يعيش أغلب اللاجئين السوريين في لبنان، في فقر مدقع، لدرجة دفعت بعضهم إلى التفكير في العودة إلى سوريا، بسبب الانهيار الذي تمر به لبنان، رغم مخاطر الحرب التي لم تضع أوزارها بعد في سوريا، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية.
وضرب التقرير مثلاً بحالة سلطان (46 عاماً) وهو أب لأربعة أطفال، ويعيش وأسرته في أحد الأحياء المليئة بالمنازل المتهدمة في حي البقاع، والذي يدرك أن العودة إلى سوريا ربما تكون أشبه بالانتحار، فقد غادرها هرباً قبل 3 سنوات، لكنه يفضل مواجهة خطر الموت في سوريا، على البقاء في لبنان ومواجهة خطر الموت جوعاً.
ويقول سلطان، إن العديد من عائلات اللاجئين السوريين في لبنان، تعاني مثله، بسبب الانهيار الاقتصادي في لبنان، ما أدى إلى الفقر المدقع، الذي يدفعهم إلى اتخاذ قرارات صعبة، مثل العودة بأطفالهم إلى سوريا رغم أن الحرب ما زالت مستمرة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بالأمم المتحدة قولهم إن كل اللاجئين السوريين في لبنان تقريباً، وعددهم حوالي مليون شخص، يعيشون الآن تحت خط الفقر المدقع (دخلهم لا يزيد على دولار واحد في اليوم)، وأن 99% من اللاجئين السوريين في لبنان ليس لديهم طعام، ولا يملكون أموالاً تساعدهم على شرائه.
ويشهد لبنان أزمة اقتصادية ومالية حادة أدت إلى ارتفاع سعر صرف الدولار، حيث تخطى أمس السبت 22 ألف ليرة لبنانية، وتفاقم ارتفاع سعر صرف الدولار بعد إعلان الرئيس الحريري اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة.
وبسبب الأزمة المالية والاقتصادية تراجعت القدرة الشرائية للمواطنين، بالإضافة إلى تراجع قدرة مصرف لبنان على تلبية قرار الحكومة بدعم الأدوية والمواد الأساسية المدرجة على لوائح الدعم. وتعد الأزمة الحالية هي الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر بحسب البنك الدولي.