الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

من المحيط إلى الخليج: سيرة عطرة للشيخ حمدان مليئة بالخير والعطاء

من المحيط إلى الخليج: سيرة عطرة للشيخ حمدان مليئة بالخير والعطاء

نعى مسؤولون وشخصيات كبيرة، على امتداد الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، المغفور له بإذن الله تعالى، الراحل الكبير الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية، مؤكدين سيرته العطرة، الشغوفة بحب الخير والعطاء والتنمية، الممتدة على مدى تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة.

ونعت وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية، نيفين القباج، الراحل الكبير الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، داعية المولى عز وجل، أن يتغمده برحمته وعفوه وغفرانه، وأن يسكنه فسيح جناته. وقالت لـ«الرؤية»: «الراحل الكبير كانت له إسهامات عدة في تقديم المساعدات، لعدد من الأسر المصرية في القرى الأكثر فقراً، عبر هيئة آل مكتوم الخيرية، فقد قدمت الهيئة مساعدات غذائية وإنسانية، خلال أزمة كورونا، ودعمت عدداً من المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وقامت بسداد ديون الغارمات، وكان الراحل الكبير صاحب سيرة عطرة، ومحباً للخير».

ومن جانبه، قال وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير محمد العرابي «الراحل الكبير كان شخصية متواضعة، ولديه أفق واسع في التفكير، وكان يقوم بدور كبير في تقديم الخير، وقام بجهود دولية لإغاثة المنكوبين، ومساعدة النازحين، وتوفير الفرص لتعليم الأطفال بالدول الفقيرة، بجانب كونه شخصية مستنيرة متطلعة للتقدم».

رمز للإنسانية والعمل العام

وقال وزير الثقافة المصري الأسبق فاروق حسني «برحيل الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، فقدت الأمة العربية والساحة الدولية، رمزاً للإنسانية والعمل العام، لما قدمه الراحل الكبير للعالم العربي وبعض دول العالم، من إسهامات لإسعاد الإنسانية، ورخاء شعوبها، وأعزي دولة الإمارات حكومة وشعباً، والعالم العربي في وفاته، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته».

وأضاف حسني لـ«الرؤية»: «الراحل الكبير قدم دعماً كبيراً للارتقاء بالعلم، خاصة التعليم بالدول النامية والمجتمعات المهمشة والمحرومة، وكان يسخّر كل الإمكانات، البشرية والمادية والثقافية، لترسيخ القيم الإنسانية النبيلة في المجتمعات، وله إسهامات بالتعاون مع اليونيسكو، وخصص جائزة «حمدان لليونيسكو»، التي تمنح مرة كل عامين، لثلاثة فائزين من مختلف أنحاء العالم، ممن يقدمون ممارسة تربوية متميزة، تسهم في تحسين أداء المعلمين بالدول النامية، والمجتمعات الأقل نمواً والمهمشة، وحققت الجائزة نجاحات ملموسة بأوساط الميادين التعليمية العالمية».

واستذكر وزير الثقافة المصري الأسبق، الدكتور جابر عصفور قول الشاعر أمل دنقل:

إن كل الأحبة يرتحلون

فترحل عن العين شيئاً فشيئاً ألفة هذا الوطن

وأضاف «أشعر بذلك هذه الأيام، حيث يرحل كثيرون أحبهم، منهم الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، وكان شخصية جميلة للغاية، وأسأل الله له الرحمة والمغفرة».

مبادرات ثقافية

وقال الأمين العام للمنظمة القومية للأدباء والكتاب السودانيين، الفاتح حمدتو «الراحل الكبير كان له فضل على السودان والسودانيين، بمجالات عدة، وكان صديقاً للجميع»،. وأضاف لـ«الرؤية» أن «الراحل الكبير حاصل على شهادة الزمالة الفخرية للكلية الملكية البريطانية للأمراض الباطنية في لندن، وشهادة الزمالة الفخرية من الكلية ذاتها في أدنبرة وغلاسكو، وكم أسعد السودانيين أن يمنحوه الدكتوراه الفخرية من جامعة الجزيرة عند زيارته لهم، فالراحل الكبير صاحب مبادرات ثقافية، وإنجازات عديدة».

وتابع حمدتو «الراحل الكبير حصل على لقب الشخصية الحضارية لعام 2016، وله إسهامات ثقافية عديدة قدمها لشعب السودان أيضاً، حيث وجه بإنشاء مكتبة رقمية جديدة في جامعة أفريقيا العالمية بالسودان، فبراير الماضي، بكلفة 50 ألف دولار، إضافة للمكتبة الحالية في الجامعة، والتي تم إنشاؤها عام 2013 بكلفة 50 ألف دولار، بدعم من هيئة آل مكتوم الخيرية، وأقدم التعازي لدولة الإمارات رئيساً وحكاماً وشعباً في الراحل الكبير».

إسهامات عديدة

وقدم القيادي بحركة فتح، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، العزاء للشعب الإماراتي الشقيق، قائلاً «نعزي أنفسنا في فقدان الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، الذي شغل منصب وزير المالية منذ التشكيل الأول لمجلس الوزراء الإماراتي في 9 ديسمبر 1971، حتى وافته المنية اليوم، والراحل الكبير أسهم في بناء دولة الإمارات العربية الحديثة، والتي تعتبر مفخرة لكل عربي، وكانت له إسهامات عديدة في مجالات كثيرة؛ منها الثقافية والتعليمية ومكافحة الفقر والجوع».

سيرة عطرة

وقال أستاذ العلوم السياسية السعودي، الدكتور محمد الحربي «المتصفح لسيرة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، يجد أن سيرته عطرة، ومغلفة بإنجازات عديدة، ويجد إخلاصاً ووفاء له في العمل، الذي جعله يتبوأ وزارة المالية لمدة 50 عاماً، وشارك في تأسيس الاتحاد الإماراتي، وعضو شرف بجمعيات خيرية وإنسانية عديدة، وكان همه الثقافة والأدب والتطور، وحرص على التنمية الإنسانية المستدامة، في بيئة مستقرة، ترتكز دائماً على الحوار والثقافة، وساهم في نهضة الإمارات، لاهتمامه بالعلم والأدب».

وقال أستاذ العلوم السياسية اللبناني بالجامعة الأمريكية ببيروت، الدكتور رائد المصري «فقد العالم العربي والإسلامي شخصية كبيرة ومهمة، هو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، صاحب الثقافة العالية، والشخصية السياسية الخدماتية، التي لم تألُ جهداً في خدمة مجتمعها، وكل الشعوب العربية والإسلامية، والجمعيات الخيرية من خلال المناصب والمهام التي تولاها، وكان شخصية قادرة على تقديم الإمارات كنموذج مهم على مستوى التنمية المستدامة، والتقدم، والحكم الرشيد».

واجهة اقتصادية

وقال وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية، نبيل عبدالحفيظ «الراحل الكبير سيبقى واجهة من واجهات الإمارات الاقتصادية، فهيئة آل مكتوم الخيرية التي رعاها الراحل الكبير الشيخ حمدان، منذ إنشائها عام 1997، كانت لها أعمال إنسانية وخيرية عديدة في اليمن، وقدمت الخدمات الطبية والصحية والتعليمية، بجانب تقديم العديد من الخدمات الإنسانية في مجتمعات عربية أخرى».