الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

حادث التدافع في إسرائيل.. بُعد مأساوي للتجمعات دون محاذير

حادث التدافع في إسرائيل.. بُعد مأساوي للتجمعات دون محاذير

جاء حادث التدافع أثناء احتفال ديني لليهود في إسرائيل، والذي أودى بحياة العشرات، ليزيد بعداً مأساوياً جديداً للتحذيرات الطبية من الانضمام إلى التجمعات وخاصة في زمن كورونا بالنظر إلى تزامن مناسبات دينية للمسلمين والمسيحيين واليهود في شهر رمضان هذا العام.

وقتل 45 شخصاً على الأقل وأصيب حوالي 150 في حادث التدافع فجر الجمعة أثناء الاحتفال الديني في شمال إسرائيل.

وقال المدير العام لجمعية نجمة داود الحمراء إيلي بن في بيان: «هذه واحدة من أصعب الكوارث المدنية التي عرفتها دولة إسرائيل ومن الصعب احتواء حجم الكارثة».

وقع التدافع خلال احتفالات لاغ باعومر السنوية في جبل ميرون (الجرمق) على مقربة من مدينة صفد، وهو أول تجمع ديني جماعي يُعقد بشكل قانوني منذ أن رفعت إسرائيل جميع القيود المتعلقة بوباء فيروس كورونا. وشهدت البلاد انخفاضاً حاداً في الحالات منذ إطلاق واحدة من أنجح حملات التطعيم في العالم أواخر العام الماضي.

وقالت تقارير إعلامية إن قرار السماح بالاحتفالات هذا العام حظي بدعم الوزراء والشرطة، على الرغم من اعتراضات مسؤولي الصحة الذين حذروا من خطر تجدد الإصابات بفيروس كورونا.

وتشكل مثل هذه التجمعات الدينية تحدياً للسلطات في دول عدة، حيث تتزامن مع شهر رمضان الذي يشهد أيضاً تجمعات للمسلمين لأداء صلاة التراويح، ومع اقتراب عيد القيامة لدى الأقباط في مصر ثم عيد شم النسيم.

وسيخيم انقلاب الاحتفال الديني في إسرائيل إلى مأساة على أجواء احتفال الأقباط المصريين بعيد القيامة المجيد الأحد القادم، يليه بيوم واحد احتفال المصريين بالعيد الفرعوني «شم النسيم».

وقلصت الكنائس بالفعل نسبة حضور قداسات عيد القيامة إلى 25% من السعة المعتادة.

وشهدت حالات الإصابة في مصر ارتفاعاً ملحوظاً في الأيام الماضية، وكسرت الإصابات منذ يوم الثلاثاء حاجز الألف إصابة يومياً لأول مرة منذ الثامن من يناير الماضي.

وكانت السلطات في كوريا الجنوبية التي سجلت آلاف الإصابات العام الماضي، قالت إن تجمعاً دينياً في إحدى الكنائس تسبب في انتشار عدوى كورونا بشكل كبير في البلاد، رغم الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الحكومة.

وفي إيران، أدت التجمعات حول المزارات الدينية إلى انتشار العدوى بشكل كبير، في ظل وضع اقتصادي متدهور في البلاد، جعل إيران دولة مستقبلة للمساعدات الإنسانية خلال الموجة الأولى للفيروس الذي ضرب العالم.

وتعاني الهند ارتفاعاً قياسياً في أعداد الإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا، وبحسب «بي بي سي»، فإن احتفالاً دينياً للهندوس يوم 11 أبريل الجاري، شاركت فيه أعداد كبيرة، تسبب في سرعة انتقال العدوى بين المواطنين.

المسؤولية المجتمعية

وقالت أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، الدكتورة سامية خضر، إن الإنسان كائن اجتماعي يبحث عن التجمعات البشرية، وهذا ما يدفع البعض لخرق حالات الحظر وتحدي الإجراءات الاحترازية، رغم أنها موضوعة من أجله.

وأضافت لـ«الرؤية»، أن على وسائل الإعلام الاضطلاع بدور أكبر في تحذير المواطنين، خاصة خلال شهر رمضان المعروف بالزيارات العائلية أو التجمعات، لافتة إلى أن كثيراً من الناس في مصر منشغلون في متابعة المسلسلات، ولا يعلمون أن عدد الإصابات كسر حاجز الـ1000 إصابة يومياً.

ومن جانبه، قال استشاري أمراض الحساسية والمناعة، الدكتور مجدي بدران، إن المسؤولية المجتمعية هي السلاح الآن في مواجهة هذا الوباء، محذراً من التجمعات الدينية التي قد تنقل العدوى لمدينة كاملة.

وأضاف بدران لـ«الرؤية»، أن الأماكن المغلقة كدور العبادة وقاعات الأفراح التي يتواجد فيها عشرات الأشخاص في نفس اللحظة، تساعد على الانتشار السريع للعدوى، وتسهل مهمة الفيروس في اختراق جسم الإنسان، مؤكداً أن الشخص المصاب قد ينقل العدوى لعشرات الأشخاص.

خطر في حد ذاته

وقال رئيس قسم الحساسية بمركز المصل واللقاح في مصر، الدكتور أمجد الحداد، إن التجمع بأعداد كبيرة، وخاصة في الأماكن المغلقة، خطر على صحة الإنسان حتى لو لم يكن هناك أي جائحة من الأساس، فما بالنا والعالم كله يعاني، وأصبحنا نرى انهيار منظومات الصحة في بلدان كبيرة.

وأضاف لـ«الرؤية»، أن ارتداء الكمامة، وعدم مصافحة الآخرين أو التقبيل أثناء اللقاء، وخاصة تقبيل الأطفال، ضرورة الآن في ظل انتشار جائحة كورونا.

وشدد على ضرورة تجنب التجمعات العائلية في شهر رمضان، والابتعاد عن التدخين والمدخنين؛ لتتمكن الرئة حال الإصابة بالفيروس من الصمود، محذراً من خطر التجمعات والزيارات الذي قد يؤدي إلى إصابة عائلات كاملة.