الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

ناجٍ من انفجار مرفأ بيروت يرى 4 أغسطس في كل يوم

ناجٍ من انفجار مرفأ بيروت يرى 4 أغسطس في كل يوم

شادي رزق: الندوب الداخلية هي الأبشع. (رويترز)

توقف الزمن عند يوم 4 أغسطس 2020 بالنسبة للبناني شادي رزق، أحد الناجين من كارثة مرفأ بيروت، عندما انفجرت كمية هائلة من نترات الأمونيوم في ميناء العاصمة اللبنانية قبالة مكتبه.

وقال الرجل البالغ عمره 36 عاماً: «هذا العام مر كلحظات كثيرة سريعة، لا تشعر أنه عام.. لا أعلم.. أشعر أنه كان أياماً معدودة أو لحظات.. أغمضت عيني وفتحتها، فوجدت عاماً مر على الانفجار. الزمن توقف بشكل تام. كل يوم هو 4 أغسطس، كل يوم، كل يوم. كل يوم أتذكر الانفجار أو أتذكر ما جرى في هذا النهار البشع».

تسبب الانفجار الضخم في مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة الآلاف وتدمير أجزاء كبيرة من المدينة.

كان رزق في المكتب حيث يعمل بشركة لتقديم خدمة الإنترنت وكان يصور الدخان المتصاعد من انفجار أولي في الميناء حين وقع الانفجار الثاني.

واحتاج علاج رزق إلى 350 غرزة في أنحاء جسده ووجهه كما أُصيب بإعاقة بصرية جزئية جراء الانفجار.

وبعد أن نجا من تجربة الاقتراب من الموت، يعتبر رزق يوم 4 أغسطس يوم ولادته مجدداً، ويريد الآن مواصلة هذا الفصل الجديد من حياته بعيداً عن لبنان.

يقول: «لا أشعر بأمان في بلدي، لذلك أريد أن أغادره، أريد أن أهرب. هذا هو القرار الأصعب في حياتي».

تقدم الآن بطلب للهجرة إلى كندا ويخطط ليكون هناك بحلول أكتوبر المقبل. في ذات الوقت، ما زال يعيش في منزل عائلته في إحدى ضواحي بيروت المطلة على المرفأ مما يجعله يتذكر يومياً تجربته المؤلمة.

ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للانفجار يوم الأربعاء يقول رزق إن «غضبه الداخلي» يتزايد بسبب توقف التحقيق في الانفجار. وهو واحد من العديد من اللبنانيين الغاضبين من غياب المحاسبة بعد مرور عام على الواقعة.

وأضاف رزق: «لم يتم القبض على أحد حتى الآن.. لم يقدم أحد استقالته حتى الآن.. لم يُسجن أحد حتى الآن.. لم تتضح الحقيقة حتى الآن.. رغم الوعود بإظهار الحقائق خلال 10 أيام أو 5 أيام.. إلخ».

وما زال طبيب رزق يستخرج الزجاج من جسده. ورغم أن العديد من ندباته عولجت الآن فإنه ما زال يتعافى جسدياً ونفسياً.

وقال رزق، بينما يقف في الشارع الذي يقع به مكتبه المدمر المواجه لصوامع الميناء المحطمة: «الندوب الداخلية هي الأبشع، يعني يمكن جسدياً راح أصح بعدين، بس نفسياً ما بعرف أي وقت بأصح».

ولم يحسم رزق بعد خططه ليوم الذكرى السنوية للانفجار. فهو يخشى أن يعيد ذلك ذكريات «الوجع غير الطبيعي» الذي مر به، لكنه على يقين من أنه يريد التواجد في الشوارع القريبة من الميناء للتعبير عن غضبه.