الاثنين - 13 مايو 2024
الاثنين - 13 مايو 2024

إحباط وغضب.. لبنان يئن مع اشتداد أزمة الوقود والدواء

إحباط وغضب.. لبنان يئن مع اشتداد أزمة الوقود والدواء

طابور طويل من السيارات تنتظر التزود بالوقود.(رويترز)

يعاني اللبنانيون حالياً من مجموعة من الأزمات المتفاقمة، كالأزمة الاقتصادية وزيادة البطالة، ونقص الوقود وأزمة الكهرباء، ونقص الأدوية، ما جعل حياة اللبنانيين جحيماً، وهو ما رصدته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، في تقرير تضمن مجموعة من قصص معاناة اللبنانيين.

وقال التقرير إن الطوابير أصبحت سمة لحياة اللبنانيين، للحصول على الوقود، بالإضافة إلى التنقل من صيدلية إلى أخرى للحصول على الأدوية التي اختفت من الصيدليات.

لين حسامي (23 عاماً) جلست 4 ساعات في سيارتها تحت حر الشمس، في طابور أمام محطة الوقود للتزود بالبنزين، تصببت عرقاً من شدة الحر، وتقول بحسرة «لا يوجد لدي أي أمل، وأشعر بالغضب، والإحباط، والأوضاع تزداد سوءاً».

في ظل هذه الأوضاع يحاول اللبنانيون اتباع أساليب مرهقة، للتغلب على الأزمات التي يمرون بها، وأصبحوا يصعدون السلالم على الأقدام بدلاً من استخدام المصعد نظراً لانقطاع الكهرباء، كما أنهم تخلوا عن تناول اللحوم، أو بعض الوجبات، بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وقال سعدالدين ديماسي (45 عاماً) إنه اضطر لدفع سيارته بيديه، أثناء الانتظار في الطابور أمام محطة الوقود، لترشيد استخدام الوقود، بدلاً من إدارة المحرك وقيادتها لتحريكها بضعة أمتار للأمام، رغم الإرهاق الشديد الذي أصابه.

وقال ديماسي «الكهرباء لا تتوفر إلا لبضع ساعات في اليوم، ولا أستطيع تحمل كلفة شراء مولد خاص ووقود له، فراتبي كان يساوي 800 دولار، واليوم لا يساوي 80 دولاراً، وبمجرد انقطاع الكهرباء وتوقف أجهزة التكييف، يهاجمنا البعوض والحر».

وروى التقرير العديد من قصص اللبنانيين، الذين كانوا يقفون في الطابور أمام محطة الوقود، ومنهم مدرس يعمل في مدرسة ثانوية، ظل يعمل لمدة 41 عاماً، وأصبح معاشه اليوم لا يساوي شيئاً، بالإضافة إلى سائق تاكسي (70 عاماً) أصبح يشعر بالخوف الشديد من أن تحتاج سيارته للإصلاح بينما لا يملك أموالاً تكفي لشراء قطع غيار لها، وكذلك مهندسة كهربائية تعلمت في الاتحاد السوفييتي سابقاً، وتتذكر أنها كانت تضطر للانتظار في طوابير أمام محطات الوقود هناك، وتشعر الآن بالغضب لأنها مضطرة في بلدها للوقوف مجدداً في طوابير محطات الوقود.

وذكر التقرير أن اللبنانيين يتدافعون للسفر إلى خارج البلاد، وقال أحمد العوينة (31 عاماً)، إنه قبل الأزمة الحالية كان ينعم بحياة مرفهة في بيروت، وكان لديه وظيفة صيدلي في مستشفى خاص بالإضافة إلى التدريس في جامعة، لكن صيدليته حالياً تواجه نقص العديد من الأدوية؛ مثل أدوية ضغط الدم، والمسكنات والمضادات الحيوية، وهو أمر لم يحدث من قبل، وإنه سيسافر إلى الإمارات لبدء العمل في وظيفة جديدة، توفر له راتباً أكبر، وهناك لن يضطر للانتظار لساعات أمام محطات الوقود.

وأشار التقرير إلى مشاكل اللبنانيين بسبب نقص الأدوية من الصيدليات، وهي مشكلة ترتبط بانهيار العملة، واستيراد الأدوية، وقالت أم لبنانية تقف أمام صيدلية في بيروت إنها لم تجد دواء لعلاج حب الشباب لنجلها، ولا قطرة لعلاج عين نجلتها.

كما فشل مدير بنك في شراء 5 أنواع من الأدوية وصفها الطبيب لعلاج شقيقته المصابة بفيروس كورونا، بينما قال زوجان إنهما بحثا عن بعض الأدوية في 9 صيدليات لكن لم يتمكنا من العثور على دواء لعلاج الصرع والشلل الرعاش.