الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

غزة.. إغلاقات كورونا تقيد «لمة» رمضان

يعتبر شهر رمضان فرصة للعائلات الفلسطينية في قطاع غزة، للتجمع سوياً في بيت العائلة و«اللّمة»، للحفاظ على الطقوس الخاصة بالشهر الكريم، بينما تغيرت بعض العادات وظهرت عادات جديدة، مثل الطعام الجاهز، والتوقف عن الزيارات العائلية مساء بسبب الإغلاقات لمواجهة جائحة كورونا.

وزادت وتيرة انتشار كورونا في غزة قبل بدء شهر رمضان. ومع الصعوبات الاقتصادية بقطاع غزة ونقص الموارد الطبية والتشكك في اللقاحات والتطعيمات وعدم توافر البيانات الدقيقة الخاصة بكوفيد-19 ومع التجمعات المعهودة خلال شهر رمضان، يخشى الفلسطينيون أن تزداد معدلات انتشار كورونا سوءاً.

الطعام الجاهز

وقالت الحاجة أم محمد خلة (أم لولد و6 بنات 4 منهن متزوجات) إن «رمضان هو شهر لمّة العائلة، وله طقوس خاصة تغيرت مع الزمن، ودعوة العائلة في أول أيام رمضان عادة اجتماعية قديمة، واليوم باتت العزائم تختلف عن السابق، ففي الماضي كانت تشتمل على الأقارب والجيران والأصدقاء، ولم تكلف العائلة الكثير، ولكن اليوم وبسبب اختلاف الأذواق أصبحت مكلفة جداً، بسبب الأكلات الغربية، بينما كانت الأكلات في الماضي مثل: الملوخية، الرز بكل أنواعه، الفتة، المشويات، المسخن، والمقلوبة، أما الآن فأسماء أكلات لم نسمع بها من قبل».

وقارنت خلة بين رمضان قديماً وحديثاً، من حيث العادات ولمة العائلة والأكلات والطقوس، وقالت «في الماضي كنا جميعاً نجتمع على صنف واحد نأكل منه، لكن الآن المائدة عليها عشرات الأصناف، وفي الماضي كنا نطبخ هذه الأكلات في البيت، بمساعدة الجميع، لكن الآن أغلب الطعام يكون جاهزاً من المطاعم الخارجية».

إغلاق الزيارات

أما المواطنة سمر جهاد فقالت إن «شهر رمضان يجمع العائلة والأسرة على مائدة واحدة، ويضفي أجواء من الترابط الأسري، وتنتشر زيارات العائلات والأرحام في غزة، لاسيما خلال ساعات المساء، ولكن الآن تقتصر على ساعات النهار، بسبب الإغلاقات خلال الليل لمواجهة جائحة كورونا».

ومع تزايد القلق من انتشار كورونا، بدأت السلطات يوم الخميس في تطبيق حظر تجول خلال ساعات الليل وإغلاق المساجد التي تستقبل المئات من المصلين لأداء صلوات التراويح.

«لمة» رمضان

ومن جهته قال أستاذ علم الاجتماع في جامعة الأقصى بغزة الدكتور درداح الشاعر إن «العادات متغيرة بالتغير الاجتماعي الحاصل في كل مجتمع من المجتمعات؛ وإذا كانت المجتمعات حركتها صغيرة، كانت هناك الأسر والعائلات الممتدة، وكان الأهل جميعاً يجلسون على مائدة واحدة، والعائلة المتجذرة كعائلات غزة، يظل الترابط بينها قوياً، وشهر رمضان فرصة ذهبية للعائلة للعودة إلى لمة الإفطار سوياً، وهي عادة قديمة تعود لمئات السنوات».

وأضاف لـ «الرؤية» قائلاً إن «الأم تعرف جيداً ما يحبه أولادها من طعام، وتجهز لهم ذلك، أما الطعام الجاهز فهو ثقافة غربية دخلت بيوتنا منذ 10 سنوات تقريباً، بسبب عمل المرأة، ورغم انشغال الأولاد في حياتهم إلا أنهم يحرصون على حضور هذا الإفطار خاصة في اليوم الأول من رمضان حتى ولو من باب مجاملة الوالدين».