الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

في ذكرى قيام الجمهورية.. تونسيون يتظاهرون ضد حكم «النهضة»

لم تنجح الحشود الأمنية والحواجز الحديدية في مداخل العاصمة التونسية ومدن آخرى، في منع آلاف التونسيين من التظاهر، اليوم الأحد، ضد منظومة الحكم التي تقودها حركة النهضة الإخوانية، خاصة في العاصمة تونس، ومدينة سوسة معقل الحركة.

وانطلقت مظاهرات اليوم، التي دعت إليها جمعيات ومنظمات تونسية مدنية، ومدونون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، على رأسهم مجموعة «لا للتعويضات للنهضاويين»، بالتزامن مع الذكرى الـ64 لقيام الجمهورية التونسية؛ وطالبت بإسقاط المنظومة الحاكمة التي تقودها حركة النهضة، وحل البرلمان، وتنظيم انتخابات مبكرة.

انتشار أمني

وشهدت كافة مداخل العاصمة منذ الصباح انتشاراً أمنياً مكثفاً؛ بهدف تعطيل وصول المتظاهرين إلى وسط العاصمة، كما لوحظ انتشار أمني غير مسبوق بالقرب من الأحياء الشعبية، التي تعد المناطق الأكثر تمرداً ضد السلطة.

وشهد شارع الحبيب بورقيبة وساحة مقر البرلمان بمنطقة باردو، أكبر تشديد أمني؛ حيث انتشرت سيارات الشرطة، وعززت السلطات الحواجز، ونشرت أعداداً كبيرة من قوات الأمن في محيط البرلمان، كما قامت بتفتيش السيارات والتدقيق في هويات أصحابها، وهو ما تسبب في ازدحام مروري خانق.

مواجهات مع المتظاهرين

واندلعت مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن بساحة باردو وسط العاصمة، ولم تعلن أي جهة رسمية على الفور عن وقوع إصابات أو ضحايا.

وتجمّع مئات التونسيين في ساحة باردو، رافعين شعارات مثل (ارحلوا) و«يا غنوشي يا سفاح يا قتال الأرواح» في إشارة إلى راشد الغنوشي رئيس البرلمان وزعيم حركة النهضة. وردد المتظاهرون أيضاً «يسقط يسقط حكم المرشد» و«الشعب يريد حل البرلمان» وهي نفس الشعارات التي رفعها متظاهرون في مدينة سوسة الساحلية.

واقتحم محتجون مقر حركة النهضة في مدينة توزر (جنوب غرب تونس) أحد المعاقل الأساسية لحركة النهضة، وأحرقوا وثائق ولافتات تحمل شعار الحركة.

غضب شعبي

قال الناشط في المجتمع المدني، وأحد الداعين لهذا التحرك في مدينة سوسة، ماهر بن عثمان، إن التظاهرات شهدت في مختلف المدن رفع شعارات موحدة تكشف غضب التونسيين من «منظومة الحكم التي دمرت البلاد طيلة 10 سنوات».

وأضاف ابن عثمان لـ«الرؤية» أنه رغم التضييق الأمني إلا أن أعداد المتظاهرين في مدينة سوسة كان كبيرة، وجابت المظاهرة أهم شوارع المدينة، ووقفت أمام مقر حركة النهضة الإخوانية، ورفعت شعارات تندد بحكم الإخوان.

خوف الحكومة

وفي سياق متصل قالت الناشطة في ائتلاف صمود، علياء الجمعاوي، إن كثرة الحشود والتعزيزات الأمنية «دليل على خوف الحكومة، وإفلاس منظومة الحكم».

وأضافت لـ«الرؤية» أن «منظومة الإخوان فشلت، ويجب أن ترحل؛ لأنها لا تملك شيئاً تقدمه للتونسيين».

ويرى المحلل السياسي، جعفر الأكحل، أن «منظومة الحكم الحالية التي يقودها الإخوان تريد إبادة التونسيين، ولو تعاملت بنفس الصرامة مع وباء كوفيد-19 «لما وصلت تونس إلى الكارثة».

وتقول منظمة الصحة العالمية إن الحصيلة اليومية لوفيات كوفيد-19 في تونس هي الأعلى في أفريقيا والعالم العربي حالياً. وارتفع إجمالي الإصابات في تونس منذ بدء الجائحة إلى حوالي 560 ألفاً، بالإضافة إلى أكثر من 18300 وفاة بين السكان البالغ تعدادهم 11.6 مليون نسمة.

واعتبر الأكحل في تصريح لـ«الرؤية» أن «المنظومة الحالية يجب أن ترحل بعد أن دمرت البلاد، وفشلت فشلاً ذريعاً في تقديم حلول عملية».