الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الأمين العام المساعد للجامعة العربية: الإمارات دولة فتية تمتلك رؤية وإرادة للتحرك نحو المستقبل

أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة فتية تحظى باحترام الجميع، ولعبت، على مدى نصف قرن منذ تأسيس الدولة، دوراً داعماً لرسالة الجامعة العربية التي تواجه العديد من التحديات والملفات الصعبة.

وفي مقابلة مع «الرؤية»، قال زكي إن دولة الإمارات دولة محترمة من الجميع، ولديها العديد من الإنجازات في مختلف المجالات، على الرغم من كونها دولة فتية، خرجت كاتحاد إلى حيز الوجود قبل 50 عاماً.

وأضاف: «نبارك لهم لأنهم خلال هذه الخمسين عاماً، استطاعوا أن يحققوا نهضة طيبة للغاية للشعب الإماراتي، واستطاعوا أن يحققوا الكثير من الأمور والإنجازات على الساحة العربية والدولية، من خلال رؤيتهم المميزة، فلديهم رؤية ولديهم رغبة وإرادة في التحرك، وهو ما يعطي دائماً نتائج».

وتابع: «نهنئهم على نشاطهم، وتواجدهم، ورؤيتهم للوضع العالمي والإقليمي، وإن شاء الله إلى الأمام وإن شاء الله الخمسين عاماً القادمة تحمل خيراً أكثر لشعب ودولة الإمارات».

وقال إن الإمارات «قامت بوساطات سابقة، وتفاهمات وتقريب لوجهات نظر بين كثير من الدول داخل اجتماعات جامعة الدول العربية، ومن المنتظر أن تقوم بمثل هذا الدور في المستقبل».

خروج المرتزقة من ليبيا

وعن دور جامعة الدول العربية في ليبيا أكد السفير زكي، أن الجامعة دعمت ليبيا نحو مزيد من الاستقرار، وكان هذا محور تحركها منذ بداية الأزمة الأخيرة، مشيراً إلى عقد الجامعة في 20 أبريل الجاري، رباعية دولية خاصة بليبيا، ضمت أيضاً الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، بهدف مساندة وتعزيز ودعم المسار السياسي القائم حالياً في ليبيا، والتأكيد على نزع السلاح، وخروج المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد.

وأضاف أن الاجتماع الرباعي، أكد ضرورة الاستمرار في مساندة الجهود التي تبذلها الأطراف الليبية، خاصة عبر اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5؛ لتنفيذ الخطوات والترتيبات الأمنية وإجراءات بناء الثقة المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار، على رأسها التوصل إلى آلية ليبية لمراقبة وقف إطلاق النار بدعم أممي، والخروج الفوري وغير المشروط لكافة القوات الأجنبية والمرتزقة من جميع الأراضي الليبية، بما يعيد لليبيا سيادتها الكاملة ويحافظ على سلامة أراضيها ووحدتها الوطنية.

وشدد الأمين العام المساعد، على أنه بدون خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا لن تعرف البلاد الاستقرار. وطالب بضرورة تصفية الميليشيات المتواجدة على الأراضي الليبية، بحيث تنتفي قدرتها على التأثير، حتى تعود ليبيا دولة ذات قرار مركزي، وسلطة واحدة، وسلاح واحد لهذه السلطة.

عودة سوريا للجامعة

وأكد السفير زكي، أن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وحضور اجتماعاتها، أمر صعب حالياً، فهناك دول ترغب في عودتها بالتأكيد، لكن في المقابل هناك دول أخرى لديها تخوفات من بعض الأمور «في مقدمتها: العلاقة التي تجمع الحكومة في دمشق، والنظام الإيراني».

وبخصوص الحوار بين حكومة دمشق والمعارضة، قال إنه "لا بد من حلحلة الوضع السياسي داخل سوريا، حتى يتمكن المجتمع الدولي ككل من مساعدتها".

التقارب المصري التركي

وعن محاولات التقارب الحالية من تركيا تجاه مصر، قال السفير زكي، إن جامعة الدول العربية ترحب بهذا التقارب، مشيراً إلى أنه سيحقق، حال حدوثه، الأمن والاستقرار في المنطقة، شريطة أن تكون النوايا خالصة.



