السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

تونس.. خيارات محدودة للنهضة وصراع أجنحة في الأفق

تونس.. خيارات محدودة للنهضة وصراع أجنحة في الأفق

الغنوشي أنهى اعتصاماً داخل سيارته بعد ساعات من إعلانه.(أ ب)

وضعت قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد، حركة النهضة الإخوانية في مأزق كبير، ولم تدع لها فرصة للبقاء في الحياة العامة سوى بالإقرار بالأمر الواقع، والاعتراف بانتهاء دورها في الحياة السياسية، خاصة بعدما أظهر الشارع التونسي والعديد من المنظمات والأحزاب التونسية دعمها وتأييدها لتلك القرارات «بحسب سياسيين تحدثوا لـ«الرؤية».

وقرر الرئيس سعيد، مساء الأحد، تجميد كل اختصاصات المجلس النيابي، ورفع الحصانة عن كل أعضائه، وإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي؛ وذلك استجابة لمطالب احتجاجات في العديد من المدن التونسية.

وأعلنت عدد من المنظمات والهيئات والأحزاب التونسية، دعمها لقرارات الرئيس قيس سعيد منها الاتحاد العام التونسي للشّغل، ومنظمة الأعراف، واتحاد الفلاحين، وعمادة المحامين، واتحاد المرأة، كما أعلنت أحزاب الدستوري الحر، والتيار الشعبي، وحركة الشعب، وحركة النضال الوطني، وحزب آفاق تونس، وحركة مشروع تونس، وغيرها دعمهم لقرارات سعيد.

وأطلق التونسيون هاشتاغات #تونس_تنتفض_ضد_الإخوان و#قيس_سعيد و#تونس، حملت العديد من ردود الفعل المرحبة بقرارات الرئيس واحتفى المغردون بقرارات الرئيس قيس سعيد التي أعلنها في كلمة مسجلة.





على الجانب الآخر يبدو أن حلفاء الأمس أصبحوا أعداء اليوم، حيث أعلن حزب قلب تونس، حليف حركة النهضة، في تصريحات تلفزيونية على لسان رئيس كتلة الحزب بمجلس نواب الشعب، أسامة الخليفي، تأييده لقرارات سعيد. وانسحب أنصار النهضة منذ مساء أمس الاثنين، من أمام مجلس نواب الشعب، وتخلوا عن خطاب التصعيد الذي دشنه رئيس الحركة راشد الغنوشي، والذي دعا فيه أنصاره للنزول إلى الشارع.

ليس هذا فحسب بل دعا حزب النهضة صباح اليوم الثلاثاء إلى حوار وطني لإخراج البلاد من الأزمة، وحث الحزب في بيان على الوحدة بين الشعب وقال إنه يرفض دعوات الفتنة والاقتتال الداخلي.

نهاية النهضة

الباحث المتخصص في الجماعات الإسلامية، أنس الشابي، قال لـ«الرؤية» إنه ليس أمام حركة النهضة أي خيار إلا التكيف مع الوضع الجديد، والانحناء للعاصفة.

واعتبر الشابي أن النهضة انتهت وفي الانتخابات الجديدة لن تكون موجودة فيها، وإن وجدت ستكون في وضع الضعيف؛ لأن الشعب التونسي حسم معركته معها بعد 10 سنوات من التجربة المريرة".



وفي سياق متصل، قال المحلل السياسي والبرلماني السابق، عادل الشاوش، إن حركة النهضة ليس لها أي خيار إلا التعاطي مع الواقع الجديد الذي فرضه قيس سعيد باستجابته لدعوات الشارع التونسي.

واستبعد الشاوش في حديثه لـ«الرؤية» لجوء الحركة إلى العنف، قائلا: «أنصار النهضة عانوا كثيرا بسبب المعارك التي دفعهم إليها راشد الغنوشي مع النظام، وفي اعتقادي ليسوا مستعدين لتكرار التجربة وما يرددونه اليوم من شعارات بشأن الحركة للتسويق فقط».

ومن جهته، يرى المحلل السياسي، منذر ثابت، في تصريح لـ«الرؤية» أن الحركة ستعيش أزمة كبيرة وصراع أجنحة، وستشهد انقسامات كبيرة. وستبدأ الحركة في سلسلة مراجعات، وتقييم لمسيرتها في الحكم، وسيكون أول ضحايا هذا التقييم زعيمها راشد الغنوشي.

ورجح ثابت تأسيس حزب جديد على أنقاض الحركة يقوده لطفي زيتون، أما «حركة النهضة في شكلها الحالي فقد انتهت» حسب تعبيره.