الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

العنف والبؤس والوباء.. ثلاثية فاقمت أوضاع السوريين بعد عقد من الحرب

العنف والبؤس والوباء.. ثلاثية فاقمت أوضاع السوريين بعد عقد من الحرب

بين عامي 2011 و2020 تم تجنيد أكثر من 5700 طفل - أ ف ب.

أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف، أنه مع حلول الذكرى العاشرة للحرب في سوريا أصبح 90% من الأطفال السوريين بحاجة إلى المساعدة، حيث دفعت أزمة ثلاثية من العنف والبؤس والوباء الأسر إلى حافة اليأس.

وقال ممثل اليونيسيف في سوريا بوفيكتو نيلوند إن الأزمة الثلاثية لعام 2020 والتي امتدت إلى العام الحالي أيضاً أدت إلى تفاقم وضع أطفال سوريا، حيث باتت عائلتان من كل ثلاثة تبلغان أنهما عاجزتين عن تلبية احتياجاتهما الأساسية.

ونقل موقع مودرن دبلوماسي الأوروبي تصريحات ممثل اليونيسيف في سوريا الذي أكد أن وباء كورونا كان عبئاً إضافياً هائلاً على أطفال سوريا.

تمزق النسيج الاجتماعي

لا شك أن الوباء أثر على الاقتصاد بشكل بالغ، ولكن أيضاُ له تداعيات على النسيج الاجتماعي للمجتمع.

وفي هذا السياق قال نيلوند إن هذه العوامل مجتمعه تزيد بشكل كبير من المخاطر التي يتعرض لها الفتيان والفتيات ورؤيتهم يلجؤون إلى آليات التكيف السلبية.

وأضاف أنه لهذا السبب شهدنا زيادة كبيرة في زواج الأطفال، وأيضاً بات يتعين على المزيد من الأطفال الذهاب للعمل على الرغم من عدم تجاوز بعضهم عمر السبع سنوات.

وبحسب الموقع ارتفع متوسط سعر السلة الغذائية أكثر من 230% العام الماضي، ويعاني مليون طفل دون سن الخامسة في سوريا من التقزم نتيجة سوء التغذية المزمن وفقاً لإحصائيات وكالة الأمم المتحدة.

وجاء في تقرير اليونيسيف أيضاً أن ما يقرب من خمسة ملايين طفل ولدوا داخل سوريا على مدى السنوات العشر الماضية، إضافةً إلى مليون طفل إضافي ولدوا في الخارج كلاجئين في الدول المجاورة، وهؤلاء الأطفال جميعهم لا يعرفون شيئاً سوى الموت والنزوح والدمار.



وتضاعف عدد الأطفال الذين ظهرت عليهم أعراض الاضطراب النفسي والاجتماعي في عام 2020، حيث استمر تعرضهم للعنف والصدمات.

وأشار التقرير إلى أنه منذ عام 2011 تم التحقق من مقتل أو إصابة ما يقارب 12 ألف طفل في سوريا، أي طفل كل ثماني ساعات على مدى السنوات العشر الماضية.

وأكد نيلوند أن هذه الحصيلة هي التي تمكنت الأمم المتحدة من التحقق منها، حيث من المرجح أن تكون الأرقام الفعلية أعلى بكثير.

ووفقاً للبيانات التي تم التحقق منها، فإنه بين عامي 2011 و2020 تم تجنيد أكثر من 5700 طفل بعضهم لا تزيد أعمارهم عن سبع سنوات في القتال، وفي الفترة نفسها تعرضت أكثر من 1300 منشأة تعليمية وطبية للهجوم بما في ذلك الأشخاص الذين يعملون بها.

وقال نيلوند إن التعليم الآن يواجه واحدة من أكبر الأزمات في التاريخ الحديث، حيث هناك حوالي 3.5 مليون طفل لا يذهبون للمدارس 40% منهم من الفتيات.

وأشار إلى أن الوضع في شمال غرب سوريا، حيث لا يزال يقطن ملايين الأطفال النازحين، مقلق بشكل خاص، حيث فرت العديد من العائلات من العنف عدة مرات بحثاً عن الأمان، ويعيشون في خيام وملاجئ ومبانٍ مدمرة بالكامل أو غير مكتملة.

إعادة الدمج

وشدد ممثل اليونيسيف بضرورة إعادة دمج الأطفال المجندين ضمن الجماعات المسلحة، وخاصة في شمال شرق سوريا في المجتمعات المحلية، كما نوه إلى أنه يجب إعادة أطفال الرعايا الأجانب بأمان إلى بلدانهم الأصلية.

وأشارت اليونيسيف إلى أن المنظمات الإنسانية بحاجة ماسة إلى التمويل من أجل التمكن من تقديم المساعدة لأطفال سوريا، وناشدت بتقديم 1.4 مليار دولار أمريكي لتحقيق استجابتها داخل سوريا والبلدان المجاورة لعام 2021.