السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

مع ظهور سلالات جديدة.. لماذا يجب على العالم تسريع وتيرة لقاحات كورونا؟

مع ظهور سلالات جديدة.. لماذا يجب على العالم تسريع وتيرة لقاحات كورونا؟

فعالية لقاحات كوفيد-19 الحالية، أعلى بكثير من اللقاحات الأخرى التي نتلقاها عادة - EPA.

منذ تصنيف فيروس كورونا على أنه «جائحة» عالمية في 2020، ظهرت عدة سلالات متحورة من الفيروس بدت أكثر فتكاً وقدرة على الانتشار ما أطال أمد الوباء في مناطق كثيرة من العالم.

وقد بدأ الحديث عن طفرات للفيروس في بريطانيا قبل أن تظهر سلالات أخرى مثيرة للقلق في جنوب أفريقيا والبرازيل والهند.

ووفقاً لتقرير صدر عن كلية الطب بجامعة ماريلاند الأمريكية، فإن تطور سلالة جديدة من كوفيد-19، ليس بالأمر الغريب، بل إن السلالات الجديدة أو المتغيرات أمر يحدث في جميع الفيروسات.

وكان العلماء الذين يجرون الدراسات على الفيروس ويقومون بتطوير اللقاحات، يتوقعون دائماً ظهور سلالات جديدة، إذ تتحور الفيروسات عندما تتكاثر وتخلق نسخاً مختلفة قليلاً من الفيروس الأصلي.

وأشار خبراء ماريلاند إلى أن أقوى أداة لدينا لمحاربة جميع سلالات كوفيد-19 هي اللقاحات الحالية.

هل اللقاحات فعالة ضد السلالات الجديدة؟

يقول الخبراء، إن الإجابة البسيطة في الوقت الحالي هي نعم، حيث لا يوجد أي دليل يشير إلى أن هذه المتغيرات مقاومة للقاحات الحالية.

وقالت الدكتور بها ندونجان تلاكولا المدير الطبي في شركة فايزر بجنوب أفريقيا لموقع 24 نيوز، إن مطوري اللقاح قاموا باستمرار بتحديث واختبار الجرعات لتوفير الحماية ضد السلالات الجديدة.

وأكدت أنه حتى الآن لا يوجد أي دليل على أن السلالات الجديدة تستطيع أن تفلت من الحماية المناعية، وأكدت أن الخبراء يدرسون تطوير جرعة ثالثة معززة ونموذج أولي للقاح مع تسلسل متغير لاستخدامه ضد السلالات الجديدة التي قد تظهر.

خبراء تحدثوا لـ«الرؤية» لخصوا أسباب فعالية اللقاحات:

يقول العلماء إن فعالية لقاحات كوفيد-19 الحالية، أعلى بكثير من اللقاحات الأخرى التي نتلقاها عادة، فعلى سبيل المثال، فعالية لقاح الإنفلونزا السنوي تراوح بين 40 و60 % من سنة إلى أخرى، وبالتالي تمنح اللقاحات الحالية استجابة مناعية قوية عالية الحماية.

الدكتور أنطوان أشقر أخصائي الأمراض الصدرية والتنفسية والسرطانية في باريس، قال إن السلالات الجديدة تضع العالم على أبواب موجه رابعة من الوباء، وللحد من شدة هذه الموجة يجب تسريع وتيرة إعطاء اللقاحات.

وأضاف في تصريح خاص لـ«الرؤية»، أن اللقاحات أثبتت فاعليتها بعد 7 أشهر من استعمالها على أرض الواقع، وأنه من الأفضل الحصول على اللقاحات المتاحة حالياً إذ يمكنها مواجهة الإصابات الخطيرة، إذ من الممكن أن تصل فعاليتها إلى نسبة تتجاوز 90% في الحد من الإصابات الخطيرة التي تتطلب الاستشفاء ما يحد من انتقال العدوى.

تحمي من الإصابات الخطيرة

وأضاف أن المعطيات التي سجلت في بريطانيا واسكتلندا والنتائج الأخيرة التي نشرت في يونيو الماضي، تؤكد فعالية اللقاحات في تخفيف الإصابات بعوارض سريرية بنسبة 82%.

وأكد أنه حتى مع ظهور المتحور دلتا، فإن هذه اللقاحات تخفف بنسبة عالية جداً من الأعراض، وتحمي من الإصابات الخطيرة بنسبة كبيرة.