وأكد أن التقارب المصري التركي سيؤثر حتماً على عدد من الملفات الإقليمية والعربية، خاصة الملف الليبي.

دور الجامعة في اليمن

وعن تقييمه للوضع في اليمن، قال: «نحن سعداء بوجود الحكومة اليمنية وانتقالها إلى داخل اليمن، لكن ما زالت هناك أشواط يجب قطعها حتى نصل للمرحلة التي نتمنى الوصول إليها، وهي عودة الشرعية للعاصمة اليمنية صنعاء».

وأشار إلى أن الجامعة العربية تقدم الدعم للشرعية والحكومة المعترف بها دولياً لكن ليس للجامعة دور ميداني في اليمن، حيث إن المبعوث الأممي المكلف بالملف لديه تفويض من الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالمتابعة والقيام بتحركات بين الأطراف، ولم تتوفر مثل هذه الآلية للجامعة.

أزمة لبنان

وحول الأزمة التي يشهدها الشارع اللبناني الآن، أكد الأمين العام المساعد، أن لبنان يشهد أزمتين: اقتصادية معيشية، وسياسية، وكلاهما مرتبط بالآخر ارتباطاً وثيقاً، بحيث لا يمكن حل إحداهما دون الأخرى.

وقال إن «الشعب اللبناني يذهب ضحية لخلافات سياسية، وهذه الخلافات تؤثر على الوضع المعيشي بشكل كبير، وتحول دون تشكيل الحكومة، لذا نؤكد أهمية دور الفرقاء في إنهاء الأزمة».

ولفت زكي إلى أن الزعماء السياسيين اللبنانيين لديهم القدرة على إنهاء هذه الفرقة، «لكن يحول دون اتخاذهم القرار، كونهم يعلون المصالح الحزبية، والطائفية، على حساب المصالح الوطنية».

الخلافات المغربية الجزائربة

وعن دور الجامعة في إنهاء الخلافات المغربية الجزائرية، أكد السفير زكي أن الجامعة لن تتدخل في هذا الملف، خوفاً من حدوث حالة استقطاب داخل أعضاء الجامعة بين مؤيد للموقف المغربي ودعم للموقف الجزائري، وهو ما يحدث انشقاقاً ويعرض الجامعة للخطر «الجامعة لن تحتمل وضعاً كهذا، فهي تعاني هشاشة كبيرة في الوقت الحالي، ولا تريد أن تزيد من عناصر الانقسام. نحتاج إلى ما يجمعنا لا ما يفرقنا».



وتشهد العلاقات المغربية الجزائرية توتراً منذ ستينيات القرن الماضي، بسبب خلاف على تبعية منطقتي بشار وتندوف، ما تسبب في «حرب الرمال» عام 1963. وتأثرت العلاقات أيضاً بدعم الجزائر لجبهة «البوليساريو» الانفصالية، التي تأسست عام 1973 لطرد المستعمر الإسباني من الصحراء المغربية، وبدأت تطالب في وقت لاحق بانفصال تلك المنطقة المغربية، وتأسيس دولة مستقلة. وتتخذ «البوليساريو» من تندوف في الجنوب الغربي للجزائر مقراً لها.

الجامعة وسد النهضة

وأشار السفير زكي، إلى أن جامعة الدول العربية لا تستطيع أن تلعب دوراً في قضية سد النهضة في الوقت الحالي بسبب رؤية إثيوبيا لدور الجامعة التي أعلنت موقفاً واضحاً منذ ما يزيد على عام، بتأييد الحقوق السودانية المصرية في هذا الملف وضرورة السعي للوصول إلى اتفاق قانوني ملزم مع إثيوبيا.

وقال إن «طبيعة الأمر، إذا كان هنا خلاف لدولة عربية مع أخرى غير عربية، فإن الأخيرة تعتبر تدخل الجامعة انحيازاً للدولة العربية، وهو ما يمنعنا من لعب دور مؤثر في ملف سد النهضة».