعلن الرئيس قيس سعيد عن حوار «لتصحيح مسار الثورة» بمشاركة ممثلين عن الشباب من كل جهات الجمهورية، وفق معايير لم يتم تحديدها بعد، وهو ما اعتُبر التفافاً على المبادرة. بحسب متابعين وسياسيين تحدثوا لـ«الرؤية».

وتقدم الاتحاد العام التونسي للشغل «أكبر منظمة نقابية في البلاد» مطلع شهر ديسمبر الماضي، بمبادرة وطنية في شكل خطة إنقاذ، وطلب أن تكون رئاسة الجمهورية هي المظلة الراعية لها.

واعتبر سياسيون في حديثهم مع «الرؤية» أن موقف سعيد «التفاف على مبادرة الاتحاد التي تنص على إطلاق حوار يضم كل الجهات الوطنية والسياسية، بعكس تصريحات الرئيس التي ألمحت إلى استبعاد عدد من الأحزاب من الحوار، منها الحزب الدستوري الحر الذي تتزعمه عبير موسي، ويرفض الاعتراف بالثورة، وحزب قلب تونس ثاني أكبر أحزاب المعارضة، والذي سجن رئيسه نبيل القروي قبل أيام بتهمة الفساد المالي».

رد الاتحاد

ولم يصدر عن الاتحاد العام التونسي للشغل حتى الآن رد رسمي على بيان الرئاسة. وقال حفيظ حفيظ عضو المكتب التنفيذي للاتحاد، إن اجتماعاً سيُعقد منتصف هذا الأسبوع، بين وفد قيادة الاتحاد، ومستشاري الرئيس، للاطلاع على ملاحظات الرئيس وإضافاته وتعديلاته على المبادرة.

وأضاف لـ«الرؤية» أن الاتحاد «سيقبل بتعديلات الرئيس حال كانت لا تمس جوهر المبادرة ولا روحها، لكن لو حدث عكس ذلك فسيحدد الاتحاد حينها موقفه بوضوح». وكشف عن أن «الاتحاد لديه خطة بديلة في حال سقوط هذه المبادرة، سيعلن عنها حسب مستجدات الأحداث».

وسبق أن أدى الاتحاد العام التونسي للشغل الذي ساهم في النضال من أجل الاستقلال، دوراً بارزاً في العملية الانتقالية في تونس عام 2011، وقد مُنح جائزة نوبل للسلام مع كل من «الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية» و«الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان» و«الهيئة الوطنية للمحامين بتونس» تقديراً لجهود ما عرف بـ«الرباعي الراعي للحوار».

وساهم الاتحاد في إعداد خارطة طريق لحكومة الوحدة الوطنية التي شُكلت في أغسطس 2016.

تحويل الوجهة

واعتبر المحلل السياسي منذر ثابت أن «قيس سعيد يريد إشراك ما يعرف بتنسيقيات الشباب، وهو ما لم تتضمنه مبادرة الاتحاد التي حوَّل سعيد وجهتها».

وأضاف ثابت لـ«الرؤية» أن الرئيس التونسي «تلقف مبادرة الاتحاد لتكريس تصوره للحكم والنظام السياسي المعروف بالنظام المجلسي الذي يؤمن به قيس سعيد، ويريد استعمال إطار الحوار لتشريك الموالين له من الشباب، وهو ما سيثير الكثير من الإشكاليات».

ويرى ثابت أن «الاتحاد هو الخيمة الجامعة للتونسيين، ويجب ألّا يسقط في الإقصاء. سينتهي الاتحاد إذا وافق على تصور سعيد للحوار ونفذه بشروطه».

التفاف على المبادرة

وقالت المحللة السياسية فاطمة بن عبدالله، «إن سعيد التف على مبادرة الاتحاد، ويريد توجيهها في سياق آخر، لكن الاتحاد في اعتقادي لن يقبل بهذا».

وأضافت لـ«الرؤية» أن مبادرة الاتحاد تتضمن مجموعة من العناصر المحددة «لا نعرف موقف سعيد الرسمي منها، والبيان المقتضب الصادر عن رئاسة الجمهورية تضمن نقاطاً لم ترد في مبادرة الاتحاد، وقد لا يقبل بها، منها إشراك ممثلين عن الشباب في الحوار».