الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

منصور عباس.. براغماتية إخوانية لتحقيق مآرب سياسية

منصور عباس.. براغماتية إخوانية لتحقيق مآرب سياسية

أعضاء الحكومة الاسرائيلية الجديدة وفي الصورة منصور عباس.(أ ف ب)

تعرض رئيس القائمة العربية الموحدة في إسرائيل، منصور عباس، لوابل من الانتقادات، بعد إعلانه الانضمام إلى ائتلاف إسرائيلي بقيادة يائير لابيد رئيس ومؤسس حزب «هناك مستقبل»، واليميني المتطرف نفتالي بينيت رئيس حزب «يمينا».

ويرى المنتقدون أن خطوة منصور عباس ذي الخلفية الإخوانية هي أوضح مثال على سعي الحزب للسلطة والمصالح الذاتية على حساب المبادئ التي يدعيها أنصار هذه الجماعة البراغماتية.

وفي حال جاء تصويت الكنيست لصالح التحالف الجديد، فإن ذلك سينهي حقبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي استمرت لـ12 عاماً، وستكون هذه المرة الأولى سيشارك فيها حزب عربي في حكومة إسرائيلية، منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948.

خطوة غير مسبوقة

وفي حال أصبح عباس وزيراً، فسيكون بذلك أول سياسي عربي يشغل مقعداً على طاولة الحكومة الإسرائيلية، وهو ما يتنافى مع المبادئ والأيديولوجية التي يتبناها طيفه السياسي، لكن هذه الخطوة أثارت التساؤلات والتكهنات حول أسبابها ودوافعها.

الباحث في علم الاجتماع بلال الصباح، أوضح أن المنافسة الحزبية التي اشتدت على الساحة الإسرائيلية في السنوات الأخيرة، والتي كان من ضمنها الأحزاب العربية، كانت الدافع الأول ليجد منصور عباس نفسه المكمل والمناصر للحكومة الإسرائيلية المنتظرة، بعد انشقاقه عن القائمة العربية المشتركة، التي كانت بمثابة الممثل لعرب 48 في داخل إسرائيل.



ويرى الصباح في تصريحات لـ«الرؤية» أن مشاركة الإخوان ممثلة في حزب منصور عباس، في الحكومة الإسرائيلية الجديدة، في الوقت الذي كانوا يتباكون فيه على الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، قبل أيام فقط، أمر فيه الكثير من الرسائل التي حان الوقت لكشفها إعلامياً، وخاصة على الساحة العربية.

انكشاف الحقيقة

وقال الصباح إن الثوابت التي ينطلق منها الإسلام السياسي أصبحت مرنة إلى حد غير معقول ولا مقبول، ويمكن وصفها بالبراغماتية المزينة بالشعارات الدينية، والتي كانت سبباً في هذا التناقض الذي تعيشه المنطقة العربية.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة نشرها منصور عباس، وهو يصلي عقب توقيعه اتفاق الشراكة في ائتلاف حكم إسرائيل الجديد، وأرفق رواد مواقع التواصل صورته على سجادة الصلاة بصورة توقيعه على اتفاق الشراكة مع اليميني المتطرف نافاتالي بينت، واليساري يائير لابيد زعيم حزب «هناك مستقبل»، بحسب العربية نت اليوم السبت.

وأوضح الباحث بلال الصباح، أن في الفترة التي تلت حرب العراق، لم تعد نشاطات الحركات الإسلامية كحركة الإخوان تتبنى النهج الإسلامي الدعوي، بل انكشفت أوراقها بكل وضوح أمام الشعوب العربية، وأوضح أن هذه هي الفرصة المناسبة للحكومات العربية وخاصة التي تضررت من الإخوان عسكرياً وفكرياً للبحث عن إعادة تأهيل الشباب العربي نحو منظومة جديدة للسلام العربي مع الجميع ومن ضمنها إسرائيل.

تناقض وازدواجية

من جانبه، قال الخبير والباحث في العلاقات الدولية الدكتور أيمن سمير، إن مشاركة عباس في الحكومة الإسرائيلية الجديدة، خير دليل على التناقض، وازدواجية الخطاب العلني، وما تظهره جماعة الإخوان ليس فقط في فلسطين، بل في كل دول العالم.

وأشار سمير في تصريحات لـ«الرؤية» إلى التناقض بين الدعاية التي تروج لها الإخوان عن نفسها، من رفض إقامة علاقات مع إسرائيل، إلى اتهامها بالعنصرية وغيرها، إلا أنها في السر تعمل مع إسرائيل، وتحقق أهدافها من تحت الطاولة.

ودلل سمير على هذا المنحى الإخواني بواقعة الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، الذي عزل من منصبه قبل الوفاة، عندما أرسل رسالة إلى شيمون بيريز رئيس إسرائيل الراحل وصفه فيها بـ«الصديق العزيز».





براغماتية دينية

وتابع سمير قائلاً «يجب على الشارع العربي والرأي العام، أن يدرك حقيقة ما تقوم به جماعة الإخوان، التي تجمعها مصالحها مع إسرائيل».

وأشار سمير إلى أن عباس منصور قبل مشاركته في الحكومة أخذ رأي مجلس شورى الحركة الإسلامية، التي تأسست عام 1971 وترجع أصولها إلى جماعة الإخوان، وشارك بالحكومة بتفويض كامل منهم.

حكومة متباينة

ويعتقد الدكتور أيمن سمير أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة لن تستمر طويلاً، وذلك لأنها تضم أطيافاً متباينة في الأهداف وتضم تكتلات سياسية من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، وأشار إلى أن جميع تلك الأطياف لا يمكن أن تتفق معها الحكومة الجديدة، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى تعطيل جديد وشلل جديد لاستئناف المفاوضات ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وفيما يتعلق بمستقبل هذا التحالف أكد الصباح أن التنبؤ بالمشهد السياسي القادم ليس بالأمر السهل، وأشار إلى أن هناك بعض المعطيات التي قد تقودنا للحذر بعض الشي في التعامل مع إسرائيل وملف السلام العربي معها، بالنظر إلى مشاركة الإخوان في حكومة إسرائيلية على طاولتها ملف السلام مع الدول العربية، وهي الحركة ذاتها التي تم تصنيفها بالإرهابية بعد معاداتها للدول العربية الداعية للسلام مع إسرائيل.