الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

لعبة سياسية وورقة ضغط.. كيف تم استغلال اللاجئين سياسياً لجني المكاسب؟

لعبة سياسية وورقة ضغط.. كيف تم استغلال اللاجئين سياسياً لجني المكاسب؟

حكومات عدة عملت على توظيف قضية اللاجئين لخدمة أغراض سياسية - رويترز.

فاقمت جائحة وباء كورونا من أزمة اللاجئين، ووفقاً لبيانات الأمم المتحدة، تجاوز عدد اللاجئين حاجز الثمانين مليوناً حول العالم في منتصف العام الماضي. ورغم محنة ترك أوطانهم نتيجة الحروب وانتهاكات حقوق الإنسان، لكنهم لم يسلموا من الاستغلال السياسي من جانب بعض الحكومات التي توظفهم لخدمة أجنداتها السياسية.

تحيز

يعتمد بعض السياسيين على استغلال أزمات اللاجئين للتأثير على الرأي العام، وزرع فكرة أنهم مهاجرون خطرون يهددون التقاليد الوطنية ويسرقون فرص العمل من المواطنين، وبالتالي عندما يشعر المواطنون بالتهديد يحدث هذا التحيز ويضاعفون ولاءهم لهذه المجموعات السياسية التي يعتقدون أنها تحميهم.

وهذا الفكر سائد بشكل كبير لدى الأحزاب اليمينة المتطرفة التي تروج لنفسها على أنها ستطرد المهاجرين وتنقذ البيئة من «تهديدهم» بغرض تحقيق المكاسب السياسية.

وأظهرت دراسة أجريت في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا أن الناس يصبحون أكثر عدائية تجاه المهاجرين عندما يشعرون بأنه ليس لديهم سيطرة على من يدخل إلى بلادهم، وهذا بالضبط ما تروج له الأحزاب المناهضة للهجرة.

ورقة ضغط

استغل عدد من الحكومات والمنظمات ورقة اللاجئين للضغط على الدول الأخرى للتصرف بطريقة معينة.

ومن الأمثلة على هذه الممارسات، استغلال تركيا للاجئين السوريين على الحدود التركية اليونانية، كورقة للضغط على أوروبا.

وقامت تركيا العام الماضي بفتح المعبر الحدودي مع اليونان، ما أدى على الفور إلى ازدحام هائل لآلاف اللاجئين على الحدود البرية والبحرية التركية اليونانية، وواجهت تلك الحشود ردعاً قوياً من قبل القوى الأوروبية، ما أدى إلى سقوط العديد من القتلى والمعاناة المأساوية.

تجنيد اللاجئين



أشارت الكثير من التقديرات الدولية إلى أن مليشيات الحوثي عمدت إلى تدعيم صفوفها بمقاتلين أفارقة من اللاجئين تحت الضغط والإجبار، خصوصاً بعد الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبّدتها في مختلف ميادين المواجهات.

وعينت المليشيات الحوثية، مشرفين على عمليات التجنيد ممن لديهم خبرات باللاجئين الأفارقة، بهدف إتمام مهمة الحشد والتعبئة للاجئين وفرز وتصنيف المجندين وفق خبراتهم في حمل السلاح.

كما جندت تركيا الكثير من اللاجئين إلى جانب المليشيات المسلحة المدعومة من تركيا على الساحتين السورية أو الليبية.

لعبة سياسية



قامت الأحزاب السياسية المتناحرة في الدول الغربية، بتحويل قضية اللاجئين إلى لعبة سياسية يستخدمها المعارضون اليمينيون على وجه الخصوص لجني مكاسب سياسية.

وغالبية اليمين الأوروبي ينتقد الحكومات لاستقبالها للاجئين، وقاموا بتبني كل مطلب أو شعار يكسبهم المزيد من أصوات المعاديين للإسلام واللاجئين، للانتصار على الأحزاب الحاكمة.

وخلال حملته الانتخابية أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الجدل حول الهجرة للترويج لأجندته السياسية، وانتقد توافد اللاجئين السوريين على أوروبا، مشيراً إلى تسلل عناصر من تنظيم «داعش» إلى أوروبا في صفوفهم معتبراً أن أجهزة الهجرة الأمريكية تجهل كل شيء عن ماضي اللاجئين الذين تستقبلهم الولايات المتحدة.

كما قام ترامب بعد توليه منصبه بحظر دخول مواطني 6 دول ذات غالبية مسلمة للولايات المتحدة.

وانتقد ترامب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وقال إنها ارتكبت «خطأ كارثياً» بسياسة السماح لمليون مهاجر بالتدفق على بلادها.

وأشار تقرير لمعهد كارينغي لدراسات الشرق الأوسط، إلى أن لبنان سعى إلى الاستفادة من أزمة اللاجئين السوريين من خلال التماس مساعدات مالية أوروبية لمعالجة المشكلة، وهي مقاربة يسمّيها الخبراء بـ«تحقيق الريع من اللاجئين»، وتعبّر عن موقف راسخ يركّز على التبعية والاعتماد على الجهات الخارجية في إدارة الأزمات.

وأضاف التقرير أن الحكومة اللبنانية تتعمد التركيز من جديد على اللاجئين وقضايا إنسانية أخرى وتظهرها على أنها القضية التي تقف عائقاً أمام تقدم الحركة الاقتصادية ونموها، لصرف النظر عن إخفاقها في معالجة الأزمة الاقتصادية وتشكيل الحكومة وسط زيادة انتقادات المجتمع الدولي.

.



كما استغل عدد من المسؤولين اللبنانيين مسألة اللاجئين كمبرر للفشل في إدارة دفة البلاد، ما يؤجج الكراهية والعنصرية من المواطنين تجاه اللاجئين، و يجعل اللاجئ السوري يدفع الثمن كل يوم بسبب الأفعال المعادية والعنصرية.