السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

هل يمنع الجيش اللبناني انهيار الدولة؟

تتفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان، وتضرب كل قطاعات الدولة، بما فيها الجيش اللبناني، الذي أصبح يواجه صعوبة في توفير الاحتياجات الأساسية لجنوده من الطعام واللحوم، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة التلغراف البريطانية مشيراً إلى أن الجيش اللبناني يمكنه منع انهيار البلاد إذا استمر في إطعام جنوده.

وقالت الصحيفة إنه رغم التضخم وانقطاع الكهرباء ونقص الوقود والطعام، إلا أن الساسة اللبنانيين ما زالوا لا يرغبون في تطبيق الإصلاحات.

الجيش يواجه المشكلات

وكان قائد الجيش اللبناني جوزيف عون حذر مؤخراً من أن الجنود اللبنانيين «يعانون ويواجهون الجوع»، مثل باقي الشعب اللبناني، ما أثار القلق بشأن أن يؤدي الانهيار الاقتصادي إلى صراع جديد في لبنان، والذي شهد حرباً أهلية في الفترة ما بين (1975- 1990)، والتي شهدت انقساماً في الجيش على أساس طائفي وتحول إلى حكم المليشيات، مع بقاء بعض أمراء الحرب السابقين في السلطة اليوم، بعد أن استبدلوا زيهم ببدلاتهم الرسمية.

وكان موقع «المونيتور» قد لفت إلى أن الجيش اللبناني والذي يضم حوالي 80 ألف فرد، قد أعلن في العام الماضي، أنه سيتوقف عن تقديم اللحوم إلى أفراده بسبب النقص في الأغذية، كما تراجعت رواتب الجنود أقل من 100 دولار، بينما لا تصل رواتب الضباط إلا إلى 400 دولار شهرياً، مضيفاً أن الجيش اللبناني يحتاج وبشكل عاجل إلى قطع الغيار، وإطارات، والوقود، وغيرها من الاحتياجات الأساسية.

عقبات دعم لبنان

وذكرت الصحيفة أن كل ذلك يحدث بينما تحجم حكومات أجنبية عن تقديم الدعم إلى لبنان بسبب الاتهامات بالفساد وعدم الكفاءة للحكومة الحالية.

وكشفت وكالة رويترز قبل أيام عن أن حوالي 250 مليون دولار من مساعدات الأمم المتحدة المخصصة للفقراء اللبنانيين واللاجئين قد ضاعت في فروق أسعار الصرف، ما سلط الأضواء على صعوبة تقديم الدعم إلى لبنان، كما أن البنوك المحلية اللبنانية قدمت للمنظمات الإغاثية أسعاراً للصرف، في عام 2020 وفي الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري، أقل بحوالي 40% من سعر السوق، وذلك حتى تحصل تلك البنوك على الفارق وتزيد من مكاسبها ورأس المال لديها.

وقالت الصحيفة إن سعر الليرة اللبنانية حالياً أقل من 10% من السعر الرسمي، ما أدى لإضعاف القدرة الشرائية، وتصاعد الغضب، كما تتزايد مشاعر الاستياء لدى الجيش والذي يواجه العديد من المشكلات.

وقال قائد الجيش: «سيواجه لبنان تداعيات وخيمة إذا استمرت الأزمة، فكيف يستطيع الجندي أن يعول أسرته براتب أقل من 90 دولاراً؟ وإذا لم تتراجع حدة الأزمة الاقتصادية والمالية فإنها ستؤدي حتماً إلى انهيار كل مؤسسات الدولة اللبنانية، بما في ذلك القوات المسلحة اللبنانية، العمود الفقري للبلاد».

كما قال كبير المستشارين ببرنامج العلاقات المدنية- العسكرية في الدول العربية، بمركز كارينغي للشرق الأوسط، أرام نيرجوازيان: «بدون الدعم الغربي، ستكون هناك خطورة حقيقية من أن بعض الجهات الطائفية الداخلية مثل حزب الله، قد تبدأ في الإضرار بالجيش اللبناني والعمل على استقطابه، أو قد يحدث الأسوأ من ذلك، من خلال دول مثل إيران، وسوريا وروسيا، يمكن أن تفعل ذلك».

ويدرس الاتحاد الأوروبي أفضل السبل لمعاقبة الساسة اللبنانيين الذين يتسببون في هذا الجمود الذي يشل الدولة، وذكرت وكالة رويترز أنها اطلعت على مذكرة دبلوماسية تتضمن أن الاتحاد الأوروبي يستعد لفرض عقوبات تعتمد على أساس معايير الفساد وعرقلة جهود تشكيل الحكومة الجديدة وانتهاكات حقوق الإنسان، وسوء الإدارة المالية، وتقول المذكرة «يمكن القول إن غياب المسؤولية السياسية للقادة في لبنان هو سبب الانهيار الاقتصادي في البلاد».