الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

عطش وظلام.. نقص مياه الفرات ينذر بكارثة إنسانية في شمال سوريا

عطش وظلام.. نقص مياه الفرات ينذر بكارثة إنسانية في شمال سوريا

مخيمات النازحين في شمال سوريا تواجه ظروفاً معيشية صعبة. (رويترز)

حذرت المنظمات الإنسانية العاملة في شمال شرق سوريا، من تداعيات الانخفاض الشديد لمستوى المياه في نهر الفرات، حيث قد يؤدي ذلك إلى توقف العمل بسد تشرين، ما يقلل من الكهرباء والمياه في المنطقة، بحسب تقرير نشره موقع "المونيتور".

تشرين والطبقة

وأوضح التقرير أن سد تشرين، الواقع في منطقة منبج ضمن محافظة حلب، والمقام لتوليد الكهرباء، يعاني من انخفاض حاد في مستوى المياه بنهر الفرات، ما أسفر عن ضعف القدرة الكهربائية المولدة، وانقطاع الكهرباء، وإذا لم يرتفع منسوب المياه في النهر، فقد يتوقف السد عن العمل في منتصف شهر يونيو المقبل.



وأشار التقرير إلى أن تلك المشكلة تواجه أيضاً، سد الطبقة بمحافظة الرقة على نهر الفرات، حيث تم استخدام حوالي 80% من مخزون المياه خلفه، ما يهدد بتوقفه وحرمان نحو 3 ملايين شخص من الكهرباء، بالإضافة لنقص المياه لحوالي 5 ملايين شخص، طبقاً لتقرير لجنة تنسيق المنظمات غير الحكومية في شمال شرق سوريا.


ولفت التقرير إلى أن كلاً من سد تشرين، وسد الطبقة، يقعان في المنطقة الخاضعة لسيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا، والتي تعتمد على السدود لتوليد الكهرباء، كما توفر الكهرباء أيضاً للمناطق الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق، ومناطق سيطرة الأتراك، في محافظة حلب، كما توفر تلك السدود المياه لأغلب سكان محافظات دير الزور، والرقة، وحلب.

انخفاض مستوى المياه

وأوضح التقرير أنه كان من المعتاد أن تكون الفترة من يناير إلى أبريل، من كل عام، هي فترة الفيضان وزيادة المياه في نهر الفرات، بسبب ذوبان الجليد من الجبال في تركيا، إلا أن العام الحالي شهد تراجعاً في تدفق المياه إلى نهر الفرات، ما أدى إلى توافر حوالي نصف الحد الأدنى من المياه اللازم لتشغيل سد تشرين، في منتصف مايو الجاري، حيث كانت المياه المتوفرة تكفي بالكاد لتشغيل اثنين من أصل 6 توربينات في سد تشرين.

وذكر التقرير أنه إذا استمر انخفاض مستويات المياه في سد تشرين، بحيث يتعذر تشغيل السد، فستكون هناك أضرار عديدة، في البنية التحتية، كما أن المشكلة في سد تشرين دفعت المسؤولين في سد الطبقة إلى استخدام مخزون المياه خلف السد لتوفير المياه للأهالي، ما أدى إلى نفاد مخزون المياه.

وذكر التقرير أن ما يزيد الوضع سوءاً، هو المخاوف من الجفاف في تركيا في العام الحالي، حيث تراجع هطول الأمطار بها خلال العام الحالي، وهو أحد الأسباب التي تدفع الحكومة التركية لبناء المزيد من السدود، لتعويض العجز في المياه، حسبما ذكرت صحيفة صباح التركية في مارس الماضي.