السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

العودة أو الترحيل.. اللاجئون السوريين بالدنمارك مطالبون بالرجوع لمنازل غير موجودة

العودة أو الترحيل.. اللاجئون السوريين بالدنمارك مطالبون بالرجوع لمنازل غير موجودة

مخيم لسوريين شردتهم الحرب في إدلب شمال البلاد. (أ ف ب)

يعيش مصباح مشليم، اللاجئ السوري المقيم في الدنمارك، في ورطة كبيرة، بعدما طلبت منه السلطات الدنماركية، مغادرة البلاد، ومعه أبناؤه الثلاثة، ومنهم نجله البالغ من العمر 5 سنوات.

تشكل العودة إلى سوريا بالنسبة له أمراً كارثياً، حيث تعرض منزله في العاصمة دمشق للتدمير، وباتت الضاحية التي يقع فيها المنزل مدمرة بالكامل، حسبما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية اليوم الأحد.

وقال مشليم: «لا أعرف ماذا تبقى لنا لنعود إليه.. ولا أعرف كيف يمكن أن أحمي أطفالي هناك»، مشيراً إلى أنه واحد من بين 100 عائلة سورية تعيش في الدنمارك، فقدوا وضعهم باعتبارهم لاجئين، واضطر محامي مشليم إلى الطعن في قرار مغادرة نجله البالغ 5 سنوات للدنمارك وحيداً وعلى الفور.

وذكرت الصحيفة أن الدنمارك تعد أول دولة في الاتحاد الأوروبي لا تجدد تصاريح إقامة اللاجئين المقيمين على أراضيها، وتزعم أن بعض المناطق في سوريا باتت آمنة الآن، وبمقدور اللاجئين أن يعودوا إلى ديارهم، وهو القرار الذي أثار فزع ورعب اللاجئين السوريين لديها، لأن لديهم مخاوف عديدة تمنعهم من العودة لديارهم.

مخاوف عديدة

ولفتت الصحيفة إلى بعض تلك المخاوف، ومنها أن الحرب ما زالت جارية في بعض مناطق سوريا، وهو السبب الذي دفع الدنمارك لمنح اللاجئين السوريين حق اللجوء لجميع الرجال السوريين في سن التجنيد الإلزامي، وهو ما وفر الحماية لنجلي مشليم التوأم وعمرهما 19 عاماً، من فقدان صفة اللاجئ.

وأضافت الصحيفة أن الظروف الأمنية في سوريا لم تتغير حتى الآن، بخلاف أن الاقتصاد السوري في حالة «سقوط حر»، وهو الأمر الذي يجعل من الصعب أمام العائدين أن يجدوا عملاً يوفر لهم دخلاً لتلبية احتياجات عائلاتهم الأساسية، ناهيك عن أنه ينظر إليهم على أنهم مشتبه بهم.

مأساة أُم علاء

وضربت الصحيفة مثلاً بمأساة السيدة السورية أم علاء، والتي كانت تعيش في منطقة القابون، والتي تعد من المناطق المخطط تدميرها لإعادة أعمارها، وتحكي قائلة: «ساعدت زوجي في بناء منزلنا، لأننا لم نتمكن من استئجار العمال، ولذا فقد بنينا كل شيء بسواعدنا، وكلفنا كل ما لدينا من أموال، وكنا نستعد لبناء الطابق الثاني من أجل نجلي، عندما غادرنا سوريا، وظل المنزل قائماً لعدة سنوات بعدها، حتى استعادت حكومة دمشق سيطرتها على المنطقة في 2017، لكن المنطقة التي يقع بها المنزل تعرضت لانفجار ضخم في سبتمبر 2017 دمر كل المنازل بها».

وذكرت الصحيفة أن تصريح إقامة أم علاء لن يتم تجديده، ولا تعرف إلى أين تذهب عندما تنتهي فترة تصريحها العام المقبل، إذا طُلب منها المغادرة، والعودة لمنزلها الذي لم يعد له وجود.

هدم وبناء

واعتبرت الصحيفة أن من بين المخاوف التي تعرقل عودة اللاجئين السوريين لديارهم، وخاصة الذين كانوا يقيمون في مناطق تسيطر عليها الفصائل المسلحة حول دمشق، أنهم باتوا بلا مأوى، فقد دمرت منازلهم، ووضعت خطط لإعادة الأعمار للضواحي المحيطة بدمشق، والتي كانوا يعيشون بها.