الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

اغتيال لقمان سليم.. رسالة حزب الله لإرهاب المعارضين والمجتمع الدولي

اغتيال لقمان سليم.. رسالة حزب الله لإرهاب المعارضين والمجتمع الدولي

نشطاء لبنانيون يعبرون عن استنكارهم لجريمة اغتيال لقمان. (رويترز)

شكلت جريمة اغتيال الناشط اللبناني لقمان سليم دليلاً كبيراً على ضعف حزب الله، وسط مطالبات لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، والحكومة الفرنسية، بوضع خطوط حمراء واضحة للحزب المدعوم من إيران حتى لا يصعّد حملته الإرهابية في لبنان.

مصير منتقدي حزب الله

وبحسب تقرير نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ومجلة فورين بوليسي، فإن سليم كان ممن ينتقدون علناً حزب الله، منذ سنوات، وجاء اغتياله قبل نحو شهر تقريباً، في وقت كان مناسباً، داخلياً وخارجياً، لارتكاب الجريمة، التي حملت مجموعة رسائل.


واعتبر التقرير أن اغتيال سليم كان مسألة وقت، فكل من يجرؤون على انتقاد حزب الله، يشعرون بأن نهايتهم قد اقتربت، وكان سليم قد رفض مغادرة لبنان، رغم تعرضه لتهديدات مباشرة وعديدة، بل إنه كتب بياناً العام الماضي، حمّل فيه حزب الله مسؤولية أي عمل يستهدفه أو يستهدف عائلته، وجاء اغتياله في جنوب لبنان، معقل الحزب، وبطريقة تعطي رسالة واضحة لغيره من النشطاء وللمجتمع الدولي، فإذا كان حزب الله يريد قتله، فكان بإمكانه فعل ذلك بطريقة تبعد الشبهات عنه، مثل قتله دهساً بسيارة، أو خلال عملية سرقة، وبذلك يتجنب الحزب إلقاء اللوم عليه، ولكن قتلة سليم أرادوا من طريقة اغتياله، إرسال رسالة للآخرين، وكذلك اختبار حدود المجتمع الدولي.


موقف أمريكا وفرنسا

وأشار التقرير إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة ما زالت تتشكل، ولم تكتمل بعد، وما زالت لم تحدد من ستكلفه بتولي ملفات لبنان وحزب الله، بينما تشير الشواهد إلى أن ملفات الشرق الأوسط، لن تكون ضمن أولويات السياسة الخارجية لبايدن، مع إمكانية أن توكل إدارته ملف لبنان إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ولفت التقرير إلى أن حزب الله وإيران، وضعوا أسلوباً لاختبار أي إدارة أمريكية جديدة، وظهر ذلك مع تولي إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، قبل 4 سنوات عندما استخدمت الميليشيات الموالية لإيران، الطائرات المسيرة لاستهداف القوات البريطانية والأمريكية قرب بلدة التنف الحدودية، وردت إدارة ترامب باستخدام القوة، واستوعبت إيران وحلفاؤها رسالة ترامب.

وذكر التقرير أن اغتيال سليم يرسل رسالة للنشطاء، ولمنتقدي حزب الله في لبنان، كما أنه قد يكون رسالة لاختبار رد فعل المجتمع الدولي، لمعرفة أين وكيف ستحدد إدارة بايدن الخطوط الحمراء.

وأوضح التقرير أن كثيراً من زملاء سليم من النشطاء، يشعرون الآن بالخوف، من أن يبدأ حزب الله جولة من الاغتيالات، تشبه موجة الاغتيالات التي وقعت في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في عام 2005، والتي لم تتوقف إلا عندما سيطر حزب الله على المؤسسات اللبنانية في عام 2008.

تحديات أمام حزب الله

وقال التقرير إن حزب الله يواجه مجموعة من التحديات، أولها المظاهرات والاحتجاجات التي اندلعت في 2019، في ظل انهيار الاقتصاد اللبناني، بالإضافة إلى انفجار ميناء بيروت العام الماضي، ما جعل الحزب في وضع غير مريح على الصعيد المحلي.

واستعرض التقرير العديد من التهديدات ضد سليم، والذي كان من النشطاء خلال مظاهرات 2019، والتي تراجعت مع الوقت، لتعود بقوة مجدداً بعد انفجار بيروت أغسطس الماضي، وتستهدف حزب الله وقادته، وفي مقدمتهم حسن نصرالله، ما شجع العديد من النشطاء على الجهر بانتقاد حزب الله، رغم حملة اعتقالات نفذتها أجهزة الأمن ضدهم، بينما بدأت وسائل التواصل الاجتماعي، تشهد العديد من المشاركات ومقاطع الفيديو والتغريدات التي تنتقد حزب الله وحلفاءه.

واعتبر التقرير أن حزب الله يدرك أن كل ذلك النقد، سيكون مفعوله قوياً ومؤثراً، خلال الانتخابات المقبلة، في مايو 2022، وبناء على نتائج الانتخابات الجامعية والنقابية في عامي 2019 و2020، فإنه من المرجح أن يخسر حزب الله وحلفاؤه مقاعد عديدة في البرلمان في الانتخابات المقبلة.