السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

الرئيس العراقي لشبكة سكاي نيوز عربية: منظومة الحكم في العراق لم تعد مقبولة ولا بد من حصر السلاح بيد الدولة

الرئيس العراقي لشبكة سكاي نيوز عربية: منظومة الحكم في العراق لم تعد مقبولة ولا بد من حصر السلاح بيد الدولة

قال الرئيس العراقي برهم صالح، في حوار حصري مع شبكة «سكاي نيوز عربية» إن منظومة الحكم في بلاده لم تعد مقبولة وتحتاج إلى إصلاح بنيوي وعقد اجتماعي جديد من خلال حوار وطني، وأكد أن العراق لن يستقر بدون فرض القانون وحصر السلاح بيد الدولة.

وقال صالح عبر برنامج «مع جيزيل»، والذي تقدمه جيزيل خوري، إن تجربة الحكم الحالية في العراق بها مكامن للخلل، حالة الخدمات مؤلمة جداً، والعراقيون يستحقون أفضل من ذلك.

وأضاف في الحوار الذي بثته "سكاي نيوز عربية" مساء الجمعة: «هذه المنظومة لا تفي بمتطلبات العراقيين. فيها خلل بنيوي... نحتاج إلى عقد اجتماعي جديد» للتوافق على مشروع دولة قادرة على فرض القانون وحماية سيادة البلد، ويجب أن يكون هذا أساس المشروع الوطني.

وتابع: «يجب أن نقر بأن المنظومة الحالية لا تفي بالغرض، لا تفي بواجبها. نحن بحاجة إلى حوار وطني. نجلس على طاولة مستديرة نتحدث في عمق هذه المشاكل نحدد أين الخلل».

وأشار إلى مشاكل مثل التدخل الأجنبي العسكري ضد العراق، والحرب ضد الإرهاب، العلاقات مع الجيران.

وأكد الحرص على إجراء الانتخابات المقررة في موعدها في أكتوبر. وقال: «هذا وعد قطعناه على أنفسنا ومطلب شعبي واسع واتفاق سياسي معلن».

وأشار إلى أن مطلب الحراك الشعبي في العراق كان انتخابات نزيهة مبكرة.

وقال: «إن الانتخابات الماضية شابها الكثير من التلاعب والتزوير. واجبنا أن نعمل على منع التلاعب والتزوير».

وتابع «الانتخابات مهمة وتأسيسية لمرحلة جديدة رغم صعوبة الوضع في العراق».

وحول مشكلة الفساد، قال إن «الفساد يبقى مشكلة كبيرة في البلد.. الفساد هو الاقتصاد السياسي للعنف».

وأضاف أن الفساد المالي يديم العنف وعدم الاستقرار والفوضى الأمنية، وهو عادة مقترن بالفساد الانتخابي.

وتابع أن «ملف الفساد خطير وضخم وبحاجة لمعالجات أوسع وأعمق».

وقال إن رئاسة الجمهورية تعمل على «وضع مدونة قانونية نتداول بشأنها مع البرلمان لوضع آليات لاسترداد الأموال المنهوبة من العراق والتي ذهبت إلى الخارج».

وفيما يتعلق بالتدخلات الخارجية في العراق، قال: «إن التدخلات الخارجية تحدث من خلال أنفسنا. لا يأتون بالجيوش بالضرورة ليتدخلوا في أمورنا كما يحدث في كثير من البلدان».

وأكد أن العراق لا يحتاج إلى وصاية من أحد.

وفيما يتعلق بزيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى العراق أوائل الشهر الجاري، قال الرئيس العراقي: «إنها كانت زيارة تاريخية ولحظة فرح وحدت العراقيين. المسلمون فرحوا بها مثل أقرانهم من المسيحيين والمكوّنات الأخرى للمجتمع».

وأضاف أن لقاء البابا فرنسيس مع المرجع الشيعي السيستاني: «كان لقاء مهماً، قمة الاعتدال والتسامح، فهما يمثلان منهجاً في الاعتدال والوسطية والتحاور والتعايش وسيكون له أثر كبير على التعايش بين المكونات».

وعن استقرار الأوضاع الأمنية في العراق خلال الزيارة، قال: «إن كل الأطراف انتبهت وقدرت أهمية الزيارة. وهذا أثبت أن العراقيين قادرون على أن يغيروا بدون تدخل خارجي». وتابع أنها «رسالة بأننا قادرون على ذلك إن توافرت الإرادة الطيبة والخيرة لهذا البلد».

وأضاف: «كانت 3 أيام مضيئة.. ونريد أن تكون أياماً دائمة».

وعن مشكلة الميليشيات في العراق، قال الرئيس برهم صالح إنه يجب النظر لهذه المشكلة في سياق حالة الحرب والعنف والصراع والتناحر في البلاد على مدى نحو 4 عقود بعد نهاية الحكم الملكي في 1958 وحتى سقوط حكم صدام حسين في 2003.

وقال: «استباح الإرهاب بلدنا وتشكلت تجمعات وتشكيلات مسلحة من مختلف الأطياف والأوضاع أدرجت معظمها في وضع الدولة وهناك أوضاع استثنائية. هذه بحاجة إلى معالجات من قبل الدولة».

وأكد أن العراق «لا يمكن أن يستقر بدون دولة مقتدرة ذات سيادة كاملة. أي أن تكون دولة قادرة على فرض القانون وحصر السلاح بيدها وحماية حدودها.. هذه الدولة لم تعد موجودة منذ العديد من السنين ونحن في طور بنائها... وهناك توافق وطني فالشعب يريد دولة قادرة على حمايته وحماية حدود بلده».