الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

سياسيون في ذكرى 30 يونيو: الإمارات أول من دعم ثورة الشعب المصري

سياسيون في ذكرى 30 يونيو: الإمارات أول من دعم ثورة الشعب المصري

العلاقات الإماراتية المصرية ضاربة في جذور التاريخ. (أرشيفية)

أكد موقف دولة الإمارات العربية المتحدة الداعم لثورة 30 يونيو، التي أطاحت بجماعة الإخوان من حكم مصر، والتي تحل ذكراها الثامنة اليوم، متانة العلاقات بين الشعبين الشقيقين، وحرص قيادة الإمارات على ما فيه مصلحة مصر التي كانت من أوائل من اعترف بقيام اتحاد الإمارات ودعمه إقليمياً ودولياً، بحسب سياسيين تحدثوا لـ«الرؤية».

وأكد عضو المجلس الوطني الاتحادي ضرار بالهول الفلاسي، أن العلاقات الإماراتية المصرية تطورت تطوراً كبيراً ونوعياً في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين الإمارات ومصر خلال عام 2020 نحو 4 مليارات و111 مليون دولار، ارتفاعاً من 3 مليارات و356 مليون دولار خلال عام 2019، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية «وام».

علاقات تاريخية

وقال الفلاسي لـ«الرؤية» إن هناك علاقات تاريخية وثيقة تربط الإمارات ومصر، أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من خلال قناعته بمكانة مصر ودورها الأساسي في المنطقة.

وأضاف أن دعم ثورة 30 يونيو يؤكد موقف الإمارات الثابت منذ البداية لنصرة الشعب المصري الشقيق، ومواصلة التعاون والمشاركة في بناء مصر عبر مشاريع مختلفة سواء استثمارية أو وطنية أو صحية، ومنها مشروع قناة الشيخ زايد لنقل مياه النيل إلى الأراضي الصحراوية في منطقة توشكى، ومستشفى الشيخ زايد الذي يعالج المرضى مجاناً، وتعليم الأطفال في مدارس تحمل اسم الشيخ زايد، طيب الله ثراه.

وعقب ثورة 30 يونيو، كانت الإمارات أول دولة تعلن دعمها الكامل لمصر بشكل صريح، ودعا وزير الخارجية الإماراتي سمو الشيخ عبدالله بن زايد، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 28 سبتمبر 2013، إلى تقديم الدعم للحكومة المصرية وللاقتصاد المصري بما يعزز مسيرتها نحو التقدم والازدهار.

وكان سموه، زار مصر في 4 أغسطس 2013، كأول وزير عربي يزور البلاد عقب الإطاحة بحكم الإخوان، كما بادرت دولة الإمارات بتقديم مساعدات مالية وعينية بقيمة 3 مليارات دولار، ضمن مساعدات خليجية بلغت 12 مليار دولار.

وأشار الفلاسي إلى أن هذه المواقف متبادلة بين الدولتين، فمصر كانت من أوائل الدول التي دعمت قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، وسارعت بالاعتراف بالاتحاد فور إعلانه، ودعمته دولياً وإقليمياً.

نسيج شعبي

بدوره، قال المهندس عماد رؤوف، أحد الأعضاء المؤسسين للنادي الليبرالي المصري، إن العلاقات الثنائية بين مصر والإمارات ممتدة منذ عشرات السنين، منذ أيام الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤكداً أنها ليست فقط على المستوى الرسمي، بل على المستوى الشعبي أيضاً.

وأضاف رؤوف لـ«الرؤية»، أن شعب مصر يرى الشعب الإماراتي شقيقاً وحبيباً، وتجلت هذه العلاقة في وقوف دولة الإمارات بقوة بجانب الدولة المصرية في أشد أوقات محنتها عقب ثورة ٣٠ يونيو ضد الهجمات المستمرة التي استهدفت الدولة المصرية على المستويين الداخلي والخارجي.

ولن ينسى التاريخ مقولة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال مشاركته في المؤتمر الاقتصادي المصري في مارس 2015، والذي قال «إن وقوفنا مع مصر في هذه الظروف ليس كرهاً في أحد ولكن حباً في شعبها، وليس منّةً على أحد بل واجب في حقها.. دولة الإمارات ستبقى دائماً مع مصر».

تعاون مشترك

وأكد رؤوف أن العلاقات الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية بين البلدين شهدت تطوراً كبيراً ساعد مصر على تخطي أزمتها الاقتصادية وتحدياتها الأمنية بسلام، حتى استعادت دورها الريادي في المنطقة لمواجهة قوى الشر والإرهاب، والتدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول العربية.

وفي أكتوبر 2013، وقعت الإمارات اتفاقية مساعدات بقيمة 4 مليارات و900 مليون دولار، إلى جانب منحة بقيمة مليار دولار، وتوفير كميات من الوقود بقيمة مليار دولار أخرى، وشاركت الشركات الإماراتية في تنفيذ عدد من مشروعات التنمية وتطوير البنية الأساسية، مثل إنشاء أكثر من 50 ألف وحدة سكنية في 18 محافظة، وبناء 100 مدرسة، إضافة إلى استكمال مجموعة من المشروعات في مجالات الصرف الصحي والبنية التحتية، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وتابع رؤوف أنه في ظل تسارع الأحداث في المنطقة تظهر أهمية التعاون والتنسيق المصري الإماراتي المستمر الهادف لإرساء السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وفتح آفاق جديدة للعلاقات بين الدول أساسها التعاون والتعايش المشترك.