السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الكاظمي إلى واشنطن لبحث الانسحاب الأمريكي.. قبل أشهر من الانتخابات

الكاظمي إلى واشنطن لبحث الانسحاب الأمريكي.. قبل أشهر من الانتخابات

جنود تابعون للقوات الأمريكية المتواجدة في العراق. (رويترز)

يتوجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى واشنطن، بعد غدٍ الاثنين، تحت وطأة ضغوط داخلية ووضع أمني هش، على أمل الحصول على إعلان رسمي لجدول زمني للانسحاب الأمريكي من البلاد، ما يعطيه دفعاً سياسياً قبل ثلاثة أشهر من انتخابات نيابية مبكرة.

تأتي الزيارة بعد التفجير الانتحاري في بغداد مطلع الأسبوع، الذي أوقع 30 قتيلاً وتبناه تنظيم داعش الإرهابي، وفي وقت تؤكد واشنطن باستمرار أن مهمة الأمريكيين «الأساسية في العراق تبقى ضمان استمرارية هزيمة» داعش، كما قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس لوكالة فرانس برس.

رسمياً، تمت هزيمة داعش في العراق عام 2017 على أيدي القوات العراقية المدعومة من تحالف دولي بقيادة واشنطن، لكن تبقى مخاوف عودته حاضرة، بحسب مصدر دبلوماسي أمريكي، لأن «العديد من الأسباب التي سمحت بصعود التنظيم عام 2014 لا تزال قائمة».

ولم تتوانَ الفصائل عن تكثيف ضغوطها مؤخراً على الكاظمي، الذي ضعف موقفه في مواجهة أزمات تتزايد تعقيداً في البلاد على المستوى المعيشي والاقتصادي على وجه الخصوص، ولا سيما أزمة الكهرباء.

وتوعد قيس الخزعلي، الأمين العام لحركة «عصائب أهل الحق»، إحدى فصائل الحشد الشعبي، في كلمة له قبيل زيارة الكاظمي، بأن العمليات «مستمرة وستستمر حتى خروج كل القوات الأمريكية العسكرية من كل الأراضي العراقية».

ومنذ الزيارة الأخيرة للكاظمي إلى واشنطن في أغسطس 2020، حدثت العديد من التطورات، على رأسها تواصل الهجمات على المصالح الأمريكية في البلاد، ليس بالصواريخ فحسب، بل أدخلت تقنية الطائرات المسيرة، الأكثر دقةً وإثارة للقلق بالنسبة للتحالف الدولي. وقد بلغ عددها نحو خمسين هجوماً منذ مطلع العام.

ومن واشنطن، أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، الذي وصل قبل بضعة أيام للتحضير للزيارة، أن المحادثات ستفضي بالفعل إلى تحديد جدول زمني.

لكن وسائل إعلام أمريكية أشارت إلى أن الانسحاب سيكون في الواقع إعادة تحديد لمهام القوات الموجودة في العراق البالغ عددها 2500 عسكري يتمركزون في قواعد عراقية، وهم رسمياً ليسوا بقوات قتالية بل «مستشارون» و«مدربون»، بحلول نهاية العام.

ويوضح الباحث في «بيرسون أنستيتيوت» في جامعة شيكاغو رمزي مارديني أن «التغييرات التي ستطرأ على الوجود الأمريكي في العراق» لن تكون جذرية، بل «ستهدف فقط إلى إعطاء دفع للمصالح السياسية لرئيس الوزراء» بشكل أساسي مع اقتراب موعد الانتخابات المبكرة، «لكن الوضع الراهن سيبقى كما هو، أي استمرارية الوجود الأمريكي» على أرض الواقع.

وفيما تقوّض الضغوط الداخلية وتردي الظروف الاقتصادية والاجتماعية موقعه، فإن «زيارة رئيس الوزراء تبقى مرتبطة بشكل وثيق بحملته للانتخابات» المقررة في 10 أكتوبر، إذ يحاول «حشد دعم دولي وإقليمي»، كما يوضح مارديني.

يعود ذلك لافتقاده إلى «حزب سياسي وقاعدة شعبية»، وفق مارديني، لذا يبقى «الطريق الوحيد له نحو كسب التأييد من أجل تشكيل حكومة عبر التوفيق بين الأحزاب السياسية التي تهمين عليها قوى إقليمية ودولية». وبالتالي يسعى الكاظمي «للاستفادة من الدعم الخارجي للتعويض عن موقعه السياسي الضعيف في الداخل».

ويقول مارديني إنه على الرغم من أن العراقيين «يحتاجون بشدة لأن يصبح التعاون الاقتصادي نقطة الارتكاز في العلاقة مع الولايات المتحدة»، فإن «المصالح الأمريكية لا تزال محصورة بالتهديدات الإقليمية».