السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

عواصف الشتاء وضرائب الإرهاب تفاقم معاناة النازحين السوريين

فرضت ما تسمى «حكومة الإنقاذ» السورية رسوم بناء على النازحين الذين يحاولون بناء منازل في إدلب لحمايتهم من برد ومطر الشتاء، في خطوة تضاعف معاناة السوريين الفارين من نار الحرب إلى جحيم الجماعات المسلحة.

أدت الأمطار الشتوية الأخيرة والبرد القارس إلى تفاقم معاناة الآلاف من سكان مخيمات النازحين في شمال سوريا ممن يحتاجون إلى ملابس شتوية ومدافئ، حيث تسببت الأمطار في تحويل الشوارع هناك إلى برك طينية تعطل الحركة داخل المخيمات.

الأمطار والفيروس

ورغم ذلك فإن الأمطار ليست مصدر القلق الوحيد لهؤلاء النازحين السوريين فهناك جائحة الفيروس التاجي التي تضرب بلا هوادة كل أنحاء العالم ولم تنج منها مخيمات اللجوء التي تفتقد لأبسط أساسيات الوقاية.

وصفت الأمم المتحدة الأوضاع في مخيمات شمال سوريا بأنها «أكبر كارثة في القرن الحادي والعشرين».

وحذرت منظمات إنسانية دولية مراراً وتكراراً من تدهور أوضاع مخيمات النزوح في شمال سوريا التي تزداد سوءاً بسبب الأمطار الغزيرة التي تضرب المنطقة كل عام. لكن بعد مرور 10 سنوات على الحرب السورية، لا تزال هذه المنظمات تكافح لاحتواء الأزمة.

وبحسب تقديرات مجموعة «منسقو استجابة سوريا» وهي منظمة محلية تعمل في مناطق سيطرة الفصائل المسلحة شمال غربي سوريا، تضرر 403 مخيمات بشدة جراء ثلاث عواصف مطرية خلال شهر يناير الماضي.

البحث عن حلول

نقص المساعدات الدولية، وجد سكان المخيم أنفسهم مضطرين للبحث عن حلول خاصة بهم، وقرر البعض بناء منازل خارج المخيم لحمايتهم من الشتاء البارد والأمطار الغزيرة. لكن بمجرد أن بدأوا في بناء منازل خرسانية على الأراضي الزراعية التي يقيمون فيها في ريف إدلب، فرضت «حكومة الإنقاذ» التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام المصنفة جماعة إرهابية، ضريبة تراخيص البناء تتراوح بين دولار واحد وثلاثة دولارات لكل متر مربع يتم استغلاله من قبل هؤلاء النازحين، بحسب تقرير لموقع «المونيتور».

وقال محمد الأحمد، نازح بريف إدلب الشرقي: "بعد أن ضربت العواصف المطيرة المنطقة وغمرت الأمطار الخيام، قضينا عدة أيام بلا نوم بسبب البرد القارس. تمكنا بعد ذلك من شراء قطعة أرض صغيرة في محيط بلدة كفر تخاريم شمال إدلب، لبناء منزل. وبمجرد أن بدأنا البناء، طلب منا مسؤول من حكومة الإنقاذ وقف الأعمال فوراً وهددنا بالسجن إذا لم نمتثل.

ضريبة الإرهاب

وأضاف «كان علينا دفع رسوم تصريح بناء بقيمة 3 دولارات للمتر المربع لبناء منزل. وبالتالي اضطررنا إلى العودة إلى المخيم وقضاء بقية فصل الشتاء هناك لأننا لم نتمكن من دفع الضريبة».

وقالت حسناء فيصل، نازحة في كفر تخاريم: «فرضت حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام رسم رخصة بناء بقيمة 3 دولارات للمتر المربع، ما رفع تكلفة البناء ومنعنا من مغادرة المخيم. المنطقة التي نرغب في إنشاء منزلنا فيها لا تحصل على الخدمات الأساسية مثل الصرف الصحي ومياه الشرب والكهرباء والطرق المعبدة، حيث تقع خارج تقسيم المدينة، فلا داعي لفرض مثل هذه الرسوم. لقد رفعنا القضية إلى المجلس المحلي، لكنه لم يتمكن من شرح سبب القرار وقال إنه صدر بأوامر».

وأضافت حسناء «فقدت زوجي في القصف على ريف حلب واضطررت للفرار مع طفليّ إلى المخيمات على الحدود السورية. كان المكان الوحيد الذي يمكنني الذهاب إليه بعد أن فقدت منزلي وزوجي. يعلم الجميع مدى سوء الظروف في المخيمات بسبب سوء النظافة وعدم كفاية الموارد لمكافحة انتشار الوباء. ثم أدت السيول في بداية كل فصل شتاء والعواصف التي تضرب المنطقة إلى اقتلاع الخيمة وتركتنا بلا خيار سوى النوم في العراء ومواجهة البرد. علم بعض أقاربي بظروفي وقرروا مساعدتي في بناء منزل من غرفتين لي ولأولادي. لكن بدلاً من إعالة الأسر، فرضت "حكومة الإنقاذ" الضرائب ومنعتهم من البحث عن ظروف أفضل.

هناك حوالي 2.1 مليون نازح داخلياً في شمال سوريا، من بين أكثر من أربعة ملايين سوري يعيشون في مناطق سيطرة الفصائل المسلحة. يبلغ عدد سكان المخيمات أكثر من مليون شخص يعيشون في 1304مخيمات، بما في ذلك 187764 شخصاً يعيشون في 393 مخيماً أقيمت بشكل غير رسمي على الأراضي الزراعية دون أي دعم من الأمم المتحدة أو أي مساعدات إنسانية أخرى.