الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

الوساطة المصرية.. دور محوري لضبط مسار السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين

الوساطة المصرية.. دور محوري لضبط مسار السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين

مساعدات إنسانية تدخل معبر رفح بعد وقف إطلاق النار.(أ ف ب)

أكد نجاح مصر في التوسط لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة على دور القاهرة المحوري الذي لا غنى عنه في منطقة الشرق الأوسط، بحسب محللين تحدثوا لـ«الرؤية».

واعتبر المحللون أن نجاح مصر في التدخل لإنهاء هذه الموجة من الحرب بعد 11 يوماً فقط، مقارنة بحرب 2014 التي استمرت لنحو شهر ونصف، وشهدت خسائر فادحة في الأرواح والبنية التحتية بالقطاع، يكشف عن اعتراف أمريكي بدور مصر المحوري في أي تسوية للسلام بين الطرفين.

وأعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن «خالص امتنانه للرئيس السيسي وكبار المسؤولين المصريين الذين لعبوا دوراً حاسماً في هذه الدبلوماسية»، بحسب خطابه في البيت الأبيض يوم الخميس.

وقال رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية السابق عبدالمنعم سعيد، «لعبت مصر نفس دورها في محاولة حماية الأرواح في غزة، واحتواء الصراع المتجدد بين إسرائيل وحركة حماس في القطاع، غير أن الجانب الاقتصادي هذه المرة هو المختلف، بتقديم مصر 500 مليون دولار لإعادة أعمار غزة».

وأضاف سعيد لـ«الرؤية» قائلاً «القدرات الاقتصادية لمصر صارت أفضل، وأصبح بإمكانها تقديم المساعدات المالية إلى جانب ما تقدمه لشعب غزة من مساعدات إغاثية بشكل دائم، ولم يكن بمقدور أي دولة لعب هذا الدور المهم في احتواء الصراع ووقف الحرب، لأن مصر إلى جانب تمتعها بعلاقات مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، فإنها قادرة على الحصول على دعم الدول العربية والقوى الكبرى».

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور إكرام بدر الدين «بذلت مصر جهوداً كبيرة للتوصل إلى التهدئة في غزة، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عقد عدة لقاءات خلال زيارته إلى فرنسا الأسبوع الماضي، وعقد قمة ثلاثية جمعته برئيس فرنسا وملك الأردن».

وأضاف بدر الدين لـ«الرؤية» قائلاً «الوضع في غزة محور اهتمام السلطات المصرية، التي بذلت الجهود لوقف الحرب، ورأينا الوفود المصرية التي زارت الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، نظراً لتمتع القاهرة بعلاقات مع الجانبين، وتحركت على عدة مستويات، سياسي ودبلوماسي واقتصادي، فضلاً عن المستوى الإنساني المتمثل في فتح معبر رفح الحدودي واستقبال الجرحى وعلاجهم».

وكانت مصر قد فتحت معبر رفح الحدودي مع غزة لاستقبال الجرحى والمصابين لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية، وأرسلت قوافل مساعدات طبية وغذائية للمدنيين في القطاع، كان آخرها قافلة ضمت عدداً من الأحزاب السياسية المصرية أمس الجمعة.

وحول تطور العلاقات المصرية - الأمريكية التي شهدت فتوراً منذ وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى البيت الأبيض، قال بدر الدين «مصر دولة مهمة ومؤثرة في الإقليم، وأمريكا يهمها الاستقرار في المنطقة، وهو ما يتطلب وجود علاقات قوية بين واشنطن والقاهرة».

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن أي رئيس جديد يكون مهتماً بالشأن الداخلي أو الملفات الملحة، وهناك ملفات مثل الملف النووي الإيراني والعلاقات مع روسيا، شغلت بايدن منذ مجيئه إلى البيت الأبيض، مستبعداً وجود فتور في العلاقات المصرية - الأمريكية، خصوصاً أن الدور المصري مهم في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط، للوصول إلى حل الدولتين الذي تبنته الولايات المتحدة خلال فترة الرئيس كلينتون.