السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

اللبناني "نباتي" جداً في رمضان بسبب الأزمة

تسيطر على اللبنانيين في شهر رمضان المبارك هذا العام أجواء ظل أسوأ أزمة اقتصادية يشهدها بلدهم منذ عقود، بعد تخطي سعر صرف الدولار عتبة ـ12 ألف ليرة لبنانية، ما جعل شراء احتياجات المنزل في الشهر الفضيل تحديا أمام قطاع عريض من المواطنين، بحسب لبنانيين تحدثوا لـ"الرؤية".

وقال المحامي والحقوقي اللبناني، فاروق المغربي، إن الوضع الاقتصادي هذا العام مختلف تماما، "هذا أصعب رمضان يمر على اللبنانيين؛ لأن الأزمة الاقتصادية الحالية لم يشهدها البلد حتى في ظل الحرب الأهلية".

وأضاف المغربي لـ"الرؤية"، "لم نر هذا الوضع البائس الذي وصل إليه الشعب من قبل، هذه ضائقة غير مسبوقة، حتى عندما ارتفعت الأسعار نهاية ثمانينات القرن الماضي كان اللبناني قادرا على شراء احتياجاته وتوفير نفقات الترفيه أيضا".



ويشهد لبنان منذ صيف العام 2019 انهياراً اقتصادياً، فقدت خلاله الليرة اللبنانية أكثر من 85 في المئة من قيمتها أمام الدولار.


ورغم ثقل الانهيار الاقتصادي، واحتجاجات الشوارع، والضغوط الدولية التي تقودها فرنسا، لا تزال الأطراف السياسية عاجزة عن الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة قادرة على القيام بإصلاحات ملحة تفسح المجال أمام حصول لبنان على دعم مالي دولي ضروري.

وأكد المغربي على أن شراء احتياجات المنزل أصبح تحديا حقيقيا، فالتضخم مرتفع جدا، و المائدة التي كانت تحوي 7 أصناف من الطعام في السنوات السابقة، ربما تقتصر على صنفين فقط، "القدرة الشرائية متراجعة، والموظفون لن يستطيعوا تدبير نفقات أسرهم".

وأشار إلى أن "الموظف فقد نحو 90 في المئة من قيمة راتبه، وأصبحت حركة البيع والشراء في الأسواق قاصرة على الأساسيات وشراء ضرورات الحياة فقط".

وقال الكاتب اللبناني، منور محمد، إن شهر رمضان يمر على اللبنانيين في أسوأ حال هذا العام، فالهوة سحيقة بين الطبقة الغنية والفقيرة، أما الطبقة الوسطى فقد شارفت على الاندثار؛ بسبب ارتفاع سعر الصرف، "والتضخم الاقتصادي الناتج عن طباعة العملة الوطنية لتغطية النفقات والرواتب".

وأضاف محمد لـ"الرؤية"، أن كثيرا من الأسر اتجهت قسريًا إلى اعتزال اللحوم على أشكالها، وخصوصًا اللحوم الحمراء، واتجهت نحو نظام غذائي أكثر نباتية، وهناك ظاهرة مقلقة في بيروت وضواحيها، حيث حول كثير من الجزارين متاجرهم إلى محلات لبيع الخضروات والفاكهة؛ بسبب تراجع قدرة المواطن على الشراء.

وتابع "المواطن اللبناني يحب الحياة ولا يحرم نفسه من شيء، حتى إن المثل يقول: (بيدين ليتزين)، وفي رمضان يمكن أن يستدين ليحافظ على نمط حياته من أكل وموائد وعزومات ومكسرات غالية".

وأشار إلى أن الإجراءات الاحترازية التي تفرضها جائحة كورونا هذا العام، ربما تخفف من حرج العزومات على اللبنانيين، وما تتكلفه من أموال، "الأصل والمعروف للجميع هو عدم المقدرة المالية على إقامة مثل تلك العزومات".