الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

بعد منع الحوثي «التراويح».. منازل تتحول إلى مصليات ومساجد أصبحت «مجالس للقات»

بعد منع الحوثي «التراويح».. منازل تتحول إلى مصليات ومساجد أصبحت «مجالس للقات»

القات يملأ أفواه الحاضرين في المسجد

لم يستسلم كثيرون في صنعاء والمدن اليمنية الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية لقرار منع إقامة صلاة التراويح في المساجد، واستبدالها ببرامج فكرية خاصة تتعلق بالفكر الحوثي، حيث حوَّل كثير من اليمنيين، في تلك المناطق، منازلهم إلى مصليات سرية يؤدون فيها عباداتهم بعيداً عن أعين الحوثيين.

ومع حلول منتصف رمضان، منع الحوثيون صلاة التراويح في كل المساجد دون استثناء، بعد أن كان المنع مقتصراً على مساجد معينة.

وتعتبر الميليشيات الحوثية صلاة التراويح «بدعة» كما ذكر القيادي الحوثي البارز، محمد علي الحوثي، في أكثر من تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، ودعا اليمنيين إلى التخلي عنها.

الصلاة سراً

وبعد منعه من تأدية صلاة التراويح في مسجد بحي الرقاص في صنعاء، قرر يونس تحويل إحدى الغرف في منزله بذات الحي إلى مصلى لأداء الصلاة التي منعتها ميليشيات الحوثي، وبات منذ أيام يجتمع مع أبنائه وعدد من جيرانه لإقامة الصلاة في المنزل بعيداً عن مضايقات الحوثيين.

وقال يونس، وهو اسم مستعار اختاره المتحدث لنفسه لتجنب مضايقات الحوثيين، «نصلي في المنزل بخشوع وطمأنينة؛ الصلاة تتم بشكل سري، والإمام يخفض صوته حتى لا يُسمع في الخارج، ولا يمكن أن نستسلم لما يفرضه الحوثيون من قرارات تمس الدين».

وأضاف يونس في تصريح لـ«الرؤية» أنه وأولاده الثلاثة و7 من جيرانه ملتزمون يومياً بالصلاة في المنزل؛ مشيراً إلى أن إقامة صلاة التراويح في المنازل أصبحت ملاذاً لكثيرين في صنعاء، وأن العديد من أصدقائه ومعارفه لجؤوا إلى ذات الأسلوب.

برنامج موحد

وقال مصدر في مكتب الأوقاف بصنعاء إن الحوثيين استبدلوا صلاة التراويح ببرنامج فكري موحد يُبث عبر إذاعة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم، ويتضمن محاضرات من ملازم حسين الحوثي التي تحوي أغلب ما دونه مؤسس الجماعة الحوثية عن فكر الجماعة وتوجهها المذهبي، إضافة إلى خطب يومية لزعيمهم عبدالملك الحوثي، وفقرات متعددة تصب في ذات السياق.

وأكد المصدر لـ«الرؤية» أن هذا البرنامج الذي يستمر لساعتين يومياً، يبدأ وقت صلاة التراويح؛ بهدف إلغاء هذه الصلاة، وتكريس الفكر الذي يتبعه الحوثيون وتعميمه على الناس بكل الوسائل والسبل المتاحة، مشيراً إلى أن الميليشيات علقت في بعض المساجد شاشات عرض لدعم الفكرة ذاتها بمواضيع مصورة، رغم أن حالة الإقبال على هذه البرامج ضعيفة جداً بين الناس، وأغلب من يحضرون لسماعها هم من الموالين للميليشيات وأتباعها.

إرهاب فكري

وكان البرلمان العربي قد أدان منع الحوثيين صلاة التراويح، وقال في بيان له إن المنع «أسلوب بغيض يتناقض مع مبادئ الأديان، ويخالف المواثيق الدولية التي تؤكد على احترام حرية العقيدة وحماية دور العبادة»، لافتاً إلى أن هذا المنع «يكشف الوجه القبيح للميليشيات في عدم احترامها لحرمة الشعائر الدينية ومشاعر المسلمين في هذا الشهر الكريم».

وسبق أن أدان الأزهر الشريف هذا العمل الذي أكد أنه «مخالف لمبادئ الأديان، ومناهض للمواثيق الدولية كافة، التي توجب احترام حرية العقيدة، وحماية دور العبادة، وتكفل حق ممارسة الشعائر الدينية».

وفي الوقت الذي منعت فيه الميليشيات صلاة التراويح، سمحت لأتباعها بتحويل المساجد إلى مجالس لتناول القات، وهو ما أكده وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، الذي نشر صوراً لهذه الانتهاكات التي تحدث في مساجد صنعاء خلال شهر رمضان.

وكتب الإرياني في سلسلة تغريدات، إن «المساجد في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران تحولت إلى مجالس لتناول القات، ومنابر المساجد تحولت إلى شاشات لبث خطب عبدالملك الحوثي وهو يلقي سمومه وأفكاره المستوردة من إيران».

وتابع الوزير اليمني بأن ممارسات الميليشيات امتداد لتاريخ حافل بتفجير المساجد، وتحويلها لأوكار لترديد شعارات الكراهية، واستقطاب وتجنيد المغرر بهم، ومعتقلات للمناوئين، ومقار لتخزين الأسلحة والمتفجرات.