انتقد المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، تيم ليندركينغ، الحوثيين، متهماً إياهم بالفشل في محاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار تشتد الحاجة إليه في الدولة التي دمرتها الحرب.
قال ليندركينغ إن الحوثيين المدعومين من إيران يتحملون المسؤولية الرئيسية في رفض الانخراط بشكل هادف في وقف إطلاق النار واتخاذ خطوات «لحل النزاع المستمر منذ ما يقرب من 7 سنوات والذي تسبب في معاناة لا يمكن تصورها للشعب اليمني».
لم يتسن الاتصال بمتحدث باسم الحوثيين للتعليق.
وجاءت تصريحات ليندركينغ في بيان أصدرته وزارة الخارجية في وقت متأخر الجمعة، بعد عودته من بعثة دبلوماسية للشرق الأوسط في اليمن قادته إلى السعودية وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة والأردن.
كما انتقد هجوم الحوثيين المتجدد على محافظة مأرب الغنية بالنفط، وهي معقل مناهض للحوثيين تسيطر عليه الحكومة المعترف بها دولياً والتي تعتبر حاسمة لإمدادات الطاقة في البلاد.
في السياق ذاته، قال ليندركينغ إن هجوم مأرب الجاري، الذي بدأ في فبراير وسط حملة دبلوماسية دولية وإقليمية لإنهاء الصراع، خلف الحوثيين «معزولين بشكل متزايد».
وقالت وزارة الخارجية إن ليندركينغ نسق جهوده بشكل وثيق مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن غريفيث، الذي عقد محادثات عبر دائرة تلفزيونية مغلقة الأسبوع الماضي مع زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي.
وأعرب غريفيث عن إحباطه من أن جهوده لتحقيق وقف إطلاق النار قد أخرجت عن مسارها بسبب سعي الأطراف المتحاربة لتحقيق مكاسب في ساحة المعركة.
وحث الجانبين على اغتنام «الدعم الإقليمي والدولي الكبير» لخطة الأمم المتحدة للسلام.
جاء توبيخ لندركينغ للحوثيين في الوقت الذي انتقد فيه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الحوثيين لتأخيرهم عرض تقرير التقييم الفني لناقلة نفط راسية قبالة ساحل البلاد محملة بأكثر من مليون برميل من النفط الخام.
وفي غضون ذلك، وصل وفد عماني إلى صنعاء لإجراء محادثات مع قادة الحوثيين تهدف إلى دفع عملية السلام، بحسب محمد عبدالسلام كبير المفاوضين الحوثيين.
وقال مسؤول حوثي آخر إن الوفد وصل على متن طائرة عسكرية عمانية سعياً لإقناع قادة الحوثيين بوقف هجومهم على مأرب والعودة إلى طاولة المفاوضات في العاصمة العمانية مسقط.
تأتي الزيارة بعد أن تحدث وزير الخارجية أنتوني بلينكن هاتفياً الجمعة إلى وزير الخارجية العماني بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي.
وأكد بلينكن مجدداً الحاجة إلى «وقف فوري وشامل لإطلاق النار للمساعدة في إنهاء الحرب في اليمن ووضع حد للمعاناة الإنسانية للشعب اليمني»، وفقاً لوزارة الخارجية.
ويخوض اليمن حرباً أهلية منذ عام 2014، عندما اجتاح الحوثيون المدعومون من إيران جزءاً كبيراً من الشمال واستولوا على العاصمة صنعاء، ما أجبر الحكومة المعترف بها دولياً على الذهاب للمنفى.