الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تحد من الفوارق.. استياء بالمغرب من تأخر خطة التنمية الجديدة

تحد من الفوارق.. استياء بالمغرب من تأخر خطة التنمية الجديدة

المجتمع المغربي يعاني فوارق اجتماعية كبيرة. (أرشيفية)

سادت حالة من الاستياء على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب تأخر تقديم النموذج التنموي المغربي الجديد إلى الملك محمد السادس، والذي يحظى بأهمية كبيرة لدى المغاربة؛ إذ يُنتَظر أن يحد من الفوارق الاجتماعية بين المواطنين، بعدما أعلن الملك عن فشل النموذج التنموي الحالي.

وقال ملك المغرب، محمد السادس، في خطاب عيد العرش لعام 2019، إن النموذج التنموي الذي يعتمده المغرب حالياً، قد أبان خلال السنوات الأخيرة أنه عجز عن مواكبة الحاجيات المتزايدة لفئة من المواطنين، وعلى الحد من الفوارق الاجتماعية، والتفاوت بين أصحاب المجالات المختلفة، ودعا الملك إلى مراجعته.

وأعلنت اللجنة الملكية المكلفة بإعداد تصور النموذج التنموي الجديد (خطة التنمية الجديدة)، يوم 19 ديسمبر الماضي، عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، أنها «عقدت آخر جلساتها العامة لمناقشة التفاصيل النهائية، ووضع اللمسات الأخيرة على تقريرها، المنتظر رفعه إلى الملك في بداية عام 2021»، وهو لم يتم حتى الآن. رغم تحديد الملك أجلاً أقصاه بداية يناير الجاري لتسلم التقرير من اللجنة.

وسبق أن مدَّد الملك فترة عمل اللجنة من يونيو 2020 إلى مطلع يناير الجاري، لتأخذ بعين الاعتبار جائحة كورونا في إعداد التقرير.

رد اللجنة

قال عضو اللجنة الملكية المكلفة بإعداد النموذج التنموي الجديد، محمد العمراني بوخبزة، في حديث لـ«الرؤية»: «عملُنا على إعداد التصور الخاص بالنموذج التنموي الجديد، مرَّ بسلاسة، ووفق منهجية الاشتغال التي حددها الملك، وهو من سيختار اليوم الذي سنرفع فيه التقرير إليه، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن». موضحاً أن «جائحة كورونا تجعل ضبط المواعيد صعباً، لأن الوضع غير عادي، وخارج عن إرادتهم».

وأضاف بوخبزة، أستاذ القانون العام بجامعة عبدالمالك السعدي في طنجة شمال المغرب، أن «كثيرين يعتقدون أن الأمر يقتصر على إعداد تقرير، يكون عبارة عن كُتَيِّب، أو وثيقة، وتقديمه إلى الملك»، مبرزاً «أن اللجنة الملكية المكلفة بوضع تصور النموذج التنموي الجديد، ستصدر تقريراً متعدد الصيغ، إذ ستوجَّه كل صيغة إلى جهة معينة، وأن التقرير سيصدر بعدة لغات. ويجب أن يكون خالياً من الهفوات والأخطاء، لأن الأمر يتعلق بمشروع كبير، تُعلَّق عليه الآمال ورهانات كثيرة، كما أنه يجب على اللجنة، أن تضع برنامجاً مسبقاً للتواصل مع الإعلام، بعد رفع التقرير إلى الملك».

وأوضح بوخبزة «أن الأشهر الستة، التي أضافها الملك إلى فترة عمل اللجنة، انكبت فيها هذه الأخيرة على دراسة جائحة كورونا؛ لأخذها بعين الاعتبار في إعداد التقرير».

معيارُ الحكم

وعبَّر العديد من المغاربة، على مواقع التواصل الاجتماعي، عن استيائهم من تأخر إعلان النموذج التنموي الجديد.

وتساءل توفيق مباشر على موقع فيسبوك قائلاً:

ماذا يقع داخل لجنة النموذج التنموي وأخر تسليم تقريرها النهائي للملك؟ مازال المغاربة ينتظرون التقرير النهائي للجنة...

Posted by Tofik Mobachir on Thursday, January 14, 2021

وقال حساب يدعى حال أو عقل:

ومن جانبه، قال المحلل السياسي المغربي، نوفل البعمري، "إن هذا التأخر له ما يبرره من الناحية الموضوعية المتعلقة بجائحة كورونا. وإن الحكم على اللجنة، سيكون من خلال ما ستقدمه من خلاصات في تقريرها".

وأبرز البعمري، في حديث لـ «الرؤية»، "أنه من الصعب إصدار حكم نهائي، حول انعكاس تأخر تقديم التقرير إلى الملك على البلاد، خاصة أن اللجنة تواجه صعوبات حقيقية، تتعلق باشتغالها في سياق الوضع الجديد، الذي فرضته الجائحة، ما دفعها إلى إعادة صياغة التقرير، بعدما كانت تعمل في ظروف عادية غير الظروف الحالية".

تأخر مفيد

أفاد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض في مراكش، جنوب البلاد، إدريس لكَريني، أن ضغط جائحة كورونا يفرض التأني. وأن «التأخر في رفع التقرير إلى الملك، لا يؤثر سلبيا على البلاد»، مبينا "أنه إذا تم استثمار التأخير بشكل جيد، فسيكون ذلك في صالح جودة التقرير".

وأوضح لكَريني، في حديث لـ «الرؤية»، «أن اللجنة المكلفة بإعداد النموذج التنموي الجديد، وصناع القرار في المغرب، واعون بأنه يمكن استخلاص نتائج من جائحة كورونا، تؤدي إلى وضع نموذج تنموي أكثر واقعية، يراعي المستقبل، ويستحضر إمكانية حدوث أزمات وكوارث مستقبلية؛ لكي لا ترتبك الدولة أثناء التعامل معها، إذا حدثت».