وبحسب بيانات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن الحالات التي تطلبت دخول المستشفيات غالبها كان للأشخاص غير المطعمين.

جرعة تحفيزية

أوضح أشقر، أن الدراسات الأخيرة والمعطيات الأولية تؤكد أننا بحاجة إلى جرعة ثالثة لتحفيز جهاز المناعة ومقاومة السلالات، إذ من الممكن انخفاض الأجسام المضادة داخل الجسم بعد فترة من تلقي اللقاح؛ ما يخفف من مقاومة السلالات.

كسر سلسلة العدوى

من جانبه، قال الدكتور منتصر البلبيسي، اختصاصي الأمراض الميكروبية في الأردن، إن ظهور السلالات مرتبط باستمرار انتقال العدوى بين البشر خاصة الذين لا يملكون مناعة ضد الفيروس.

وأكد في تصريح لـ«الرؤية» أن أفضل طريقة لمنع تطور وتحور فيروس كورونا هي أخذ اللقاحات على نطاق واسع في المجتمع بنسبة 70% من السكان للتمكن من كسر سلسلة العدوى ومنع الفيروس من التكاثر بشكل كبير.

وأشار إلى أن إعطاء اللقاحات هو السبيل للوقوف أمام ظهور السلالات وإنهاء استمرارية الوباء.

وأكد الدكتور البلبيسي أنه لغاية الآن كان الحظ يحالف البشرية، وذلك لآن السلالات لم تستطع حتى الآن الهروب من قدرة اللقاحات على مواجهتها، فعلى سبيل المثال لقاح فايزر مقاوم للمتحور دلتا بنسبة 88%.

وأشار إلى أن هناك تخوفاً من وجود بلدان وأعداد كبيرة من البشر لم يحصلوا على اللقاح؛ ما قد يؤدي لظهور سلالة جديدة مختلفة في تركيبها عن الفيروس الأصلي، وبذلك تبطل المناعة التي كونتها اللقاحات؛ ما يعيدنا إلى نقطة الصفر.

سباق مع الزمن

وشدد على أن العالم الآن في سباق مع الزمن بين الفيروس والإنسان، وبالتالي هناك واجب صحي وأخلاقي يقع على عاتق البشر الذين عليهم أن يأخذوا اللقاحات بأسرع ما يمكن حتى نتمكن من قطع الطريق على الفيروس.



وهو ما تؤكده أيضاً أستاذة علم المناعة في جامعة ساوث كارولينا جنيفر جرير، التي قالت إن أي شخص يمكن أن يطور مناعة قادرة على مقاومة العدوى بطريقتين، الأول هي الإصابة بالفيروس، والثانية التطعيم، وأشارت جنيفر إلى أنه على الرغم من ذلك فإن الحماية المناعية لا تكون دائماً متساوية، وبالتالي لن يحصل الجميع على نفس المستوى من المناعة.

مقاومة العدوى

ونظر الباحثون في كيفية ارتباط الأجسام المضادة بالسلالات الجديدة من الفيروس، ووجدوا أن الأشخاص الذين أصيبوا في السابق عرضة أكثر للإصابة بالسلالات الجديدة، بينما الأشخاص الذين تلقوا اللقاح أكثر حماية

وأوضحت جنيفر أن الاستجابة المناعية الناجمة عن التطعيم أكبر من العدوى عند التعامل مع المتغيرات الجديدة، حيث تم نشر دراستين جديدتين في أوائل يوليو الجاري، تظهران أن لقاحات كورونا على الرغم من أنها قد تكون أقل فاعلية مما هي عليه ضد السلالات الجديدة، إلا أنها لا تزال توفر استجابة مناعية ممتازة ضد المتغيرات الجديدة.

المناعة بعد الإصابة

وبحسب الدراسات الجديدة فإن الأشخاص الذين أصيبوا سابقاً بالسلالات الأصلية، هم أكثر عرضة للإصابة بسلالة دلتا، حيث وجدت دراسة جديدة أنه بعد 12 شهراً من الإصابة، لا يزال 88% من الأشخاص لديهم أجسام مضادة لفيروس كورونا الأصلي، ولكن أقل من 50% منهم لديهم أجسام مضادة تحمي من سلالة دلتا.