السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

مستشفيات تونس تفتقر إلى الأكسجين وسباق مع الوقت لإنقاذ مصابي كورونا

مستشفيات تونس تفتقر إلى الأكسجين وسباق مع الوقت لإنقاذ مصابي كورونا

توفير مادة الأكسجين التي تزايد الطلب عليها مع اشتداد الموجة الثالثة - أ ف ب.

ركزت السلطات التونسية منذ بداية أزمة كوفيد-19 على مستشفيات متنقلة ووفرت أسرة إنعاش إضافية ووظفت أطقماً طبية، لكن البلاد تواجه اليوم سباقاً مع الوقت من أجل توفير مادة الأكسجين التي تزايد الطلب عليها مع اشتداد الموجة الثالثة.

أقرّ رئيس الحكومة هشام المشيشي في مؤتمر صحفي الجمعة خصصه للإعلان عن الإغلاق التام في البلاد طوال أسبوع عيد الفطر، بأن «هناك أزمة في الأكسجين وأحياناً أيضا لا نجد أسرة للإنعاش» في بلاده التي يحصد فيها الفيروس أرواح قرابة 100 شخص يومياً بينهم أفراد عائلات بأكملها.

كما نبه المشيشي إلى «خطر» انهيار المنظومة الصحية و«الانهيار النفسي للأطباء».

ويقول رئيس قسم الإنعاش وعضو اللجنة العلمية لمكافحة كوفيد-19 أمان الله المسعدي من جانبه إن «استهلاك الأكسجين في المستشفيات سيكون تحت المراقبة والاستعداد لأيام آتية قد تكون أصعب».

ويوضح رئيس قسم الإنعاش الطبي في «مستشفى الحروق البليغة» بمحافظة بن عروس أن «الوضع خطير»، معلّلاً ذلك «بعدد المرضى في المستشفيات الذي تضاعف نحو مرتين خلال شهر فقط».

وكنتيجة لذلك فاق استهلاك الأكسجين الطاقة الانتاجية المحلية، لأن «الاستهلاك تضاعف لأربع وست مرات» بحسب المسعدي.

70 ألف لتر تحدٍ يومي

تصنع تونس على المستوى المحلي عبر شركتي «آر ليكيد» و«ليند غاز» الأجنبيتين نحو 100 ألف لتر من الأكسجين لكن المستشفيات والمصحات التي تعالج مرضى الوباء في حاجة إلى 170 ألف لتر بشكل يومي.

وتشكل الـ70 ألف لتر الناقصة تحدياً يومياً للحكومة.

أمام تردي الوضع الصحي والطلب المتزايد على هذه المادة استعانت تونس بتوريد كميات من الجزائر على امتداد شهر لتفادي النقص الحاصل، كما أكد وزير الصحة فوزي المهدي في تصريحات إعلامية، لافتاً إلى إجراء محادثات مع ليبيا لطلب العون منها.

وتواجه شركة «ليند غاز» اليوم سباقاً مع الوقت لتأمين الطلبات التي تتزايد.

يقول مدير التسويق بالشركة وجدي بن الرايس لفرانس برس: «منذ نهاية أكتوبر بدأ الطلب يتزايد ووصل إلى الذروة منتصف فبراير وتضاعف إلى حدود 4 مرات».

وتعمل الشركة على تزويد مستشفيات في 15 محافظة (من أصل 24) في البلاد من دون توقف، ويتم مراقبة مستوى الأكسجين في خزانات المستشفيات عبر شاشات التواصل عن بعد من مقر الشركة في منطقة المغيرة القريبة من العاصمة.

يضيف بن الرايس «الطلب تجاوز إمكانيات التصنيع المحلي ولجأنا إلى التوريد من إيطاليا»، وكذلك من الجزائر «لاختصار الوقت»، لافتاً إلى أن «الوضع تحت السيطرة حالياً، ولكنه هش لأننا نبقى رهينة دول الجوار التي يمكن أن تغلق في أي وقت» في حال تدهور الوضع الصحي.

ومن المرجح أن يتضاعف الطلب من المستشفيات التونسية على الأكسجين مرتين مقارنة بـ100 ألف لتر التي تصنع محلياً يومياً.

يتم جلب الأكسجين من الجزائر عبر الحدود البرية وتشحن الخزانات التي تحملها شاحنات الشركة ويتطلب ذلك ساعات طويلة مرة كل يومين.

وتسجل تونس منذ مطلع أبريل ارتفاعاً في عدد الإصابات بالفيروس في البلد الذي يعد نحو 12 مليون نسمة، مع عشرات الوفيات وأكثر من 1000 إصابة يومياً.

وسجلت في تونس إجمالاً 11,208 وفيات بالوباء ونحو 320 ألف إصابة.