الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

يسرى الميموني: «العدالة» المغربي يعاني من الانقسام ويستغل الدين لتبرير الفساد

يسرى الميموني: «العدالة» المغربي يعاني من الانقسام ويستغل الدين لتبرير الفساد

السياسية المغربية يسرى الميموني.

قالت يسرى الميموني، أحدث الوجوه المستقيلة من حزب العدالة والتنمية المغربي، إن الحزب يحتاج إلى ثورة تصحيح لإصلاح وضعه الداخلي المهترئ، والاندماج في الشارع، والتوقف الفوري عن استغلال الدين لتبرير الفساد داخل التنظيم.

وأشارت في حوارها مع «الرؤية» إلى أنها عاشت تجربة مريرة داخل الحزب، حيث تم استهدافها بعد انتقادها لأحد الوزراء، مؤكدة أن المؤسسة التي لا تقبل النقد، حَرِيٌّ بها أن ينخرها العباب من كل جانب.

وحول الأسباب التي دفعتها إلى الاستقالة من حزب العدالة والتنمية، الوجه المغربي للإخوان المسلمين، قالت السياسية الشابة انه من الصعب عليها البقاء ضمن مؤسسة ترفض النقاش وتتجاهل النقد السياسي، وتتجه نحو الشخصنة.

انقسام وانشقاق

وأضافت أن الحزب اليوم منشق إلى تيارين؛ أحدهما تابع للأمين العام الحالي للحزب، سعد الدين العثماني، والآخر تابع للأمين العام السابق، عبد الإله ابن كيران، ما أثر على أداء الحكومة الحالية، ولم نعد نعرف هل هو حزب أفراد أم مؤسسات، إذ أصبح بعض أفراده كأنهم في حلبة ملاكمة، يسعون إلى تصفية حسابات شخصية وسياسية مع بعضهم البعض. ومشروع الحزب الذي كان ينص على الوضوح والشفافية، يعرف الآن ضبابية وغموضا، كما أن بعض أفراده، للأسف، يستغلون الدين لتبرير الفساد داخل التنظيم، وتساءلت كيف لحزب لم يصلح بيته الداخلي، أن يصلح المجتمع؟

وتابعت اكتشفت، أن هناك ضعفاً مهولاً في التواصل والخبرة، ونقصا شديدا في مستوى الأفكار لدى شباب الحزب، وغياب من هم أهل للنقاش، وذلك في فرع الحزب بمدينة طنجة شمال المغرب الذي كانت تنتمي إليه

ذباب إلكتروني

وقالت الميموني، التي نشأت على أفكار الحزب في جمعية الرسالة للتربية والتخييم المقربة من حزب العدالة والتنمية، ثم في حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي للحزب، إنها حين أعلنت عن بعض مواقفها بجرأة، ووصفت بعض مناضلي الحزب بالبيادق، الحلقة الأضعف في لعبة الشطرنج، تعرضت لهجوم من قِبل "الذباب الإلكتروني المدافع عن الحزب على السوشيال ميديا."

وأشارت إلى أنها تعرضت لانتقادات من طرف بعض قيادات الحزب، بسبب شكلها، وملبسها، والحياة المتحررة التي تعيشها، حيث تعتبر أن الدين ليس عزلة عن الحياة، وهي الأمور التي لم تتقبلها تلك القيادات.

واعتبرت السياسية المنشقة عن الحزب الحاكم، انه تم استهدافها، قبل أشهر، بعد انتقادها وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان، والقيادي في الحزب، المصطفى الرميد، بعد تفجر قضية عدم تسجيله لكاتبته في مكتب المحاماة، الذي كان يسيره، في صندوق الضمان الاجتماعي.

وشددت الميموني، التي ترى أنها تعبر عن الجيل الجديد المتمسك بالأصول القديمة، على أن نقدها كان نابعا من غيرتها على المؤسسة الحزبية، التي تنتمي إليها، وحرصها على نجاحها.

إلى الجيل الجديد بأصول قديمة

استغلال للدين

وقالت الميموني، التي تنشط على وسائل التواصل الاجتماعي وتؤمن بضرورة إشراك المرأة وبناء مجتمع شامل، إن الحزب يجب أن يتحول من حزب دعوي إلى حزب للشعب، ويكون حزباً مغربياً لكل فئات المجتمع، لأنه رغم محاولته الانفتاح على باقي الفئات، إلا أنه ما زال يلبس عباءة الدين.

وأضافت «يجب أن يوظفوا ديننا الحنيف في التدبير السياسي، لأن المشكلة ليست في تحرير السياسة من الدين، بل في تحرير الدين من القبضة السياسية، لأن بعض الأفراد يستغلونه لتبرير الفساد».

وتابعت "يجب على الحزب أيضا أن يغير بعض قياداته التي تنتمي للجيل المؤسس، ويسلم المشعل للشباب. الحزب يعيش أزمة حقيقية، نتيجة الخلافات والصراعات الداخلية، ويجب أن يُلَمْلِمَ شتاته، ويجدد أعضاؤه الثقة في بعضهم البعض، ويتبنوا سياسة النقاش والنقد السليم، ليواصلوا مشروع الإصلاح، الذي حُطِّم من الداخل."