الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

«الوجود الإيراني».. ما هي حقيقة الاتصالات السرية بين سوريا وإسرائيل؟

«الوجود الإيراني».. ما هي حقيقة الاتصالات السرية بين سوريا وإسرائيل؟

قوات إيرانية.(أرشيفية)

أصبح الرئيس السوري بشار الأسد يصف الوجود الإيراني في بلاده بأنه «عبء»، ويبدو أنه يريد إبعاد إيران عن الأراضي السورية، بحسب تقرير لمركز السادات-بيجين للدراسات الاستراتيجية.

وقال التقرير الذي نشره المركز اليوم الأحد إن الأسد يدرك أن السبيل لتحقيق هدفه بإبعاد إيران يتطلب انخراطاً إسرائيلياً، الأمر الذي قد يفسر الأنباء المتداولة عن وجود اتصالات سوريّة-إسرائيلية سرية.

وأوضح التقرير، الذي أعده موردخاي كيدار، الضابط السابق بالمخابرات العسكرية الإسرائيلية، والمتخصص بشؤون سوريا، أن العديد من الأنباء نشرت مؤخراً، حول وجود اتصالات سرية بين دمشق وتل أبيب، بهدف إقامة علاقات بين الجانبين.

اتصالات وطلبات

وأشار التقرير إلى أنه في يوم 23 ديسمبر 2020، نشر موقع «إيلاف» حواراً أجراه الصحفي العربي الإسرائيلي مجدي حلبي، مع أحد الضباط البارزين بهيئة الأركان الإسرائيلية، دون الكشف عن اسمه، متحدثاً عن العمليات الإسرائيلية في سوريا، والذي أجاب عن سؤال حول موقف الأسد من تلك العمليات قائلاً: «لو كان الأسد جالساً أمامي مكانك الآن لقال لي: لنصل إلى حل.. لقد أحضر الأسد الإيرانيين إلى بلاده، لحل مشكلة وجود تنظيم داعش الإرهابي هناك، والحرب الأهلية، لكن بمجرد هزيمة داعش، سيتحول الوجود الإيراني من حل للمشكلة في سوريا، إلى مشكلة كبيرة للأسد.. فإيران التي كانت إضافة كبيرة للأسد ونظامه، أصبحت عبئاً على سوريا، وأيضاً على روسيا، التي ساندت الأسد، والملحق العسكري الروسي يأتي كل أسبوع ليجلس معي ويسمع مني تلك الكلمات» .



رسائل سورية

واستطرد التقرير في نقل حوار الضابط بهيئة الأركان الإسرائيلية قائلاً: «الروس نقلوا رسائل من السوريين لنا هنا في إسرائيل، كما جاءتنا رسائل من طرق أخرى غيرهم، والسوريون يريدون العودة للجامعة العربية، ويريدون مساعدات اقتصادية، منها النفط على سبيل المثال، ويريدون أموالاً كي يدفعوها للإيرانيين للرحيل عن بلادهم، كما يريدون تعزيز نظام الأسد، الذي أدرك حقائق الأمور، ويريد تقوية العلاقات مع محور الدول العربية السنية، ويرى الأسد أن إسرائيل تستطيع المساعدة في هذا الأمر، من خلال طريقين؛ الأول علاقتها الراسخة مع الولايات المتحدة، والثاني علاقتها مع الدول الخليجية».

ومضى الضابط الإسرائيلي يقول: «الروس أيضاً يرون أن إسرائيل جسر للولايات المتحدة، ولمحور الدول العربية الخليجية.. ويخشى الأسد من أن حكومته قد تسقط غداً، ولا يستطيع إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل، لكنه مستعد الآن للتحدث معنا، لدعم حكمه، وخلق حالة من عدم العداء تجاه إسرائيل، وبعد ذلك الدخول في مفاوضات حول الجولان وباقي الملفات».

ورد الضابط بهيئة الأركان الإسرائيلية على سؤال حول إمكانية تحقيق ذلك، قائلاً: «بالتأكيد أرى أن ذلك ممكن، وأنا مستعد للتوصل لاتفاق مع الأسد صباح غد، ولكن لكي أكون صادقاً، فإننا لم نتحدث عن ذلك الأمر مع رئيس الأركان الإسرائيلي، أو مع القادة السياسيين في إسرائيل، لأننا ما زلنا في نقطة البداية، ومن خلال وسطاء يأتون ويرحلون، ولكن المهم هو أن هناك إمكانية لتفكيك المحور الإيراني المتطرف».

ولفت التقرير إلى أنه من الواضح للغاية أن الأسد لا يرى مبرراً لاستمرار الوجود الإيراني في بلاده، ويشاركه الروس وجهة النظر تلك، حيث يريدون رحيل الإيرانيين ومن يحالفونهم من الميليشيات الشيعية من سوريا.

مصالح روسيا

وأضاف التقرير أن مصالح روسيا في سوريا تتلخص في عدة أمور؛ أولها إعادة تأهيل النظام السوري من خلال حل مشكلة الحصار في إدلب، والتي تضم آلاف العناصر من الفصائل المعارضة للأسد، وثانيها حل المشكلة الكردية بحيث يتم إخراج القوات التركية من شمالي سوريا، وينهي الاشتباك بين الأتراك وبين الأكراد في سوريا، وثالثها حل المشكلة الإيرانية، بما ينهي الضربات الجوية الإسرائيلية داخل سوريا.

واستطرد التقرير موضحاً أن الهدف الأول للكرملين هو سحب القوات الروسية من سوريا، لأن استمراره يعني نزيفاً مستمراً للاقتصاد الروسي، وكلما استطاعت الدولة السورية أن تقوى وتستأنف مهامها، كان من الأسرع سحب القوات الروسية من سوريا، كما تريد موسكو أن تعجل دمشق من عملية إنتاج الغاز من حقولها في البحر المتوسط، حتى تكون سوريا قادرة على تسديد التزاماتها المالية تجاه روسيا.

لقاءات سرية

ودلل التقرير على الاتصالات السرية كما تم تداوله يوم 14 يناير الجاري، بعقد اجتماع ما بين ممثلين لنظام الأسد، وبين مسؤولين إسرائيليين، في قاعدة حميميم الجوية الروسية، قرب ميناء اللاذقية، وهو الاجتماع الذي جاء بعد عقد اجتماع أو أكثر، بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين في قبرص، ونشرت صحيفة الشرق الأوسط أسماء من حضروه من الجانبين.

وأشار التقرير إلى أن تفاصيل اللقاءات ليست معروفة بالكامل، أو على وجه الدقة، ولكن يبدو أن هناك لقاءات سرية تجرى خلف الكواليس، بين دمشق وتل أبيب، تطرقت إلى مرتفعات الجولان، كما تحدث أحد التقارير المنشورة عن إمكانية تسليم إسرائيل القرى الدرزية في الجولان إلى سوريا.