الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

صراع النفوذ.. سنجار تكشف أطماع تركيا وإيران التاريخية في العراق

صراع النفوذ.. سنجار تكشف أطماع تركيا وإيران التاريخية في العراق

مشكلات سياسية واقتصادية وتدخلات خارجية تعرقل استقرار العراق. (أ ب)

قالت صحيفة «جيروزاليوم» بوست الإسرائيلية إن الخلاف المحتدم بين إيران وتركيا بشأن العراق والذي بدأ منذ سنوات عندما سعت إيران لنفوذ أكبر في العراق أخذ في الازدياد.

وتنظر تركيا منذ فترة طويلة إلى شمال العراق على أنه منطقة نفوذ لها، وتصاعدت التوترات الأخيرة بعد أن هددت تركيا بغزو منطقة سنجار في العراق.

وهاجم تنظيم داعش الإرهابي منطقة سنجار في 2014، وارتكب إبادة جماعية وأجبر حوالي 500 ألف من الأقليات الأيزيدية على الفرار، وبعد تحرير سنجار من قبل القوات التركية تصاعد التوتر، حيث سعت مختلف الفصائل الكردية للسيطرة على المنطقة.

وقالت الصحيفة إنه في عام 2017 دعمت الحكومة العراقية الميليشيات الموالية لإيران التي يطلق عليها الحشد الشعبي لاستعادة سنجار من حكومة إقليم كردستان العراق.

وتزعم تركيا أن المنطقة تؤوي أفراداً من حزب العمال الكردستاني واعتبرت أن سنجار تسمح لجماعات إرهابية بالبقاء واستخدمت هذه الذريعة للتهديد بالغزو.

وتمتلك تركيا سجلاً حافلاً بأعمال الغزو والتطهير العرقي للأيزيدين والأكراد في منطقة عفرين السورية وتل أبيض.

وأشارت الصحيفة إلى أن إيران التي ساعدت الحكومة العراقية في انتزاع سنجار من إقليم كردستان لا تريد السماح لتركيا بدخول سنجار الآن.

وقال السفير الإيراني في بغداد إيراج مسجدي لوكالة رووداو الإعلامية الكردية، إنه يجب على أنقرة ألّا تنتهك سيادة العراق، وأكد أن إيران ترفض التدخل العسكري في العراق ويحب ألّا تشكل القوات التركية تهديداً أو تنتهك الأراضي العراقية، وأنه يجب المحافظة على أمن المنطقة من قبل القوات العراقية وقوات كردستان.

كما ذهب مسجدي في تصريحه إلى أبعد من معارضة الغزو التركي لسنجار، حيث طالب تركيا بسحب قواتها من القواعد في المنطقة الكردية بشمال العراق.

ولطالما استغلت تركيا المنطقة الكردية بذريعة محاربة حزب العمال الكردستاني وأنشأت عشرات القواعد.

وأدت سيطرة تركيا على المنطقة الكردية إلى تصاعد التوترات بين السلطات الكردية في أربيل بقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب العمال الكردستاني، ما أدى إلى نشوب توترات في المنطقة التي يسيطر عليها الحزبان.

وأشارت الصحيفة إلى أن مسجدي هو ليس مجرد سفير إيراني عادي بالعراق بل له ماضٍ في الحرس الثوري الإيراني، وفُرضت عليه عقوبات من قبل وزارة الخزانة الأمريكية عام 2020، وقام في الماضي بتهديد إسرائيل والولايات المتحدة.

وبحسب معهد الشرق الأوسط ومعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فإن مسجدي وجميع السفراء الإيرانيين الثلاثة المبعوثين للعراق بعد عهد صدام حسين كانوا أعضاء بارزين في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ما يعزز فكرة أن الحرس الثوري الإيراني هو المسؤول عن سياسات إيران في العراق.

وقالت الصحيفة إن مسجدي يؤمن بتوسيع نفوذ الحرس الثوري الإيراني ويرى في العراق وسوريا نوعاً من الخطوط الأمامية لإيران، ما يجعل الأمر يبدو أن نفوذ مسجدي في العراق أكثر من كونه سفيراً.

وأدت تصريحات مسجدي إلى إدانات متبادلة بين البلدين واستدعاء للسفراء.

ومنذ عشرينات القرن الماضي تطالب تركيا بجزء من شمال العراق بذريعة أنه جزء من أراضيها.

ووفقاً لمصادر كردية، تسعى تركيا منذ سنوات إلى بسط نفوذها خارج حدودها، ولكن الأدلة تظهر أن تركيا مهتمة أساساً بمحاربة حزب العمال الكردستاني.

وينظر البعض إلى الحرب الكلامية في العراق الآن بين تركيا وإيران على أنها نبوءة تتحقق عن سعي تركيا المحتمل للعمل مع الولايات المتحدة مرة أخرى والاشتباك مع إيران حول «الجغرافيا السياسية».

ولكن الدلائل تشير إلى أن تركيا تفضل غالباً العمل مع إيران إقليمياً في بعض القضايا، خاصة ضد الولايات المتحدة، والعمل مع روسيا، وبينما قد تتعارض مصالح أنقرة مع مصالح إيران، فإن الاتجاه الأوسع هو اتجاه مناهض للغرب.