الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

الأردن وإسرائيل.. فرص ضائعة لبناء بيئة أفضل

الأردن وإسرائيل.. فرص ضائعة لبناء بيئة أفضل

المعبر الحدودي بين إسرائيل والأردن.(أرشيفية)

شهدت العلاقات الأردنية – الإسرائيلية تدهوراً خلال الفترة الأخيرة، ولم ينجح الجانبان في التوصل لاتفاق طويل الأمد حول مشكلة شح المياه في الأردن، وحصوله على كميات إضافية من المياه من إسرائيل.

معهد دراسات الأمن القومي في إسرائيل نشر تقريراً حول سبل التعاون المشترك بين الجانبين، مشيراً إلى أنه يجب على أي حكومة إسرائيلية أن تفكر جيداً في إجراء حوار استراتيجي مع الأردن، حول العلاقات بين الجانبين، لتعزيز التعاون الإقليمي.

شح المياه في الأردن

وتواجه المملكة الأردنية مشكلة شح المياه، وهي المشكلة التي حظيت بمكانة متقدمة في بنود اتفاقية السلام الأردنية– الإسرائيلية عام 1994، وزادت المشكلة بمرور الوقت، وخاصة في ظل استقبال الأردن موجتين من اللاجئين؛ فالقادمون من العراق عددهم أكثر من 300 ألف، في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق، بخلاف أكثر من مليون لاجئ سوري في أعقاب الحرب في سوريا عام 2011.

ويحتاج الأردن إلى حل استراتيجي لتلبية احتياجاته المائية، حيث يعاني عجزاً مائياً كبيراً يصل إلى نحو نصف مليار متر مكعب من المياه، وكان قد استطاع تأمين حصة من المياه من خلال اتفاقية السلام مع إسرائيل، والمشاركة في مياه نهر اليرموك، الذي يسير في الحدود الشمالية بين البلدين، وهو ما يوفر له عشرات الملايين من الأمتار المكعبة من المياه سنوياً.

تحلية مياه البحر

وذكر المعهد أن تحلية مياه البحر تعتبر حلاً نموذجياً لمشكلة المياه بالأردن، وبعد صرف النظر عن مشروع قناة ربط البحرين، البحر الأحمر بالبحر الميت، فإن الحل يبقى في مسار من اثنين؛ الأول من خلال البحر الأحمر، وهو مسار طويل ومكلف لتوصيل المياه إلى المراكز الحضرية الأردنية، أو من خلال البحر المتوسط، من خلال الساحل الإسرائيلي، وهو مسار أقصر وأقل كلفة، إلا أن عدم الثقة يبدو أنه يخيم على العلاقة ما بين الجانبين.

ولفت التقرير إلى مذكرة التفاهم ما بين الأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، الموقعة عام 2015، لتحلية مياه البحر، والتي تجمدت، مشيراً إلى أنه في ظل الاتجاه إلى الثورة الخضراء، والطاقة الجديدة والمتجددة، فإنه يمكن أن يكون هناك تعاون ما بين الأردن وإسرائيل، حيث تتمكن الأردن من توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، وتحصل عليها إسرائيل لتشغيل محطة تحلية المياه، في مقابل تزويده بالمياه، وهو الأمر الذي يحتاج لتشجيع ودفع من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين، لتعزيز الاستقرار والتعاون الإقليمي في الشرق الأوسط.

وطالب التقرير الحكومة المقبلة في إسرائيل، بفحص العلاقات المتوترة مع الأردن لتحسينها، من منظور ثنائي وإقليمي، وعلى مدى طويل، مؤكداً أن سعي إسرائيل لتحقيق هدفها بالوصول إلى صفر انبعاثات كربونية في عام 2050، يتطلب منها التعاون الإقليمي مع جيرانها في مجالات كالمياه والطاقة الشمسية، ويمكن أن يؤدي ذلك لمكاسب مشتركة سياسية واقتصادية مع الأردن والسلطة الفلسطينية.