الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

لبنان.. جيل جديد يواجه «مافيا» الفساد والطائفية بمبادرات إنسانية

قالت شبكة «سي إن إن» الأمريكية إن هناك جيلاً جديداً في لبنان، ولد من رحم احتجاجات أكتوبر 2019، يريدون قلب النظام الطائفي وتوحيد الطوائف الدينية المتنوعة في لبنان من أجل خروج بلادهم من المأزق الذي تعيشه.

وقالت الشبكة في تقرير نشرته أمس الجمعة إنه في دولة باتت على شفا الانهيار الاقتصادي، بينما تمنع الخلافات ولادة حكومة جديدة، يعتبر بعض النشطاء والمتطوعون في أعمال خيرية لمساعدة المحتاجين، أن الفساد والمافيا والمليشيات هم المسؤولون عن الأزمات في لبنان.

محطة الأمم

واستشهد التقرير بجمعية «نيشن ستشين» أو «محطة الأمم» الخيرية التي تقوم بتوزيع الطعام على اللبنانيين المحتاجين ويقوم عليها مجموعة من النشطاء، الذين يقدمون الطعام الساخن للأهالي بدون تفرقة.

وقالت جورجيت أبو شهلا، التي فقدت منزلها في انفجار ميناء بيروت، وهي تجلس داخل فصل صغير بمدرسة، حيث وضعت كل مقتنياتها وهي عبارة عن أريكتين تستخدمهما كسرير هي وزوجها، «ليس لدي منزل الآن، بعدما دمر انفجار ميناء بيروت منزلي، في شهر أغسطس الماضي، ونعتمد على الجمعية التي تقدم لنا الطعام الساخن 3 مرات أسبوعياً».

وقالت مؤسسة الجمعية جوزفين أبو عبده «ولدت الجمعية عندما بدأت مع مجموعة من الأصدقاء توصيل التبرعات انطلاقاً من محطة وقود مهجورة، بعد تفجير ميناء بيروت، والآن.. وبعد 9 أشهر، تحولت المحطة إلى مطبخ، يقدم وجباته لنحو 1000 عائلة».

وأضافت «اعتقدنا أنه بمرور الوقت، سيتراجع الاعتماد علينا شيئاً فشيئاً، لكن كانت المفاجأة أنه بمرور الوقت، ومع الموقف الاقتصادي المتدهور، زاد الإقبال علينا».

وبدأ الجيل الجديد من النشطاء، يلعب دوراً في لبنان بعد الاحتجاجات الواسعة التي اندلعت في خريف عام 2019، والمعروفة باسم ثورة 17 أكتوبر، حيث يرغب هؤلاء الشباب في تغيير نظام الحكم، وتوحيد الطوائف اللبنانية المختلفة.

وقالت أبو عبده «ما يجعلنا مختلفين عن غيرنا، أننا لا نرتبط بأي سياسي، ونقدم يد المساعدة للجميع، بدون أي تفرقة، لأنه يجب أن تبنى الأمم بهذه الطريقة، وأسمينا الجمعية بهذا الاسم «محطة الأمم» لأننا نريد أن يكون ذلك هو البديل لما نراه اليوم».

أزمات عديدة

ويواجه لبنان شبح الانهيار الاقتصادي، فمنذ أواخر عام 2019، فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها، وتبقى مدخرات الأفراد في البنوك، والتي فرضت بعض القيود على رؤوس الأموال، وأصبح أكثر من نصف اللبنانيين تحت خط الفقر، طبقاً للبنك الدولي.

وفي نفس الوقت تعاني البلاد مأزقاً سياسياً، حيث لم تنجح النخبة الحاكمة حتى الآن في تشكيل حكومة جديدة، بعد عدة أشهر من الخلافات السياسية، بينما يحمل البعض مسؤولية الأزمة السياسية على النظام السياسي في البلاد، القائم على تقاسم السلطة، ما بين الطوائف اللبنانية المختلفة.

واعتبر تقرير «سي إن إن» أن لبنان يواجه مشكلات عديدة، إلا أن النقاد يشيرون إلى أن أهم مشكلة هي الفساد، فقد انتقد رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب النخبة الحاكمة، وقال إنها ترعى «جهاز فساد أكبر من الدولة اللبنانية».

ونقل التقرير عن الصحفي اللبناني البارز رياض قبيسي قوله «انفجار ميناء بيروت في 4 أغسطس، كان بمثابة انفجار للفساد في وجوهنا، فالميناء جزء مما يحدث في كل لبنان، ويقوم على الرشوة، وأعتبر أنه مكان كانت تديره المافيا».

ويحل لبنان في المرتبة 149من أصل 180 دولة في تصنيف منظمة الشفافية الدولية للفساد، وهي مرتبة متأخرة توضح الحجم الكبير للفساد بالدولة، كما ألقى البنك الدولي في تقريره خريف 2020، بمسؤولية الأزمة الاقتصادية على غياب السياسات الفعالة والواضحة من السلطات".