الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

عرب المهجر.. حنين إلى الديار وفرحة منقوصة في رمضان والعيد

أكد مهاجرون عرب تحدثوا لـ«الرؤية»، أنهم يفتقدون الأجواء الرمضانية وأجواء عيد الفطر في المجتمع العربي، ويعملون على اقتباس لمحات من تلك المظاهر، مثل تبادل الزيارات وإعداد الزينة والحلوى، لاستعادة مذاق فرحتهم بالشهر الفضيل والعيد المبارك.

وقال مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج، بهجت العبيدي، إن المصريين في الخارج، وخاصة في الدول الغربية، يفتقدون تلك المظاهر، وإن الفرحة برمضان والعيد تظل منقوصة بسبب البُعد عن الأوطان والعائلة.

وأضاف العبيدي لـ«الرؤية»، أن شهر رمضان المعظم جاء للعام الثاني على التوالي وسط إجراءات احترازية مشددة في أوروبا كلها، «ومنها دولة النمسا التي أقيم فيها، وهو ما حرمنا من الاستمتاع بموائد الإفطار الجماعية التي يحرص على إقامتها المسلمون، والمصريون منهم على وجه التحديد في رمضان».

التراويح في النمسا

وواصل العبيدي أن الروابط المصرية والعربية في النمسا تحرص على الاحتفال بالشهر الكريم والعيد، وذلك «بتزيين المقار بزينة رمضان المحببة، وبفانوس رمضان الذي يحرص المصريون عليه، ليس في النوادي فحسب، بل في البيوت وشقق السكن».

وقال إن الطقس الأهم في رمضان، بعد فريضة الصيام، هو صلاة التراويح في المساجد، خاصة في المدن الكبيرة، والمصليات المنتشرة في كل مدن النمسا تقريباً، مضيفاً: "يؤدي المسلمون صلاة التراويح هذا العام مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي أعلنت عنها دولة النمسا، والتي يأتي على رأسها تحديد عدد المصلين بما يتناسب مع مساحة المسجد أو المصلى، بحيث يخصص لكل مصلٍّ 10 أمتار مربعة".

غذاء الروح في سويسرا

ومن سويسرا، قال المحامي والحقوقي اليمني هاني الأسودي: «نفتقد كثيراً أجواء رمضان الروحانية في أوروبا، ونشتاق بشدة لتجمع العائلة بحجمها الكبير كما اعتدنا في هذا الشهر الكريم».

وأضاف الأسودي لـ«الرؤية»: «ما زلت أتذكر رمضان قبل سفري واستقراري في جنيف، كيف كانت أجواء البهجة والسرور حيث الجميع حول مائدة الإفطار، منتظرين سماع صوت الأذان الذي كانت تصدح به المآذن حولنا في كل مكان».

وتابع: «للأسف الشديد نفتقد كل هذا في سويسرا، ولكننا نحاول تعويضه بالالتقاء بالجاليات العربية والمسلمة، ومحاولة تعويض العائلة الكبيرة، نقوم بدعوة بعضنا البعض، ونتبادل العزومات في إجازات نهاية الأسبوع لتناول الإفطار معاً، لأننا طوال الأسبوع نكون مشغولين بالعمل ودراسة الأبناء، ما يتطلب منا عدم السهر وضرورة النوم عقب الإفطار لضرورة النهوض باكراً، خاصة مع تأخر مواعيد الإفطار هنا بسبب التغير في المناطق الزمنية».

وأشار إلى أن المسلمين في أوروبا يفتقدون الليالي الرمضانية وصلاة التراويح والسهر حتى صلاة الفجر وفرحة صباح يوم العيد. وتابع: «نحاول تعويض ذلك من خلال الاتصالات الدائمة والمتكررة بالأقارب والأصدقاء في اليمن ومصر، كنوع من التغذية العاطفية».

ذكريات من النرويج

وقال الخبير الحقوقي السوداني، المقيم في النرويج أبو ذر المنا، إن الحديث عن شهر رمضان والعيد ذو شجون وذكريات جميلة، فقد أمضى أكثر من 10 سنوات في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقبلها كان في السودان، بين مظاهر احتفاء كبيرة في البلدين بالشهر الفضيل.

وأضاف المنا لـ«الرؤية»: «حين استقر بنا المقام في النرويج وجدنا أن المناخ مختلف كثيراً. عدد ساعات الصيام هنا طويل جداً، في الأعوام السابقة تجاوز 20 ساعة، وهذا العام تناقص قليلاً».

وأشار إلى أن الجاليات المسلمة تنظم حفلات إفطار جماعي، وتحرص على طهي الأكلات الشعبية في المجتمعات العربية خلال الشهر الفضيل والعيد. وتابع: «ينتابنا الحنين إلى أجواء السودان والإمارات ومصر، المساجد والإفطار الجماعي على الطرقات للعابرين والمسافرين، وكل هذه المظاهر التي اختفت من حياتنا في أوروبا».