السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

بعد 10 سنوات.. مواطنون وخبراء:خسائر «ثورة يناير» تفوق المكاسب

يرى العديد من المحللين السياسيين، والمواطنين في مصر، أن خسائر ثورة 25 يناير التي تحل ذكراها العاشرة غداً الاثنين كانت أكثر بكثير من مكاسبها رغم أن نوايا الشباب الذي خرجوا إلى الشوارع في ذلك الوقت كانت نبيلة.

أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور إكرام بدرالدين يقول: «أي عمل أو حدث سياسي يكون له سلبيات وإيجابيات، وسلبيات ثورة 25 يناير كانت كثيرة، فقد أدت إلى أعمال عنف، وتعطيل لمؤسسات الدولة في بعض الأحيان.. ربما كانت النوايا سليمة، وكانت لها أهداف سامية وإيجابيات، لكن على أرض الواقع كانت السلبيات أكثر».

زيادة العنف

وأضاف بدرالدين لـ«الرؤية» قائلاً: «شهد المصريون خلال الأعوام الثلاثة التالية للثورة، استخداماً مفرطاً للعنف، ومحاصرة لعدد من مؤسسات الدولة، كمدينة الإنتاج الإعلامي، والمحكمة الدستورية العليا، وهناك من امتطى الثورة، وحاول تغيير مسارها، وتمت سرقة الثورة من الشباب، من قبل جماعات كالإخوان وغيرهم من التيارات الإسلامية، حاولوا الاستفادة والاستئثار بها».

وتابع بدرالدين قائلاً: «الإيجابيات في ثورة 25 يناير تمثلت في زيادة الرغبة في المشاركة السياسية، وأصبح هناك دور للشباب وتزايد دورهم وتمكينهم، أما أبرز الخسائر فهي مجيء الإخوان، وما أسفر عنه ذلك من زيادة كبيرة في استخدام العنف، واتساع نطاقه، والصدام مع الأمن، إضافة إلى خسارة بعض الملفات نتيجة استثمار الخلافات والعنف والانشغال بالداخل، كملف سد النهضة، وبدء إثيوبيا بناءه في ظل حالة الفوضى التي عمت مصر بعد ثورة 25 يناير».

ويقول المحاسب عمر فتحي (24 عاماً): «ثورة 25 يناير لم تحقق أي مكاسب، فقد تضررت البلاد، وتضرر معها الناس، وزادت الجريمة والمجرمون، وظهرت أنواع عنيفة من البشر، وتدهورت وتراجعت السياحة، وانخفض الاستثمار، وزاد حجم البطالة».

أما الطبيبة سارة محمد فأكدت أن «أهم مكاسب ثورة 25 يناير هو التخلص من حكم الرئيس الراحل حسني مبارك، لكن خسائرها كانت أكثر من مكاسبها، فقد شهدت البلاد سرقة المحال، وأعمال البلطجة، وانعدام الأمن، وزاد الدمار والخراب».

ويقول الطالب بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ، أحمد رفاعي (23 عاماً): «كان عمري 14 عاماً حين حدثت الثورة، واكتشفت مع الوقت أنه كانت هناك مشكلة كبيرة، هي أن الشباب لم يعرفوا ماذا يريدون.. كانوا يريدون تغيير شيء، دون أن تكون لديهم فكرة عن الخطوة التالية، فجميعهم كانوا يريدون إسقاط مبارك، لكن لم تكن لديهم خطة، وهذا كان من ضمن العيوب، التي جعلت الوضع بعد الثورة سيئ للغاية، رغم الاتفاق مبدئياً على إسقاط الرئيس، لكن بعد ذلك أصبح لكل فرد أو فصيل رأي مختلف، فنجاح ثورة يناير كان يحتاج إلى خطة وحسن إدارة لها، وأن تكون مدروسة بشكل كافٍ، لتحديد الخطوات التالية، والمطالب التي يحتاجها المجتمع».

مكتسبات للمرأة والشباب

وتقول أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، الدكتورة نهى بكر: «أهم مكاسب الثورة هو بروز دور المرأة، والمكتسبات التي عادت عليها، سواء خلال قيام الثورة ودورها ومشاركتها فيها، أو بعد 2014، حيث تزايد دورها، وتوليها مناصب وزارية، وتم تمثيلها بشكل جيد في البرلمان، كما شهدت مصر في السنوات الأخيرة برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي لم يكن ليتحقق بدون وجود إرادة سياسية حقيقية، وتم تنشيط السياسة الخارجية لمصر، وعدم الاعتماد على قوة واحدة، وتنويع مصادر السلاح».

وأضافت بكر لـ«الرؤية» قائلة: «أبرز خسائر ثورة يناير هي تراجع المكاسب الاقتصادية، وبدأت مصر تسترد عافيتها مؤخراً، ومن الخسائر أيضاً انتشار الإرهاب في سيناء، ونمو الاستقطاب بين فئات الشعب وخاصة بين الشباب».

تغير شخصية المصريين

ويقول أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، الدكتور سعيد صادق: «شخصية الشعب المصري تغيرت كثيراً؛ فالمرأة أصبحت أقوى، وأصبح لها مكتسبات، وذوو الاحتياجات الخاصة أصبح صوتهم مسموعاً أكثر، وأدرك المجتمع أهمية دور الشباب».

وأضاف صادق لـ«الرؤية» قائلاً: «الثورة أظهرت أسوأ ما في المجتمع، من سوء استخدام لمواقع التواصل الاجتماعي، والتنمر، وأصبحت هناك حالة من الانقسام، بدأت تلتئم مع الوقت مؤخراً».