الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

تهريب وتجنيد عملاء.. داعش يحول مخيمات اللاجئين إلى قاعدة لعملياته

تهريب وتجنيد عملاء.. داعش يحول مخيمات اللاجئين إلى قاعدة لعملياته

مخيم الهول - أ ف ب.

يسعى تنظيم داعش الإرهابي إلى اختراق مخيمات النازحين في شمال شرق سوريا، والخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، لتصبح قاعدة لعملياته الإرهابية، من خلال تجنيد عملاء جدد، وتهريب النازحين والأموال والأسلحة.

وقال تقرير نشره موقع «صوت أمريكا» اليوم الأحد إن هناك تزايداً ملحوظاً في النشاط الإجرامي، في مخيمات النازحين بشمال شرق سوريا، أثار انتباه المسؤولين الأمريكيين، الذين يخشون من أن تخسر قوات الأمن هناك، معركة احتواء داعش.



مخيم الهول

وحذر المسؤولون الأمريكيون من أن التنظيم الإرهابي، يقوم بتحويل المخيمات المكتظة بالسكان، ولا سيما مخيم أبو الهول، إلى قاعدة لعملياته الإرهابية، وذلك بعد حدوث العديد من عمليات القتل مؤخراً، منها عملية قتل بقطع الرأس، وهي نفس طريقة داعش في تنفيذ أحكام الإعدام، كما حذروا من أن العنف الوحشي الذي يرتكبه تنظيم داعش، هو أحد أوجه المشكلة.

ونقل التقرير عن مسؤول أمريكي رفض الكشف عن اسمه، قوله "الأجهزة الأمنية في مخيم الهول تحاول وقف عمليات التجنيد التي يقوم بها تنظيم داعش، وكذلك عملياته لجمع الأموال، كما أن داعش نقل عدداً من عائلات التنظيم من المخيم باستخدام شبكات التهريب في محافظتي الحسكة ودير الزور، كما قام بتهريب أسلحة إلى المخيمات في الأشهر الأخيرة".



كما حذر مسؤولون آخرون، من أن مخيم الهول الذي يضم أكثر من 60 ألفاً من النازحين، معظمهم من النساء والأطفال، قد تحول إلى مركز رئيسي لشبكة داعش المالية، مما يساعد في نقل احتياطاته النقدية التي تقدر بحوالي 100 مليون دولار.



وحذرت وزارة الخزانة الأمريكية في مذكرة حديثة، من أن تنظيم داعش يستخدم وسطاء في تركيا، يقومون بتهريب الأموال إلى سوريا، أو إرسال الأموال من خلال أنظمة تحويل الأموال الموجودة في المخيم، وإذا كانت هناك صعوبات أمام داعش، أو نقص في قدراته وإمكاناته، فإن الباب يكون مفتوحاً أمام عمل الشبكات الإجرامية، التي تعمل بحثاً عن الأرباح.



وأشار الموقع إلى أن المعلومات الاستخباراتية الواردة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، تشير إلى أن تسلل الأشخاص من مخيمات النازحين، قد يكون عملاً مربحاً للغاية، حيث يتقاضى المهربون ما بين 2500 - 3000 دولار عن تهريب كل فرد، من الموجودين في مخيم الهول، في حين قد يصل الأجر إلى 14 ألف دولار في بعض الحالات.



عمليات التسلل

وقالت مستشارة الشرق الأوسط السابقة لوزارة الدفاع الأمريكية ياسمين الجمل "في مخيم الهول تحدث أشياء سيئة للغاية، ومعدل تهريب النساء من المخيم، والأموال التي تدخل وتخرج من خلال أنظمة مختلفة، تظهر أن هناك إرادة حقيقة من جانب تنظيم داعش وأنصاره، لاستخدام مخيم الهول كمركز جديد وقاعدة عمليات جديدة للتنظيم الإرهابي".



ولم يتضح بعد عدد أفراد عائلات داعش وأنصاره الذين فروا من المخيمات، ووفقاً للمعلومات التي جمعها مركز معلومات «روج آفا» الموالي للأكراد، فقد تسلل نحو 200 شخص من مخيم الهول في عام 2020، على الرغم من أن الباحثين قالوا إنه من المحتمل أن بعض حالات التسلل لم تلاحظ أو لم يتم الإبلاغ عنها.



وفي العام الجاري حاول نحو 20 شخصاً، إقناع المهربين بإخراجهم من المخيمات، لكن لم تنجح أي من تلك المحاولات حتى الآن، ويعود ذلك جزئياً إلى الحملة المكثفة التي شنتها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، فقد نجحوا في إلقاء القبض على 3 مهربين في شهر يناير الماضي، و 8 آخرين في شهر فبراير الجاري، كما استهدفت تلك الحملة شبكات التهريب التابعة لداعش، مما أدى لإلقاء القبض على أعداد قليلة على طول الحدود العراقية - السورية.



عدم استقرار

ولا تزال هناك مخاوف من أن الوضع في شمال شرق سوريا غير مستقر، حيث تم تكليف قوات سوريا الديمقراطية بتوفير الأمن لمخيمات النازحين، وحوالي 12 سجناً مؤقتاً تضم 10 آلاف من مقاتلي داعش.



ونقل التقرير عن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية قوله "كلما طالت مدة بقاء عشرات الآلاف من السكان، دون إمكانية عودتهم لديارهم، زادت صعوبة ضمان سلامتهم من العناصر الإجرامية والإرهابية التي تسعى إلى استغلال سكان المخيم".



وأضاف قائلاً «من المهم للغاية أن تحدد الدول مواطنيها في المخيم وتعيدهم إليها بسرعة»، وفي حين استعادت مجموعة من الدول عائلات لأفراد في داعش خلال الأشهر الماضية، حذر تقرير للمفتش العام بوزارة الدفاع الأمريكية من أن العديد من الدول لا تزال مترددة في استعادة مواطنيها من المخيم.



ويحذر بعض المحللين من أنه ربما وصل الأمر إلى النقطة التي لا يستطيع عندها المجتمع الدولي، أن يغمض العين عن انتصارات داعش في المخيمات.



وقال زميل بارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، توماس جوسلين «نرى نفس الديناميكية التي ظهرت في مخيمات اللاجئين في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، وخروج الإرهابيين من هذه المخيمات، حيث يمكنك رؤية الجيل القادم من داعش، يعيش في هذه المخيمات الآن».