السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

بمزاعم «التسويق للمُنكر».. ميليشيات الحوثي تشن حملة على متاجر صنعاء

بمزاعم «التسويق للمُنكر».. ميليشيات الحوثي تشن حملة على متاجر صنعاء

أحد الشوارع المزدحمة في صنعاء.(أي بي أيه)

طُلب من علي اليوسفي، وهو تاجر ألبسة في صنعاء، أن يدفع غرامة قدرها 2 مليون ريال يمني «نحو 3350 دولاراً أمريكياً» لميليشيات الحوثي؛ حتى تُعيد فتح متجره الذي أغلقته الثلاثاء الماضي؛ بزعم أنه يساهم في التسويق للمنكر، من خلال مجسمات العرض، التي تُعرض عليها الملابس في بوابة المتجر، الكائن في شارع هائل وسط العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

غرامات طائلة

ويُصر علي خلال حديث لـ«الرؤية» على أنه لم يرتكب أي مخالفة ليدفع هذا المبلغ الكبير، بيد أن الحوثيين يهددونه بمضاعفة مبلغ المخالفة ما لم يدفعه خلال مدة أقصاها 5 أيام. وما زال علي في تفاوضٍ غير مجدٍ مع مكتب الصناعة والتجارة التابع للحوثيين الذي يعتبر استخدام مجسمات العرض (مانيكانات) «فاحشة تؤجل النصر وتثير الشهوات، وتمتهن كرامة المرأة» وفق ما تحدث به علي.

استغلال التجار

ومثل علي، فوجئ العشرات من التجار في شوارع هائل والتحرير وجمال، بحملةٍ للحوثيين تستهدف محال الملابس التي تستخدم مجسمات العرض النسائية لعرض موديلات الملابس في بوابات المتاجر، بغرض جذب المتسوقات، حيث حطم مسلحو الميليشيات عشرات المجسمات، «واعتقلوا نحو 28 تاجراً بعد أن أغلقوا محالهم». طبقاً لشهود عيان.

وقال أحد التجار المشمولين بالغرامات الحوثية لـ«الرؤية» إن «الهدف من الحملة لم يكن إنهاء المنكر كما يدعي الحوثيون، بل بهدف استغلال التجار عبر اختلاق أعذار جديدة». مشيراً إلى أن الحوثيين طلبوا منه ومن 8 تجار يعملون معاً في شارع التحرير مبلغاً يصل إلى 20 مليون ريال يمني «نحو 33500 دولار أمريكي

ومنذ عام 2017، داهم الحوثيون وأغلقوا محال للحلاقة والكوافير، ومواد التجميل، ومتاجر ألبسة وحدائق، ومقاهي ومطاعم، في صنعاء ومدن أخرى خاضعة لسيطرتهم، للأسباب المُدعاة ذاتها التي يتبين لاحقاً أنها أعذار فقط بغرض جباية المال.

ممارسات سابقة

وأشار إلى أن الميليشيات سبق أن مارست سياسة مشابهة لاستغلال التجار في المدينة في أغسطس 2020 «حيث شنت حملة لطمس اللوحات الإعلانية على واجهات المحال؛ بدعوى أنها تعرض صور نساء عاريات، وتشكل إحدى صور الفساد الأخلاقي. وعلى إثر ذلك دفعنا غرامات كبيرة تصل إلى 3 ملايين ريال على كل تاجر «نحو 5 آلاف دولار أمريكي».

وطالت الحملة الحوثية أيضاً، مقاهي ومطاعم عدة في صنعاء، من بينها مطعم (رينبو) في حي حدة، بمديرية الوحدة جنوبي العاصمة، حيث داهم المطعم مسلحون حوثيون، وضربوا الزبائن والعمال واعتقلوا مدير المطعم، إضافة إلى 3 مقاهٍ في الحي ذاته أغلقت أمس الأربعاء، في ظل تواصل الحملة ضد بقية المقاهي والمطاعم.

وسبقت عملية إغلاق مطعم رينبو، حملة تحريض وتشهير من قبل ناشطين وموالين للميليشيات الحوثية، اتهموا المطعم بالترويج لشعارات المثليين، حيث يعلق المطعم على واجهته صورة لقوس قزح، يقول موالون للحوثيين إنها وضعت بقصد الترويج لشعارات المثليين.